غيبوبة كبدية لمريض بـ«المنصورة الجامعى» لتأخر الإفراج الجمركى عن حقن المناعة
صورة أرشيفية
بعد ساعات من إعلان مستشفى الباطنة التخصصى التابع لجامعة المنصورة عن وقف عمليات زراعة الكبد، لأول مرة منذ افتتاح مركز الجهاز الهضمى، دخل أحد المرضى فى غيبوبة كبدية داخل المستشفى، على خلفية تأجيل عملية زرع الكبد له، لحين حل أزمة تأخر سلطات مطار القاهرة الدولى فى الإفراج الجمركى عن شحنة حقن مثبطات المناعة «سيميوليكت»، التى يحتاج كل مريض إلى اثنتين منها أثناء إجراء الجراحة، وفى اليوم الرابع لها.
«عبدالوهاب»: تجهيز عملية زراعة الكبد يستلزم 3 أشهر
وقال رئيس فريق زراعة الكبد فى مركز الجهاز الهضمى بجامعة المنصورة الدكتور محمد عبدالوهاب: «هذا المريض ليس الوحيد المتأثر بتعليق إجراء العمليات، حيث توجد لدينا قائمة تضم 20 شخصاً تأثرت حالتهم بالقرار»، موضحاً أن «برنامج زراعة الكبد فى المركز تعطل بالكامل، لأول مرة منذ افتتاحه، نتيجة تأخر الإفراج الجمركى عن حقن سيميوليكت، فرغم مرور البلاد بفترات شديدة الصعوبة فى السابق، من اضطرابات سياسية، فإن كل ذلك لم يؤثر على برنامج المركز، فلم يتوقف مرة واحدة طوال تاريخه، حتى تعرّضنا لنقص الحقن».
وأضاف: «تعطل البرنامج يوماً واحداً يؤثر على جميع الحالات التى يتم تجهيزها للزرع خلال الأسابيع المقبلة، ويسبب ارتباكاً شديداً فى برنامج الزرع، حيث لدينا 20 مريضاً حالتهم شديدة الخطورة، بينما يوجد طابور من المرضى فى الانتظار، فتجهيز كل حالة للعملية يحتاج إلى 3 أشهر تقريباً»، مشيراً إلى تدخّل عدد من أجهزة الدولة بهدف إتمام إجراءات الإفراج الجمركى عن الحقن فى أسرع وقت، ونحن فى انتظار التنفيذ حالياً».
أحد المرضى روى لـ«الوطن» تفاصيل معاناته، بعد تأجيل موعد العملية الجراحية الخاصة به، قائلاً «منذ شهرين تم تحديد موعد لإجرائى عملية زرع الكبد فى الأسبوع المقبل، وعندما علمت بتأجيل برنامج الزرع فى المركز، طلب منى الأطباء مغادرة المستشفى، والانتظار لحين تحديد موعد آخر، بحجة عدم توافر حقن المناعة، فعرضت على أطباء أن أشتريها من أىّ صيدلية خارجية، إلا أنهم أكدوا لى أنها لا تُباع فى الصيدليات، وللأسف لا أعرف ماذا نفعل؟!».
وبلهجة غاضبة، أكمل المريض، الذى طلب عدم ذكر اسمه: «أتعرض للموت كل يوم، لأننى مصاب بسرطان فى الكبد، وأحد أبنائى قرّر التبرّع لى بفص من الكبد، لكن لا يمكننى إجراء العملية حالياً، وأخشى أن أموت قبل توفير الحقن المطلوبة»، مشيراً إلى أن «بعض الأطباء أكدوا لى أن الحقن موجودة فى السوق السوداء، لكن يصل سعر الواحدة إلى 20 ألف جنيه، بينما أحتاج إلى اثنتين منها، بسعر 40 ألف جنيه، وكنت مستعداً لشرائهما حتى أنقذ حياتى، إلا أن الأطباء أكدوا عدم ثقتهم فى شرائها من السوق، خشية أن تكون مغشوشة، وعندها لن تنخفض مناعة الجسم أثناء إجراء العملية، مما يؤدى إلى رفض الجسم للفص المزروع، مما يؤدى إلى فشل الجراحة».
وقالت مصادر فى جامعة المنصورة: إن «فريق زراعة الكبد فى المركز يضم 30 جراحاً وطبيباً، وطاقم تمريض وفنيين، بالإضافة إلى أساتذة باثولوجى وتحاليل وأشعة وباطنة، وعدد من التخصصات الأخرى، التى توجد للاستشارة فى أى أمر طارئ»، موضحة «كل هذا العدد متعطل عن أداء واجبه، بسبب نقص هذه الحقن، التى لا يمكن إجراء العمليات من دونها». وأضافت: «المريض الذى يصل إلى مرحلة الزرع يكون فى مرحلة متأخرة جداً، ففى مصر لا يبدأ المريض فى التحرك لإنقاذ حياته إلا فى المراحل المتأخرة، لذلك فإن تأخر الزرع يمثل خطراً على حياته، بالإضافة إلى تأثر الحالة النفسية له، حيث يستلزم إعداد المريض للعملية نفسياً عدة أيام، مما يجعل تأخر إجراء الجراحة سبباً فى إيذائه نفسياً»، لافتة إلى أن «المركز أجرى أكثر من 400 عملية زرع كبد منذ إنشائه، كما أعلن خلال الفترة الأخيرة عن التوسّع فى إجراء عمليات الزرع، ابتداءً من العام الحالى، قبل أن نواجه نقصاً فى الأدوية».
من جهة أخرى، تأثر برنامج زرع الكلى بنقص حقن «سيميوليكت» فى مركز الدكتور محمد غنيم للكلى والمسالك البولية، التابع لجامعة المنصورة، بسبب نقص حقن مثبطات المناعة.