الرئيس فى جامعة القاهرة: نقف مع الشعب الفلسطينى حتى ينال حقوقه
قال الدكتور محمد مرسى خلال حفل تنصيبه رئيساً للجمهورية بجامعة القاهرة، «إن مصر الشعب والأمة والحكومة والرئاسة، تقف مع الشعب الفلسطينى حتى يحصل على جميع حقوقه المشروعة، وسنعمل على إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ليكون الشعب الفلسطينى صفاً واحداً لاستعادة أرضه وسيادته».
وتعهد مرسى بأن تقوم الدولة بكامل مسئوليتها تجاه المجتمع وأبناء مصر بالداخل والخارج، وأن تسهر على ما يخص أمنه وأن يبلغ غاية وسعه لدعم وثاق التعاون والمحبة بين كل أطياف المجتمع المصرى وتفعيل مفهوم المواطنة بين المصريين جميعاً».
وأكد مرسى على الحاجة الماسة لإزالة آثار الفوضى فى كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادى، متهماً النظام السابق بالإسهام فى تلك الفوضى على مدار العقود الماضية، ومشدداً على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار المنشود.
وأضاف أن الشعب استطاع تقويم مسار السلطة وأسقط تلك السلطة الظالمة بشكل سلمى حضارى، ضارباً فى ذلك أروع النماذج التى عرفتها الأمم، موجهاً رسالة «لمن تنتابهم هواجس من تبدل مسار الدولة المصرية لمسارات أخرى؛ أقول لهؤلاء إن الشعب اختارنى من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة».
كما وعد بالحفاظ على الدولة المصرية وإصلاحها حتى تصبح المؤسسات أكثر تعبيراً عن المصريين، وأن تعمل أجهزة الدولة على رعاية مصالح المواطنين فى الداخل والخارج.
واستطرد: «النظام السابق أدى لتقزيم دور مصر الإقليمى، وأقول اليوم إننا سنعيد تشكيل منظومة أمن مصر القومى بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقى فى الدوائر العربية والإسلامية والأفريقية والدولية.. إننا نحمل رسالة سلام للعالم ورسالة حق وعدل، وكما تعهدنا دوماً نؤكد على التزامات مصر من معاهدات واتفاقات دولية نرعاها».
بدأ اللقاء بكلمة المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا، الذى حيّا الحاضرين، ثم قام الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، الذى بدأ كلامه بقول «الحمد الله رب العالمين وبسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والله أكبر فوق الجميع، وقل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».
وبدأ كلامه: الشعب المصرى الكريم والحضور الكرام.. أحييكم جميعاً بالتحية الخالدة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وقبل أن أبدأ حديثى معكم أوجه حديثاً خاصاً إلى أبنائى فى جامعة القاهرة الذين تأجلت امتحاناتهم اليوم وهم فقط فى كليتى الحقوق والآداب، وسوف يؤدون الامتحان فى الفترة المسائية، وقد أُجل امتحان كان فى الصباح إلى يوم الخميس، فأرجو أن يتقبلوا منى اعتذارى على تأجيل الامتحان، وأرحب بكم جميعاً ونحن فى جامعة القاهرة؛ الجامعة الأم التى كانت أولى خطواتى فى التعليم العالى، والتى أتشرف بالانتماء إليها طالباً ومعيداً ومدرساً مساعداً، ثم رحلة الدراسات العليا وأنا أتشرف بهذا الانتماء إلى جامعة القاهرة التى تعد جامعة العلم الأم فى كافة المجالات والبحث العلمى الذى يعتبر قطار التنمية والبناء، وها نحن نبدأ مع مرحلة جديدة فى تاريخ مصر نطوى بها صفحة بغيضة ونفتح صفحة مضيئة إن شاء الله، ونسطر معاً بسواعد المصريين تاريخاً يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنين، حيث عاشت مصر عصور ازدهار نفخر بها ويفخر بها ملايين العرب والمسلمين، كما عانت أحياناً لحظات انكسار سنعمل على عدم عودتها، ومصر لن تعود إلى الوراء.
ولقد أنجز الشعب المصرى بفضل الله تعالى ثم بتضحيات شهدائه الأبرار إنجازات عظيمة سنحافظ عليها ولن نفرط فيها أبداً لأنه تكبد فيها الشعب آلاف الأرواح والمصابين، وقد فرض الشعب المصرى إرادته وسيادته ومارس لأول مرة فى تاريخه سلطته الكاملة فانتخب مجلس الشعب ومجلس الشورى فى انتخابات حرة نزيهة، واختار البرلمان المنتخب جمعية لصياغة دستور جديد لمصر، وبدأ عمل الجمعية وستستعين بكافة الخبراء فى كل الاتجاهات ليأتى الدستور معبراً عن التوافق الوطنى ومرسخاً للدولة الوطنية الديمقراطية، ومحافظاً على هوية الأمة والمقومات الأساسية ودستور يقوم على العدل والقانون ويحمى استقلال القضاء ومطلقاً لحرية الفكر والتعبير والتنظيم والإبداع ودستور يحقق العدل الاجتماعى ويجعل الحاكم خادماً للأمة.
وسيكون الحاكم فى مصر الجديدة أجيراً عند الأمة وخادماً للشعب وحَكَماً بين السلطات وراعياً للدستور والقانون، بعد أن أولانى الشعب ثقته فى انتخابات نزيهة أشرف عليها قضاء مصر وحرستها القوات المسلحة ورجال الشرطة الأمناء.
وأضاف: من تمام المحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه واستقلاله بالضرورة أنى أحافظ على القوات المسلحة واستقلال القضاء وعلى كل الشعب المصرى، وسوف أبذل كل جهدى للحفاظ على الأمن القومى وحماية حدود هذا الوطن، مع القوات المسلحة، وهى درع الوطن وسيفه الذى يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر أو تهديد أمنها القومى، وأعاهد الله تعالى أن أحافظ على هذه المؤسسة وأن أحافظ على أبنائها وأن أعلى من شأنها وأن أدعمها وأتخذ كل الوسائل لتكون أقوى مما كانت، ليكون هذا الشعب معها فى كل ما تعمل إن شاء الله، وأعاهد الله تعالى وأعاهدكم أمام الجميع أن استقرار البلاد سيكون بالتعاون مع رجال الشرطة، وأعاهدكم أن نستكمل معكم استقلال القانون وأن يكون حكم القانون هو الفيصل وأن يحصل كل مصرى ومصرية على حقه أمام منصة العدالة، وقد وفّى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده الذى أخذه على نفسه، وهو ألا بديل عن الإرادة الشعبية، وستعود المؤسسات المنتخبة لأداء دورها ويعود الجيش المصرى العظيم ليتفرغ لمهمته فى حماية الوطن وحدوده، والحفاظ على قواتنا المسلحة قوية عزيزة متماسكة تعمل مع باقى مؤسسات الدولة، وتحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحملوه من عنت وما تكبدوه من مشاق.
وإن النهوض بهذا البلد هو مسئوليتنا جميعاً ولا مجال للانتظار، والأمم لا يمكن أن تحقق نهضتها إلا بالعمل من كل الأطياف، وإننا سنفتح الآفاق فى الفترة القادمة لتمكين جميع فئات المجتمع للمساهمة بجد فى كل قضايا الوطن، وإننى من موقعى هذا أتعهد أمام المصريين جميعاً بأن مصر ستقوم بدورها كاملاً تجاه الكل وأنها سترعى كل فئات هذا الوطن.
إننا بحاجة ماسة إلى إزالة آثار الفوضى فى كل المجالات، خاصة فى المجال الاقتصادى، هذه الفوضى التى أسهم فيها النظام السابق على مدار العقود الفائتة، ويجب أن نحقق عدالة اجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار والأمن للمجتمع المصرى وأن الأمة المصرية على طول تاريخها كانت تقوم بدور الحارس الأمين وإذا حاد النظام السابق عن المسار فإن الشعب المصرى الأصيل قادر على عودته بعد ثورة فى كل ميادين مصر، إنه أسقط هذه السلطة الفاسدة بشكل سلمى وحضارى، ضارباً أفضل النماذج.. إننى من هذا المنطلق أقول لمن تنتابهم هواجس مسارات الدولة المصرية؛ أقول لهم إن الشعب اختارنى من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة، إننى أتعهد أمام الله وأعاهدكم أنى سأبذل غاية الوسع والطاقة وإصلاحها بما يجعل مؤسساتها أكثر تعبيراً وأن تعمل أجهزة الدولة على حماية ورعاية مصلحة المواطنين فى الداخل والخارج لأن المواطن هو العمود الفقرى للدولة.
وقال: إن النظام السابق فرّط فى دور مصر الإقليمى وإننا من اليوم سنبنى مصر القوية بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة، إننا نحمل رسالة سلام إلى العالم، وكما تعودنا دوماً، بالمعاهدات والاتفاقات الدولية نرعى هذه المعاهدات. ونحن نعلن من هنا أن مصر الشعب والأمة والحكومة، والرئاسة، تقف مع الشعب الفسطينى حتى يأخذ كل حقوقه. وسنعمل على إتمام المصالحة بين الشعب الفلسطينى ليستطيع أن يستعيد أرضه وسيادته، ونحن لا نتدخل فى شئون البلد ولن نسمح لأحد أن يتدخل فى شئوننا، وإننا الآن فى مصر نبنى مصرنا الجديدة ولن نتفرق عن أمتنا العربية والإسلامية ونعلن تأييدنا للشعوب حتى تحصل على حريتها.
مصر اليوم داعمة للشعب الفسطينى وأيضاً للشعب السورى ويجب أن يتوقف نزيف الدم الذى يراق فى سوريا، نحن نريد لهذا الدم أن يتوقف وسنبذل كل جهد فى المستقبل حتى يتوقف ذلك، وسنعمل بكل جدية حتى نعمل على اتفاقية الدفاع العربى المشترك والسوق العربية المشتركة، وكلنا حريصون على ذلك، ومصر إذا نهضت تنهض العرب جميعاً، وإن مصر فى عهدها الجديد لن تقبل أى انتهاك بالأمن القومى العربى وستكون فى صف السلام الشامل العادل وستقف قوية صلبة فى وجه العدوان.
أيها المواطنون.. كان قدر مصر منذ الأبد أن تكون رائدة، وستظل، بسواعد أبنائها، سنعمل معاً على تشجيع الاستثمار واستعادة السياحة بدورها، بما يعود بالخير على مصر، وسنرسم معاً مستقبلاً زاهراً إن شاء الله؛ مسلمين ومسيحيين، لتعود مصر عزيزة قوية، ولنستكمل أهداف ثورتنا ونحقق معاً الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
أرسل لكم جميعاً اعزائى تحياتى وأعدكم أنى لن أخونكم ولن أخون وطنى وأهلى وسأكون عند حسن ظنكم.
وأكرر أن دماء الشهداء والمصابين حق فى رقبتى حتى يكتمل القصاص العادل وننظر إلى الأمام ولا ننظر إلى الخلف وأسفل الأقدام ونمضى إلى عجلة الإنتاج، وغداً لناظره قريب.