ارتفاع «تسعيرة الوفاة»: نار الأسعار تلتهم «الحى والميت»
ارتفاع «تسعيرة الوفاة»
ضيق من ارتفاع الأسعار، وشكاوى مستمرة من الغلاء، تارة تجاه الحكومة، وأخرى ضد التجار والباعة، حالة غضب مكتومة يظهر أنينها فى الأسواق وبطوابير السلع الغذائية وخلال المناقشات العفوية للمواطنين بوسائل المواصلات العامة، لكن الأمر لم يقتصر على حياة الناس فحسب، بل امتد كذلك إلى موتهم أيضاً، فأصبح الموت يشكل عبئاً اقتصادياً على كاهل الأهل والأقارب، لا سيما مع الزيادة الكبيرة سواء فى أسعار المقابر من ناحية أو نفقات تجهيز المتوفى من ناحية أخرى، بدءاً من تغسيله وتكفينه ثم نقله ودفنه وصولاً إلى إقامة عزاء على روحه، لكل خطوة من تلك الخطوات «تسعيرة» ارتفعت فى السوق مثلما ارتفع كل شىء، وباتت «خرجة» المواطن مثل «حياته» تحتاج إلى «تحويشة كبيرة».
«الموت» أصبح يشكل عبئاً اقتصادياً.. وكثيرون يلجأون إلى «صناديق الصدقة»
حالة الغلاء، التى لم تستثن الموت، شملت جميع المستويات، فقراء وأغنياء ومَن بينهم، فالزيادة على الكل، سواء الذى يشترى مقبرة «هاى كلاس» أو الذى يبحث عن مقبرة فى جبانة جماعية بسيطة المستوى، وسواء الذى يقيم عزاءً فى إحدى دور المناسبات الشهيرة يحضره قارئ ذو اسم معروف وأجرة معتبرة، أو الذى يقيم عزاءً فى شارع أو حارة يحضره قارئ من المسجد المجاور، الجميع ينفق فوق ما كان يتم إنفاقه فى الماضى بأكثر من الضعف.
هذه الزيادة فى نفقات الوفاة تسببت على جانب آخر فى زيادة الطلب على الجمعيات الخيرية وصناديق الصدقة ممن يطلبون التكفل بمصاريف فقيدهم لأن «الجيب» لا يكفى، ولأن الموت فوق طاقة كثيرين.