وفاة مريض بعد رفض أطباء "المنيا الجامعي" استقباله.. ومدير المستشفى: قتل مع سبق الإصرار
ألقت أزمة مشتعلة بظلالها على المرضى بمستشفى المنيا الجامعي، الذين وقعوا ضحية لصراع عنيف، ففي الوقت الذي أعلنت هيئة التمريض الإضراب العام والعصيان المدني بعد غد السبت للمطالبة بإقالة الدكتور عبده اللبان مدير عام المستشفيات الجامعية، يرى اللبان أن هيئة التمريض بالمستشفى ارتكبت جرما بحق أحد المرضى عندما رفضوا التعاون مع الأطباء في إسعاف مريض يعاني ذبحة صدرية بقسم عناية القلب بل أنهم اعترضوا على دخوله القسم ونتج عن ذلك وفاته، وبناء عليه تمت إحالة الواقعة للتحقيق الإداري والجنائي وعلى خلفية ذلك تقدمت رئيسة التمريض باستقالتها وتم قبولها.
يقول مدير المستشفى: لن أقف متفرجا أمام حقوق المرضى والقصة مرتبطة بالحياة والموت فقبل 3 أيام استقبلت عناية القلب بالمستشفى مريضا يعاني ذبحة صدرية وحالته العامة سيئة وبعد توقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة الطبيب المختص تقرر احتجازه وإجراء خطة علاجية له، غير أن نوبتجية التمريض اعترضت على احتجاز الحالة وامتنعوا عن العمل ومتابعة العلاج ونتج عن ذلك وفاة المصاب، فقام أقاربه بسب وتوبيخ الطبيب المعالج واعتدوا عليه بالضرب، فاستدعيت مسؤولي التمريض وواجهتهم بالأطباء وعندما سألتهم عن سبب رفضهم دخول الحالة ردوا بأنهم متعبون فوجدت نفسي أمام جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد وإهمال واضح لحقوق المرضى، فاتخذت الإجراءات القانونية اللازمة والتي تستوجب شق إداري خاص بالمستشفى وشق جنائي تم إبلاغ النيابه العامة به، وكلفت نقطة شرطة المستشفى بإجراء وفتح تحقيق موسع حول الواقعة.
وأضاف أنه في اليوم التالي تقدمت رئيسة التمريض باستقالتها وتم قبولها وفوجئت بعدها بقيام طاقم التمريض بالإضراب عن العمل والتظاهر مطالبين بإلغاء الإقالة حتى إنهم منعوا إدارة المستشفى والأطباء من الدخول وممارسة عملهم وانعكس ذلك على المرضى، فتقدمت بشكوى مباشرة للنيابة العامة لأن الإضراب بالمستشفيات جرم يمس حياة المرضى وفي حالة قيام أحد بالإضراب عن العمل مرة أخرى سأتخذ جميع الإجراءات القانونية ضده.
يُذكر أن العميد أحمد رستم مأمور قسم شرطة المنيا، تلقى بلاغا بتظاهر ما يقرب من 300 طبيب وصيدلي وممرض وموظف أمن وعمال نظافة بحرم المستشفى الجامعي للمطالبة بإقالة المدير العام والمدير المالي ورد استقالة رئيسة هيئة التمريض والغاء الجزاءات الفورية والمساواة في الحقوق المادية وتوفير سكن لائق بالتمريض وحسن معاملتهم وتنظيم العمل بينهم والأطباء، وعلى الفور انتقل مساعد مدير الأمن ومأمور قسم الشرطة لتهدئة المتظاهرين وعقب ذلك تقدم مدير المستشفى بطلب استقالة للمحافظ ورئيس الجامعة.
في السياق ذاته، قال الدكتور محمد أحمد الشريف رئيس جامعة المنيا، إن الدكتور عبده اللبان مدير المستشفيات الجامعية أبدى رغبته في الاستقالة ولم يتقدم بها رسميا، موضحا أن الاستقالة لم يبت فيها بعد لأن هذا يستوجب انعقاد مجلس إدارة المستشفيات الجامعية لتحديد قبولها من عدمه.
وأوضح رئيس الجامعة أن اللبان أبلغه أنه لا يستطيع العمل في ظل الأجواء المتوترة وضغوط التظاهرات والاحتجاجات بالمستشفى وأعلن رغبته في الاستقالة بشكل شفهي ولم تتخذ المسار القانوني.