أزمة المياه | أهالى أسوان: «مش عاوزين عدالة اجتماعية..احنا نفسنا نشرب»
أسوان أول بقعة تستقبل شريان الحياة الذى يغذى مصر كلها، لكن قلبها محروم من تلك الحياة، التى يمنحها النيل لكل المصريين بكرم شديد، فى حى إسكان الشباب بقرية الصداقة الجديدة، التى شملها البرنامج الانتخابى لـ«المخلوع»، أصبح انتظار المياه طقسا جماعيا ويوميا، يقول عاطف فخرى: إنها مقطوعة منذ 10 أيام، لسبب غير معروف، تأتى ساعة، لكنها تكون ضعيفة جدا، ما يضطرنى لتوزيع مهمة انتظارها على أولادى الأربعة، بالتنسيق فيما بينهم، يذهب كل منهم نصف ساعة ليفتح الحنفية، على أمل أن تأتى، أما ساعات الليل فيتم تقسيمها على الجميع، مضيفا: لا أستطيع استقبال الضيوف فى الشقة، بسبب قلة المياه والرائحة الكريهة فى العمارة، فضلا عن أننا نغسل الملابس بكمية محدودة، وبصراحة تعبنا من كثرة الشكاوى، وإرسال الاستغاثات للمسئولين.[Image_2]
ويقول أحمد يوسف «مهندس»: الحياة هنا لا تطاق، كما أننا مللنا من معاملة مسئولى المياه والشرب السيئة، وكأن الثورة لم تصل إلى الشركة بعد، التقصير موجود بنسبة كبيرة، ولكن من يراقب؟ ونحن نسأل مع الشاعر هشام الجخ «يعنى إيه هبة النيل يامصر والميه بتقطع، ولما اشتكى غلو الفاتورة يقولوا اشتكى بس تدفع».
ويضيف: العاملون بالمرشح رقم 1 أبلغونا أن المسئولين قالوا لهم: «محدش يشغلها كتير علشان ما تعطلش»، وعندما تجمع الأهالى الغاضبون، أمام المحافظة، جاء المهندس أحمد البدرى، رئيس قطاع مياه الشرب وقال «أعمل إيه، المواتير الموجودة يا دوب ترفع الميه ومش هترفع أكثر من كده»، ويتحدى «يوسف» أن ينجح مسئول فى العيش معهم أسبوعا واحدا، قائلا: نحذرهم لأن الكيل طفح.
ويقول محمد عبدالحميد، من سكان العمارة 52: أصبت بمرض جلدى بسبب الحرارة المرتفعة وعدم وصول المياه إلى الدور الثالث، حيث أسكن، كما أصيب أولادى بالرمد من قلة غسل وجوهم بالمياه والصابون، ونوفر مياه الشرب «بالعافية»، ويضيف: لدينا مواتير رفع، لكنها معطلة لأن المياه نفسها غير موجودة لفترات طويلة، وأطالب المسئولين يتفضلوا علينا بسيارات تنقل إلينا المياه، مستدركا: لكننا لن نضمن أن يجلبوا لنا مياها نظيفة، مشيرا إلى مشكلة أخرى، أنهم يلاحظون، عند وصول المياه «بالصدفة»، أنها متغيرة اللون، وأن معدلات الكلور بها زائدة أحيانا، وأخرى أقل، معلقا: «العملية ماشية معانا بالبركة واللى يلاقى الميه يبوس إيده ويشكر ربه».[Image_3]
ويقول شحاته أحمد، من سكان العمارة 37: كلنا مستاءون من تجاهل المسئولين للمشكلة، وكأننا غير مصريين، رغم أننا ندفع فواتير المياه بانتظام، مضيفا: ما باليد حيلة، مواتير الرفع «اتحرقت»، لأنها «شغالة على الفاضى»، بيتى امتلأ زجاجات وجراكن فارغة، و«منظرنا مش تمام مع أولادنا» لأنهم يروننا عاجزين عن توفير نقطة مياه، إنها أبسط حقوقنا كمصريين، الحكومة تدعى أنها ستراعى العدالة الاجتماعية والحرية ورغيف العيش، «مش عايزين ده كله، احنا بس نفسنا نشرب».