الرقص بما لا يخالف «شرع المجتمع».. سيمفونية شعبية للعشق
الرقص بما لا يخالف «شرع المجتمع»
وصلة حب، مضى أصحابها عقداً مع الدنيا، وأوصوا أنفسهم، بود موصول مع النفوس وعشق ممدود فى القلوب، وتراث محفوظ فى العقول، فعلى أنغام وإيقاعات سيمفونية عاشقة، يرقصون فى أغوار الكون، يعانقون بأرواحهم السماء عناقاً أبدياً، يصفه العاشق جلال الدين الرومى فى أشعاره، ويرسمه بكلماته «انظر بقلبك.. وستعرف أن كل ذرات الكون فى رقصة عشق أبدية.. ستعرف أنها تتلمس العاشقين فتعرفهم». فربط أصحاب «التنورة» الجسد بالروح، وطافوا بأجسادهم ولمسوا بأرواحهم عنان السماء، فيما خطا أهل الذكر ورواد حلقاته طريقهم إلى الله بالتمايل سكارى من الهوى على صوت المداح في ساحات «آل البيت»، وكانت وما زالت رقصات الفنون الشعبية دروس محبة لعاشقى التراث، أما التحطيب، فهو «غية الرجال» فى رقصة صعيدية على إيقاعات الطبل ونفخ المزمار. جميعها رقصات حلال من واقع التراث الشعبى، ابتدعتها الجماهير لتزيين ما تتطلبه حياتهم اليومية من أدوات، أو ما تتطلبه عقائدها الفطرية أو أفراحها أو مناسباتها على اختلاف غاياتها ومظاهرها، ينقلون واقعهم فيها، وينالون حريتهم معها، فهو صناعة شعبية، لا تحكمها قواعد الحكام، ولا دراسات الأكاديميين، فهى نتاج مصرى، توحدت فيه الروح والعقل والجسد، فخرج معروضاً فنياً، ليس بحاجة لعرضه على خشبات المسارح ودور العرض الموسيقية والسينمائية، وإنما مكانه الحقيقى وسط الناس فى الشوارع والميادين العامة، الحوارى والساحات الشعبية، لا يتحكم فيها منتج، يختار الوقت المناسب لعرضها، فالإنتاج جماهيرى، وأصحابه اختاروا موعدهم دائماً مع السعادة.