إعلانات المدافن على الإنترنت والسوشيال ميديا.. البيع كاش وتقسيط والربح مضمون
المقابر - صورة أرشيفية
أنشأت وسائل التواصل الاجتماعى نوعاً جديداً من الإعلانات تختص بالمقابر، بسبب قدرتها على الانتشار السريع بعكس الوسائل التقليدية للدعاية، ولم يكن قديماً لتلك المدافن حظ وفير من الإعلانات، حيث كان الإعلان مقتصراً فقط على دعاية ورقية توزع على المواطنين، أو «بوسترات» تعلق فى الشوارع، أما الآن فقد اختلف الوضع كثيراً بعد انتشار الفيس بوك وظهور تطبيقات خاصة بالاستثمار العقارى مثل أوليكس وغيرها، والتى جذبت بدورها تجار المدافن، وكذلك من يرغبون فى الشراء، ممن أتعبهم البحث عن مدافن.
«الإعلان بيكون هدفه تعريف الزبون بالمدفن لكن مش إجباره إنه يشترى ولا حتى مضاربة لرفع الأسعار، أرخص مقابر فى مصر سعرها ٥٥ ألف جنيه ودى فى ١٥ مايو» بهذه الكلمات بدأ محمد هنداوى، ٤٦ سنة، صاحب مكتب عقارى، كلامه، الذى قال إن الإعلانات هدفها تعريف الزبون بما تتميز به المقبرة، فإن أعجبه المدفن، فإنه يتواصل مباشرة بالرقم الخاص بالمكتب على أوليكس، على أن تكون المقابلة فى الموقع. وأشار «هنداوى» إلى أن مكتبه لا يتعامل بنظام التقسيط، فالدفع دائماً ما يكون «كاش»، معللاً ذلك بأنه يشترى المدفن من مواطن أخذه بالتخصيص من المحافظة، على أن يدفع ثمنه «كاش»، فعندما يقرر المواطن بيعه فيشتريه المكتب، ويضيف إليه بعض التعديلات ويبدأ فى تسويقه عبر أوليكس وشبكات التواصل الاجتماعى. «عندنا ناس مدربة على التسويق العقارى مهمتها إن الإعلان يوصل لأكبر عدد من الناس»، وألمح «هنداوى» بهذه الكلمات إلى وجود استراتيجية تسويقية متبعة، يعمل عليها متخصصون فى مجال الدعاية والإعلان.
«أحمد»: الدعاية لا تكلفنا جنيهاً واحداً بسبب الفيس بوك وتجارة المدافن مربحة بسبب رخص ثمن الأرض وبيعها بملايين
«عرض العمر، مقبرة للبيع متشطبة ومجهزة بمساحة ٢٥ متر وارتفاع الشاهد ٣ متر بـ٩٠ ألف جنيه بس.. يا بلاش» هكذا ظهر إعلان خاص بمقبرة فى منطقة العبور بالقاهرة، على أحد المواقع الشهيرة الخاصة بالتسويق العقارى، حيث تظهر من خلاله محاولة جذب الزبائن، من خلال عرض مميزات المقبرة، حيث إنه من عوامل الجذب كما يقول صاحب مكتب عقارى رفض ذكر اسمه: «المساحة أكثر عامل بيجيب زبون والمساحات تتراوح ما بين ٢٥ و٦٠ متر، والتشطيب فى المرتبة الثانية ويتمثل فى أرضية المقبرة، فكلما كان نوع البلاط المستخدم ذا قيمة، زادت قيمة المقبرة، وكذلك واجهة المقبرة والشاهد، بالإضافة إلى أنظمة السداد المختلفة، والبيع ممكن يكون كاش وده بيخلى ثمن المقبرة رخيص، أما فى حالة التقسيط بيتم دفع مقدم مايقلش عن ١٩ ألف جنيه، والأقساط بتكون بالاتفاق ما بين الزبون والمشترى».
ويوضح صاحب المكتب، أن مروجى تلك الإعلانات يتبعون استراتيجيات خاصة بجذب الزبائن، وبخاصة هؤلاء الذين لم يجدوا مدافن فى الأماكن القريبة من الكتلة السكانية، فعوامل المكان وكذلك وسيلة الدعاية المستخدمة أصبحت أهم من السلعة التى تباع وتشترى، حيث إنه بإمكان تلك المكاتب بيع مقابر بأسعار مرتفعة، بالمقارنة بأماكن أخرى لم تحسن دعايتها.
«هنداوى»: لدينا خطط تسويقية يعمل عليها متخصصون فى مجال الدعاية.. ونهدف لتعريف الناس بمميزات المدفن
ومن جانبه، قال محمود أحمد، ٣٦ سنة، من مدينة نصر، يعمل سائقاً، إنه تعرض للنصب على يد أحد المكاتب الوهمية، حيث إنه تواصل مع صاحب أحد المكاتب التى تروج لمقابرها عبر الفيس بوك، وتابع: «اتفقنا على ثمن الشراء وعندما ذهبت إلى مقابر مايو، لم أجد المدفن بالمواصفات التى اتفقنا عليها»، ويرى أن تلك الإعلانات زادت بشكل كبير، مما يوحى بأنها أصبحت تجارة مربحة بشكل كبير، بحسب قوله حيث اتجه عدد كبير من المستثمرين إلى إنشاء مدافن، والترويج لها من خلال الدعاية: «الموضوع بقى مستفز جداً، الإعلانات زادت بشكل غريب، والأسعار ولعت وكل ده بسبب طمع التجار، اللى بياخدوا الأرض بتخصيص بأسعار قليلة ويجهزوها ويبيعوها بربح أكثر من ٥٠ ألف جنيه للمقبرة الواحدة وغير كل ده، مفيش حتى مصاريف للدعاية، بسبب الفيس بوك وغيره من الوسائل الحديثة، اللى سهلت عملية الدعاية للناس دى، طيب أنا مش عايز المدفن بتاعى يتجهز، هشتريه زى ما هو أرض وأبنيه وأشطبه بمعرفتى، حتى لو صرفت عليه أكتر من تمنه فى الإعلان، هبقى راضى بس أكون متأكد إن محدش استغلنى».
ويوضح أن تلك الإعلانات يديرها بعض الحانوتية، الذين وصلوا إلى قمة الثراء من تجارتهم المربحة هذه، ففى منطقة مقابر قريبة من عين الصيرة، وعلى الرغم من تواضع تلك المقابر، إلا أن «التربى» الخاص بتلك المنطقة لديه سيارة من أشهر الماركات العالمية، ويعمل لديه عدد كبير من الصبية، ليس هذا فحسب، وإنما يعتبر نفسه سمساراً، على حد قوله.