«الوطن» ترصد ساعات الغضب والترقب بين أهالى المتظاهرين المعتقلين فى الشرقية
«ابنى متعلم ومالناش دعوة بالسياسة، وكان يساعدنى فى ورشة كهرباء سيارات، نعمل فيها سويا طوال اليوم، من أجل كسب قوت يومنا، وبعد خروجه بنصف ساعة ليحضر لى طلبا من أحد محلات كماليات السيارات المجاورة للورشة، فوجئت باتصال من أحد ضباط المباحث يخبرنى أنه جرى القبض عليه أثناء مشاركته فى المظاهرات». والد الشاب السيد عادل روى لـ«الوطن» قصة القبض على نجله: «أسرعت بالذهاب إلى مديرية الأمن فأخبرونى بأنه سوف يتم عرضه على النيابة فى المساء وشاهدت عليه إصابات وكدمات كثيرة فى وجهه نتيجة الاعتداء عليه».[Quote_1]
تجمع عشرات الأهالى أمام محكمة الزقازيق الابتدائية، انتظارا لوصول سيارة الترحيلات التى تحمل أبناءهم، للوقوف أمام قاضى المحكمة، لتهم إثارة الشغب وحرق المنشآت العامة أثناء المشاركة فى المظاهرات، لكن الكثافة العددية لقوات الأمن التى جاءت لتأمين مبنى المحكمة حالت بين وصولهم إلى أبنائهم؛ حيث اكتفوا بإلقاء نظرة عليهم أثناء دخولهم فقط.[Image_2]
«أخونا شغال فى مستشفى العبور، واتمسك وهو راجع من الشغل».. شقيقات عبدالهادى محمد عبدالهادى، 24 سنة، بعد بلوغهن خبر حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، «مالناش غيره، ومراته هتولد بعد يومين»، تقول شقيقته الكبرى: «فى تمام الساعة التاسعة مساء، فوجئنا باتصال تليفونى من ضابط المباحث، أخبرنا بإلقاء القبض عليه فى صباح ذلك اليوم، أسرعنا إلى المستشفى الذى يعمل بها، فعلمنا أنه غادره فى الثامنة مساء، قبل اتصال الضابط بساعة واحدة فقط، ومعانا جوابات من المستشفى والدكتور اللى كان شغال معاه بتقول كده».
اتهامات كثيرة وجهها أهالى المتهمين لجهاز الأمن بمحافظة الشرقية، منها: الرغبة فى تقفيل المحاضر على حساب أبنائهم الأبرياء، على حد وصفهم، بالإضافة لترديد الهتافات المعادية للشيخ حازم أبوإسماعيل وقيادات إسلامية، اتهموهم فيها بالوقوف وراء الاشتباكات وحالة الصراع التى تشق المجتمع المصرى.
والدة عمرو سيد عبدالمولى، طالب بالصف الثانى الثانوى، أصرت على الجلوس أمام سيارة الترحيلات، لمنعها من نقل ابنها إلى محبسه: «هموت وابنى ما يتحبسش»، وراحت تطلق العديد من الاتهامات فى وجوه ضباط المباحث والقيادات الأمنية الموجودة بمقر المحكمة لأنهم «بيعملوا شغل على حساب الأطفال اللى ماشيين فى الشوارع» على حد قولها.
خرج محامى أحد المتهمين ليخبر أقاربه باحتمال تجديد حبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مما أثار حفيظة الأهالى الذين سارعوا لقطع الطريق الزراعى أمام المحكمة ومديرية أمن الشرقية، وتعطيل حركة المرور تماما، مما دعا القيادات الأمنية للدفع بأحد تشكيلات الأمن المركزى لإعادة فتحه بالقوة.[Quote_2]
«أنا اتبهدلت فى أمن الدولة زمان علشان كنت بكتب لوحات ويفط للدكتور مرسى، وأول ما بقى رئيس حبس ابنى». يقول جمعة محمد عبدالرحمن، خطاط، 48 سنة: «ابنى إيهاب طالب بالصف الثالث الثانوى، قوات الشرطة قامت بالقبض عليه أثناء عودته من الدرس، وليس له أى نشاط سياسى، ولا يشارك فى المظاهرات لا السلمية ولا غيرها، بقولك 19 سنة، يعنى لسه عيل صغير». يستطرد: «منذ فترة قصيرة كنت الخطاط الوحيد فى المحافظة الذى يقبل كتابة اللوحات واللافتات الخاصة بجماعة الإخوان والدكتور محمد مرسى، والرئيس يعرف حجم المعاناة التى كنت أتعرض لها من الأجهزة الأمنية بسبب عملى معه، دلوقتى هو بيرد لى الجميل فى ابنى؟!».
عقارب الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، وأهالى المتهمين لا يزالون خارج أسوار المحكمة، بعد قيام قوات الأمن المركزى بإخراجهم، انتظارا لتسلم أبنائهم، كما وعدتهم إحدى القيادات الأمنية بمديرية الأمن، لكن طوال الفترة التى انتظروها بعد انصراف طاقم المحكمة، وإبلاغهم بالذهاب إلى أقسام الشرطة القريبة منهم لتسلم أبنائهم، أثيرت حفيظتهم مرة أخرى، خاصة بعد اكتشافهم خلو كشف المفرج عنهم من أقارب بعض الأهالى المنتظرين بالخارج.[Quote_3]
«أخويا مش لاقيه بقالى 4 أيام ومش عارف أعمل إيه»، محمد عبدالمحسن، سمكرى سيارات، متحدثا عن معاناته فى البحث عن شقيقه الأصغر خالد ضمن كشف المتهمين داخل المحكمة، يقول: «منذ أربعة أيام وأنا أبحث عنه فى أقسام الشرطة والمستشفيات لكنى لم أتمكن من العثور عليه، يا ريته كان مع المتهمين وخد حكم بالحبس بس أعرف هو فين».