بلد أبو صلاح| ذو الفقار "الجان الفمينست".. مؤمن بحقوق المرأة
صلاح ذو الفقار
له أسلوبه الخاص، ورونقه الذي ميزه عن أبناء جيله من شباب الممثلين، فقرر تقديم الكوميديا الخفيفة المتوجة بفكرة عميقة تناقش إحدى المشكلات التي يعاني منها مجتمعه، فهو الزوج الحنون اللين تارة، والرجل الصارم الذي يتخذ قرارات ترضي غروره الشرقي تارة أخرى، هكذا تميز صلاح ذو الفقار في أدواره خلال تمثيل أفلام جماهيرية لاقت استحسان المشاهدين والنقاد.
بدأ صلاح ذو الفقار حياته ضابط شرطة، قبل أن يجذبه سحر السينما، فهو ينتمي لعائلة فنية، أخواه هما المخرجان عز ومحمود ذو الفقار، وبخفة ظله ووسامته الهادئة يعد أحد "جانات" السينما المصرية، فقد شكل مع شادية ثنائيا فنيا متميزا.
ولكن ما لا يعرفه البعض عن صلاح ذو الفقار أنه من أهم المؤمنين بقضايا المرأة وأبرز الساعين لنصرتها، وأثبت ذلك من خلال عدة أفلام كان أولها "مراتي مدير عام"، الذي انتج عام 1966 تزامنا مع دعوات انفتاح ورقي المجتمع المصري، وتمتع المرأة بحقوق جديدة كفلها لها العهد الناصري، متمثلا في حصولها على حق التصويت واختيار أول وزيرة سيدة ودمجها في العمل العام.
هكذا قدمها ذو الفقار كمدير عام لمصلحة حكومية، وذهب إلى ما هو أكثر من ذلك فكانت رئيسة لزوجها، وهي الفكرة التي ساعدت المجتمع على تقبل تفوق المرأة على زوجها، وتحقيقها العديد من النجاحات بمشاركة زملائها بالعمل، وهوما أكدته الناقدة السنيمائية خيرية البشلاوي لـ"الوطن"، ووصفته بأنه داعم لقضايا الإنسان بشكل عام، والمرأة بشكل خاص، حيث دعم السلام الاجتماعي والتوازن الأسري في "مراتي مدير عام" وأكد على أن كل فرد يؤدي دوره بالمجتمع بغض النظر عن كونه رجل أو امرأة.
وللمرة الثانية يؤكد صلاح ذو الفقار دعمه للمرأة، فأنتج أحد كلاسيكيات السينما "شيء من الخوف" عام 1969 حيث تواجه "فؤادة" ظلم "عتريس" وحدها وسط جُبن رجال القرية، بل تصبح شرارة ثورتهم وتظل شخصية "فؤادة"، ملهمة لنساء مصر، حيث اتخذتها إحدى الحملات النسوية شعارا لدعم حقوق المرأة مؤخرا.
مشهد من فيلم "شيء من الخوف"
ويواصل "ذو الفقار" إثبات أنه "فمينيست" للمرة الثالثة، برائعة إحسان عبدالقدوس "كرامة زوجتي"، حيث يناقش قضية يتم طرحها حتى الآن، وهي هل من حق الزوجة أن ترد خيانة زوجها؟ ولماذا تقبل خيانته وسط تبرير المجتمع رغم ألم الخيانة متساوي؟ ففي أشهر جمل الفيلم تقول شادية "لوخنتي هخونك" هكذا كان اتفاق الزوجين قبل عقد قرانهما، فأوهمته زوجته بالخيانة فقط ليتذوق مرارتها ويتجرعها.
صلاح ذو الفقار، وشادية، وفطين عبدالوهاب في كواليس "كرامة زوجتي"
وبعد نحو 10 أعوام من انفصال "ذو الفقار" عن شادية، عرضت الكاتبة الصحفية حُسن شاه على السيدة فاتن حمامة مشكلة أرسلتها إحدى القراء، عن فشلها في الحصول على الطلاق بعد عدة سنوات بالمحاكم، وكيف أنها ذات شأن في المجتمع بينما تُضرب وتُهان في بيتها، وتعجب "فاتن" بالفكرة ولكنها لم تلق قبولا لدى المنتجين في ذلك الوقت، وبالصدفة تعرضها على الفنان صلاح ذو الفقار فيقوم بإنتاجها في فيلم "أريد حلا"، وقد أثار الفيلم جدلا واسعا حينها، حيث أظهر ثغرات قانون الأحوال الشخصية، وأسهم في تغيير بعضها كإلغاء حكم "الطاعة"، كما مهد لإصدار قانون الخلع لاحقا.
كما أوضحت "البشلاوي" أن تحمس "ذوالفقار" لإنتاج فيلمين مثل "أريد حلا" و"شيء من الخوف" الشخصية المركزية بهما "سيدة" يدل على إيمانه بموضوعات هذه الأفلام، واختياره للأثنين من أيقونات السينما المصرية مثل فاتن حمامة وشادية يدل على أنه داعم لإنسانية المرأة وحقوقها.