«30يونيو» شعب.. نخبة.. شاشة: «تحيا جمهورية مصر المنقسمة»
لستَ مضطراً إلى النزول إلى الشارع لترى مصر المنقسمة، فبضغطة بسيطة على الريموت كنترول ترى مصر الممزعة إلى عدة قطع، بعضها يؤيد الرئيس محمد مرسى والبعض الآخر يعارضه، وبين هذا وذاك تجد فضائيات تنقل الشارع السياسى بكل ما يحمله من زخم وأخرى اكتفت بعرض وجهة نظر واحدة تعزز بقاء النظام الحاكم.
«لا توجد حيادية فى الإعلام»، قالها الإعلامى جابر القرموطى، موضحاً أن هناك موضوعية فى بعض الفضائيات، التى تنقل الرأى والرأى الآخر، وبالرغم من انقسام شاشات الفضائيات لعدة كادرات، فإن معظمها كانت تدعم المعارضة، وتعارض الرئيس مرسى، فى حين هناك كادر واحد ينقل اعتصام «رابعة العدوية»، ولا يحيد عنه، وهو الموالى للرئيس مرسى.
يغيب عن الإعلام المصرى فى رأى «القرموطى» عرض وجهات النظر المختلفة، وذلك لأن حالة الاحتقان الموجودة فى الشارع عصفت بكل التقييمات التى من المفترض أن يلتزم بها الإعلاميون، فأصبح المذيع جزءاً من الحدث، يتعامل مع المضمون وفقاً لضميره المهنى، وهنا لا يمكن أن تقارن فضائية مصرية بأخرى خارج الحدث.[SecondImage]
الاستقطاب السياسى الحاد، انعكس على الأداء الإعلامى، فى رأى الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، الذى أدى إلى تحول عدد من وسائل الإعلام إلى أدوات دعاية مباشرة لهذا الفصيل أو ذاك، وبلا شك إصلاح الأداء الإعلامى، يبدأ من إصلاح الأداء السياسى، فلن يمكن إنهاء حالة الانقسام الحاد فى الشاشات والصحف، إلا إذا كان من يجلس فى مقاعد الحكم، يمتلك الرغبة فى تحقيق التوافق السياسى.
أضاف «عبدالعزيز» أنه فى الأيام الأخيرة ظهر أن الرئيس مرسى يريد أن يستخدم الصلاحيات الإدارية والتنفيذية لقمع الإعلام وتقييده، وهو الأمر الذى يتضح من خلال الإجراءات الفاشية التى يتخذها وزير الاستثمار بحق القنوات الفضائية، وإزاء تلك المشكلة لا يمكن الحديث عن قواعد التوازن فى تغطية المظاهرات، فالمشكلة ليست فى أداء وسائل الإعلام، إنما فى أداء الرئيس وجماعته، فلا يمكن معالجة العرَض قبل المرض.