مستشار أكاديمية ناصر: الإرهاب اتخذ من الصحراء الليبية مكاناً لتنفيذ مخططات 5 أجهزة مخابرات
اللواء دكتور طلعت موسى
قال اللواء دكتور طلعت موسى، رئيس كرسى الاستراتيجيات والأمن القومى ومستشار كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية، إن العلاقات المصرية الليبية علاقات تاريخية متأصلة عبر تاريخ طويل من النضال العربى، موضحاً أن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بعلاج مصابى العمليات الإرهابية فى ليبيا فى مصر يأتى من أهمية الجانب الليبى بالنسبة لمصر، كما أنها تعد أحد جوانب الأمن القومى من الاتجاه الغربى، وأكد موسى فى حوار لـ«الوطن» أن ليبيا أصبحت أكبر مركز تجمع للعناصر الإرهابية وافدين من كافة الاتجاهات العربية والأفريقية والعالمية، وأضاف أن ليبيا دولة تتجاور مع ٥ دول بخلاف مصر التى تربطنا بها حدود تمتد لما يقرب من ١٢٠٠ كيلو متر، وما يمثله هذا الاتجاه من خطورة كبيرة فى ظل الصراعات الحالية التى تشهدها الأراضى الليبية.. وإلى نص الحوار.
فى البداية كيف ترى الأوضاع فى ليبيا الآن؟
- بالتأكيد الأوضاع فى ليبيا تشهد حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطرابات فى ظل تناحر العديد من القبائل المتفرقة والممتدة بمساحتها الواسعة، ما أدى إلى عدم وجود استقرار حقيقى وتنازع على السلطة، ما جعل منها ملاذاً لأجهزة المخابرات المختلفة التى تسعى إلى تقسيم المنطقة وضخ العناصر الإرهابية لتنفيذ عمليات بتوجيهات منها، وكل ما يحدث على الأراضى الليبية بالتأكيد له تأثيره على الأمن القومى المصرى.
اللواء طلعت موسى: حدود ليبيا مشتركة مع ست دول وتعتبر بوابة عبور للعناصر الإرهابية
إلى أى مدى تتوغل العناصر الإرهابية داخل الأراضى الليبية؟
- إلى حد كبير، ويمكننا القول إن ليبيا تعد مسرحاً خصباً لتلك العناصر، لعدم وجود سلطة موحدة يلتف حولها الشعب الليبى وتحت قيادتها، ما سهل دخول تلك العناصر الإرهابية المتشرذمة، التى وجدت فيها الأراضى المترامية الأطراف التى تصلح للاختباء وأماكن للتدريب، خاصة أنها تتمتع بوجود المساحات الشاسعة والأراضى الممهدة، ما يجعلها تتمركز بالقرب من مصادر التمويل. مثل سرت ودرنة وغيرهما من المدن التى تمكنهم من سهولة التواصل مع الدول الممولة للإرهاب، التى تعمل على تنفيذ مخططاتها فى المنطقة، من خلال خطط تقودها أجهزة مخابرات عالمية، وهى المخابرات الأمريكية والبريطانية والتركية وقطر وإيران.
وكيف تواجه القوات المسلحة المصرية درء هذا التهديد المقبل من الاتجاه الغربى؟
- قواتنا المسلحة واعية وتدرك جيداً مدى خطورة ما يحدث داخل الأراضى الليبية، بما يجعلها فى تنسيق مستمر مع قوات الجيش الليبى الوطنى بقيادة المشير حفتر، كما أن الرئيس السيسى يولى كثيراً من الدعم المصرى للأشقاء الليبيين من خلال تنفيذ العديد من برامج التدريب لعناصر وقوات من الجيش الليبى الوطنى من أجل مقاومة العناصر الإرهابية، فضلاً عن تبادل المعلومات بين الجانبين بهدف منع تسلل أى من العناصر من وإلى الدولتين عبر الحدود.
كيف تفسر تغيير طبيعة العمليات الإرهابية تجاه المواطنين الليبيين بحدوث انفجارات متتابعة؟
- تعمدت العناصر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة حدوث عدد من العمليات الإرهابية أمام ساحات التجمعات، التى كان آخرها انفجارين متتابعين أمام ساحة بيعة الرضوان بمدينة بنغازى، وذلك من أجل إحداث عدم استقرار داخل المجتمع الليبى، وهى رسالة مفادها أن تلك العناصر تعمل وما زالت موجودة لضمان ضخ وتدفق التمويلات المستمرة إليهم.
ما أهمية قرار الرئيس السيسى بمعالجة المصابين الليبيين داخل المستشفيات العسكرية؟
- هذا القرار يمثل دعماً كبيراً من القيادة المصرية تجاه الأشقاء فى ليبيا، ما يساهم فى الدعم المعنوى للمواطنين الليبيين، فضلاً عن دعم القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية للجيش الليبى الوطنى، وهذا لم يكن غريباً على مصر التى تحتضن وتضمد دوماً جراحات أشقائها العرب منذ أمد طويل.
عقيدة القوات المسلحة دفاعية وليست هجومية وتحافظ على الأمن القومى للبلاد مهما وصل مداه
وهل تشارك القوات المسلحة المصرية فى عمليات داخل الأراضى الليبية؟
- القوات المسلحة هى قوات دفاعية تحافظ على الأمن القومى للبلاد مهما وصل مداه، فعقيدة القوات المسلحة المصرية دفاعية وليست هجومية، فهى تدافع عن الأمن القومى المصرى وتدافع عن المواطن المصرى، وأى ضربات سابقة أو عمليات قامت بها من قبل مثلما حدث من الضربة الجوية التى أعقبت إعدام عدد من المصريين بالأراضى الليبية كانت بالتنسيق مع الجانب الليبى.