مؤتمر الجمعية المصرية للأمراض الصدرية: انتبهوا عندما تستمر الكحة أكثر من 3 أسابيع ولا تستجيب للعلاج
الحساسية هى نفسها الربو الشعبى، ولكننا دائما ما نضفى وصفا تجميليا على الربو فنطلق عليه لفظ حساسية حتى لا نصاب بالذعر، كما أننا دائما ما نرهب استخدام البخاخات الموسعة للشعب والقصبة الهوائية للفكر الشائع بأنها تستخدم عندما تكون الحالة المرضية خطيرة، وأحيانا ما يرفض المريض استخدامها بالرغم من مميزاتها لكونها أكثر أمانا وليس لها أعراض جانبية، وتلك أفكار مغلوطة يجب القضاء عليها، هذا ما أكدته لـ«الوطن» أ.د. سميحة عشماوى، أستاذ الأمراض الصدرية، كلية طب عين شمس، أثناء حضورها المؤتمر الدولى الرابع والخمسين للجمعية المصرية لأمراض الصدر والدرن.[Image_2]
وشمل المؤتمر موضوعات عديدة واستمر على مدار أربعة أيام، وأكثر ما يميزه حسب قول أ.د. محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق ورئيس الجمعية ورئيس المؤتمر أثناء تصريحاته لـ«الوطن»، بتقديمه بروتوكولاً لأطباء الأمراض الصدرية يحدد كيفية تشخيص وعلاج كافة أنواع الأمراض الصدرية؛ وذلك لمحاولة إثراء المعرفة بين الأطباء وإحراز تقدم علمى فى هذا المجال وذلك إيمانا بأهمية الأمراض الصدرية وخاصة الدرن الذى يعد مرضا معديا وخطيرا ويجب الوقاية منه جيدا.
ويؤكد هذا القول أ.د. جينى ويليامز، رئيس مشروع العناية بمرض الدرن بالمجلس الدولى، فتقول لـ«الوطن» إن مرض الدرن من الأمراض المعقدة وهو عبارة عن مرض جرثومى يؤدى لتلف فى أنسجة الرئة أو أعضاء أخرى من الجسم وعلاجه يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل من خلال جرعات منتظمة من المضادات الحيوية، وفى العام الماضى قُدر نحو ثمانية ونصف المليون حالة مصابة بالدرن فى العالم بينما قُدر حوالى مليون ونصف المليون حالة وفاة نتيجة الإصابة بالدرن، وأكدت أ.د. ويليامز أن أعراض الدرن تتمثل فى الكحة وأحيانا الكحة المصاحبة بالدم، والبصاق، وآلام فى الصدر، وقصر التنفس، وفقدان الوزن، والحمى.[Quote_1]
وفى السياق ذاته يقول لـ«الوطن» أ. د. محمد صدقى، أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بطب الأزهر ومقرر عام المؤتمر، إن أكبر مشكلة فى مرض الدرن تكمن فى أعراضه؛ لأنها تتشابه مع كثير من الأمراض وبالتالى يتجاهلها المريض ولذلك على كل من يشكو من كحة مزمنة لمدة تصل إلى أكثر من ثلاثة أسابيع، عليه استشارة الطبيب فورا لأن التشخيص المبكر يساعد بشدة على الشفاء من المرض، كما أنه يمنع انتشاره الذى يتسبب فى عدوى الآخرين فعدوى الدرن سريعة التنقل فممكن أن تنتقل عن طريق بصاق أحد المرضى الذى ألقاه فى الشارع.
ويطمئن أ. د. تاج الدين المرضى فيقول لـ«الوطن» إن نسبة الإصابة بالدرن فى انخفاض مستمر حيث وصلت إلى 17 حالة فقط لكل 100 ألف حالة سنويا، أما عن مرض الربو الشعبى فيقول أ. د. تاج الدين إنه عبارة عن حساسية الشعب الهوائية وتصيب جميع الأعمار الكبار والأطفال حتى الرضع، والحساسية هى حساسية الجسم الذى يتفاعل بصورة غير طبيعية للمؤثرات الطبيعية وهذه المؤثرات تعد عوامل مسببة للحساسية مثل الأتربة خاصة أتربة المنزل لأنها تحتوى على حشرات صغيرة تسبب حساسية، ومنظفات المنزل بجميع أنواعها، والدخان والمبيدات الحشرية والأبخرة، كما أن هناك حبوب اللقاح الموجودة فى الأشجار وترتبط بموسم معين تسبب الحساسية أيضاً.
ويضيف أ.د. تاج الدين أن أعراض الربو تتمثل فى ضيق التنفس والكحة و«تزييق» فى الصدر والبصاق، وقد تطول أو تقصر الأزمة حسب شدتها والعلاج يكون من خلال الأدوية وموسعات الشعب الهوائية طويلة المدى واستخدام الكورتيزون الموضعى فى الاستنشاق بالإضافة إلى أدوية أخرى وقائية تؤخذ بالفم.
وعن أضرار التدخين، يقول أ.د. تاج الدين لـ«الوطن»، إنه يسبب احتقانا فى الأغشية وخللا فى القوة المناعية للجهاز التنفسى وتؤثر على الأهداب التى هى ضمن القوى الدفاعية للجهاز فتسبب التهابات وضيقاً فى الشعب الهوائية والسدة الرئوية المزمنة، ويتسبب التدخين عند مرضى الربو الشعبى بسرطان الجهاز التنفسى العلوى والسفلى فضلا عن فشل فى التنفس.[Quote_2]
وتثنى أ.د. عشماوى على هذا القول فتقول لـ«الوطن» إن التدخين يتسبب أيضاً فى الإصابة بانسداد مزمن فى الشعب الهوائية، ويعد تدخين الشيشة أكثر ضررا من السجائر وتأثيرها السلبى على الرئة أسوأ بسبب الشفط العميق لدخان الشيشة وانتقال الميكروبات من خلال المبسم حتى إذا تم تغييره، وتضيف أ.د. عشماوى أن أضرار التدخين تتمثل أيضاً فى الصحة الإنجابية لدى كل من الرجال والسيدات، فهى تقلل من نسبة الخصوبة ونسبة الحيوانات المنوية للرجال كما أنه يتسبب أيضاً فى تأخر الإنجاب لدى السيدات، وتحذر أ.د. عشماوى السيدات المدخنات الحوامل لأن التدخين خطر جدا على صحة وحياة المولود فهو يمكن أن يسبب فى الموت المفاجئ للمولود أو الإجهاض المبكر للحمل، وبوجه عام فالتدخين يؤثر على جمال المرأة ويعطى لمظهرها سنا أكبر.
وعن حساسية الأطفال، يقول لـ«الوطن» أ.د. صدقى إن أسباب الإصابة تكمن فى العامل الوراثى والالتهابات المتكررة مع نزلات البرد وتنتج الحساسية عن حدوث ارتباك فى الجهاز المناعى ويضيف أ.د. صدقى أن 15% من الأطفال يعانون من الحساسية و30% منهم يعانون من حساسية الأنف.
ويقدم أ.د. تاج الدين إرشادات عامة للوقاية من الأمراض الصدرية أولها هو الحفاظ على الجهاز التنفسى والابتعاد عن مسببات الحساسية، والحرص على نظافة المنزل، وممارسة الرياضة، والتعرض للشمس وتجنب السمنة المفرطة لأنها تسبب صعوبة فى التنفس، كما يجب أن يستخدم الناس المناديل عند العطس حتى لا تنتقل الأمراض.