نعم برافو! فالرئيس حطم أرقاماً قياسية عديدة وأتى بمعجزات متنوعة لم يسبقه إليها الأولون من الرؤساء.. وأقول لك كيف.
1- حطّم الرئيس «مرسى» الرقم القياسى للمدة الزمنية التى يمكن أن يحتاج إليها رئيس ليدفع قطاعاً كبيراً من أبناء شعبه للثورة عليه، فبعد ما يقرب من «150 يوماً» فقط استطاع الرئيس أن يدفع ملايين المصريين للاحتشاد ضده رافضين إعلانه الدستورى الأخير، بل ومطالبين برحيله أيضاً.
2- أتى الرئيس بمعجزة أخفقت الثورة فى الإتيان بها، حين ألف الكثير من القوى والقلوب التى عجزت الثورة عن جمعها تحت مظلة واحدة، وقد ظهرت عبقريته واضحة فى جعل البرادعى وصباحى وموسى يهتفون بهتاف واحد، وتوحيد العديد من القوى المتنافرة ودفعها للاصطفاف ضده فى طابور معارضة واحد: القضاة، والصحفيون، والمحامون، والثوار، والقوى المدنية، والكنيسة، والأزهر، وحتى الفلول!
3- أما المعجزة الكبرى فتتجلى فى قدرته -غير المسبوقة- على تحريك أفراد من حزب الكنبة ضده! فخلال الأيام الأخيرة ظهر داخل الشارع الثورى العديد من الوجوه الجديدة التى ظلت جالسة على الكنبة، خلال أحداث ثورة يناير 2011. أى ألمعية تلك التى يتميز بها عقل الرئيس ليتمكن من تحريك هذا الحزب الذى تربى على الثبات فى المكان، والعيش بشعار «لف وارجع تانى»؟!
4- التخلص من عقدة الرئاسة، وهو جانب طريف جداً من جوانب الشخصية الإبداعية للرئيس؛ فقد تخلص من فكرة استبداد رئيس الدولة بالقرار، حين جعله فى يد إخوانه بمكتب الإرشاد، واكتفى بمجرد إعلان القرارات التى يستقر عليها المكتب، والنكتة أن البعض يدعى عليه الآن الاستبداد! أى استبداد والقرار فى يد غيره، والأنكت أن يطالبه البعض بالتراجع عن الإعلان الدستورى.. «ما تروحوا للى أصدره وتكلموه».. الرئيس يا سادة «خلاص» تخلص من عقدة الرئاسة.
5- سجّل الرئيس رقماً قياسياً فى التراجع عن الوعود و«الأيمانات» والقرارات، خلال فترة زمنية وجيزة جدا. فكل الوعود بـ«مصر جديدة» جاءت فى الهواء، لنجد أنفسنا نعيش ليس فى مصر القديمة، بل «العتيقة»، و«أيمانات» الثأر للثوار وإعادة المحاكمات لم يبر بها إعلانه الدستورى الأخير الذى نصّ على ذلك فى مواده، لكنه حنث بها فى «قانون حماية الثورة»، و«احسب بقى» القرارات إياها التى اتخذها الرئيس ثم تراجع عنها.. تقدر تقول كل قراراته!
6- المعجزة الأخيرة ترتبط بالقدرة على إغماض العين عن كل ما يراه الجميع! ففى الوقت الذى كان الملايين يحتشدون فى الشارع، هاتفين بإسقاط دولة المرشد، وبإسقاطه شخصياً فى أحيان، إذا بتصريح يخرج عن الرئاسة يبلّغ المصريين تفاؤل الرئيس «مرسى» بحل قريب لأزمة الإعلان الدستورى!
حقيقى.. حقيقى.. «برافو يا ريس».