مروى ياسين تكتب: التدريب.. طريق التميز
مروى ياسين
دائماً تظل خطواتى الأولى فى بلاط صاحبة الجلالة هى الأكثر حضوراً فى ذهنى مع لقاء كل متدرب جديد يلتحق بالمهنة، يذكرنى ببداياتى فيها، قبل 13 عاماً من الآن، حيث قدمت من إحدى قرى محافظة دمياط بحثاً عن فرصة عمل فى مهنة تبخل بحبها على عشاقها، كنت أتفحص وجوه من حولى، أنتظر يد العون والمساعدة التى تقدم لى «كتالوج» الكتابة على طبق من فضة، أنتظرها وأتمنى أن أجد من يقدم لى سر الخلطة، فكانت الإجابة تأتينى واحدة «اقرى اللى بينزل فى الجرنال واكتبى زيه»، ظللت أقرأ وأبحث عن سبيلى فى المهنة بعيداً عن ذلك المعلم الذى تبخر من ذاكرتى مع تكرار تلك الجملة ممن سبقونى فى المهنة.. تخبطت خطواتى وتعثرت حتى تعلمت كيف يكون التحقيق وكيف أعمل على الفكرة بشكل استقصائى، ومنها حصلت على الجوائز التى وضعتنى فى مكانة متميزة بين زملائى.. حاولت بكل طاقتى ألا أقدم تلك العبارة لكل متدرب يلتحق بالعمل فى قسم التحقيقات، لأحاول جاهدة أن أنقل له بعضاً مما تعلمته.. لم يكن للتدريب شأن مثلما بات له اليوم، ظل «التدريب» حلماً يراودنى، وفكرة طاردتنى كثيراً، أملاً فى تقديم ما افتقدته فى بداياتى لمن يبدأون المهنة، أو لمن ضلوا طريقهم، أو لمن رغبوا فى تطوير ذاتهم.. تظل الأفكار حبراً على ورق حتى تجد من يؤمن بها، قمت بعرض فكرتى على الأستاذ محمود مسلم، رئيس التحرير، الذى آمن بها ودعمها بكل قوته.. جاءتنى موافقته على الفور وطلب منى عرض خطة واضحة تقدمت بها أمام مجلس التحرير، ما بين رؤساء الأقسام الأفاضل ومديرى التحرير الأعزاء، لأجدهم يقابلون فكرتى بالتصفيق الحاد، ازداد حماسى وإيمانى بالتجربة، فسعيت خلال عام ونصف، هى عمر وحدة التدريب التى أشرف بتولى مسئوليتها، نتج خلالها ما يزيد على 850 فرصة تدريبية فى جميع التخصصات المهنية والفنية، ما بين تدريبات متخصصة فى أساسيات الكتابة الصحفية، وأساليب الكتابة المتقدمة وبين أخطاء الكتابة الشائعة، وبين تدريبات خاصة بصحافة الفيديو والتحقيقات الاستقصائية وغيرها من التدريبات التى صقلت من مواهب زملائى وقدراتهم، فباتوا يحصدون قرابة 21 جائزة محلية ودولية، وبات اسم «الوطن» يتصدر كافة الصحف المصرية والعربية فى الجوائز، شعور بالفخر يزداد يوماً بعد يوم، خاصة مع احتفاء زملائى بما حققه التدريب عبر مقالاتهم احتفالاً بمرور ست سنوات على تأسيس الجريدة، فرحة لا توصف لكونى شاركت فى بناء هذا الصرح، تزيدنى حماسة فى تقديم المزيد والمزيد.. وتتجدد معه الأحلام والأفكار، حتى يصبح التدريب مركزاً كبيراً متخصصاً يحمل اسم «الوطن»، أكون فيه شريكة فى النجاح مثلما اعتدت منذ يومى الأول بالجريدة قبل ست سنوات من الآن، فالتدريب هو طريق التميز والتقدم بين المؤسسات وتصنع به مكاناً مختلفاً تصبح فى الصدارة.