مصر على خطى نهضة فيتنام: شراكة اقتصادية تبدأ بـ 8 اتفاقيات تجارية وزراعية وسياحية
الرئيسان «السيسى وكوانج» يشهدان توقيع إحدى الاتفاقيات بين البلدين
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الاهتمام بدعم العلاقات مع فيتنام لما لها من ثقل فى المنطقة ولما تقدمه من دعم لانضمام مصر لاتفاقية الصداقة والتعاون مع رابطة الآسيان لتعزيز التعاون فى مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على الأطراف ويتيح لمصر الاستفادة من تجربة دول التجمع.. جاء ذلك عقب انتهاء المباحثات التى أجراها مع نظيره الفيتنامى تران داى كوانج، اليوم، بقصر الاتحادية.
وشهد الرئيس السيسى، ونظيره الفيتنامى، اليوم، التوقيع على 8 اتفاقات ومذكرات تفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات.
وتضمنت الاتفاقات مذكرات للتعاون فى مجال التمويل والبورصة ودعم الاستثمار، والتعاون بين المؤسسات العامة العاملة فى مجال البترول والغاز والثروة المعدنية، وفى تجارة الأرز، والزراعة، والترويج للصادرات، والمعاملات التجارية، وكذلك مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسى المصرى، ووزارة الشئون الخارجية الفيتنامية، وشملت الاتفاقيات اتفاقية تآخٍ بين محافظة الأقصر، ومدينة «لين بين».
ووجه الرئيس السيسى للرئيس الفيتنامى، فى كلمة له عقب انتهاء المباحثات المصرية الفيتنامية: «زيارتكم لمصر لها أهمية خاصة كأول زيارة منذ تأسيس العلاقات منذ ٥٥ عاماً وتأتى بعد زيارة أول رئيس مصرى لفيتنام فى سبتمبر من العام الماضى».
«السيسى»: الاهتمام بالعلاقات مع فيتنام لدعمها انضمام مصر لاتفاقية الصداقة والتعاون مع رابطة الآسيان
وأضاف الرئيس السيسى أن هاتين الزيارتين تمثلان تأكيداً للاهتمام بتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفيتنام والرغبة فى استثمار الإمكانات الهائلة المتاحة لدى البلدين لما فيه صالح الشعبين، موضحاً أنه بحث مع نظيره الفيتنامى سبل تدعيم العلاقات على جميع الأصعدة والتعاون فى إطار المؤسسات الدولية واستعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتدعيم العلاقات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب وتنشيط التبادل السياحى والثقافى.
كما عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤتمراً صحفياً مع نظيره الفيتنامى أكد فيه إعجابه بمسيرة الشعب الفيتنامى التحررية والتنموية وما يكنّه الشعب المصرى له من أصدق معانى الود والاعتزاز.
أضاف خلال المؤتمر الصحفى: «لا يفوتنى فى هذا السياق أن أشير إلى ما لمسته من اتفاق بين توجهات الدولتين على تحقيق الاستقرار والأمن والسلام، وما توليه كل من مصر وفيتنام من أولوية قصوى لتحقيق التنمية الاقتصادية»، مؤكداً الاهتمام الذى توليه مصر لدعم علاقاتها مع فيتنام، لما لها من ثقل إقليمى بارز وإمكانيات كبيرة، وتقدير مصر لدعم فيتنام لاتفاقية الصداقة والتعاون مع رابطة الآسيان، تلك الخطوة التى ستسهم فى دفع العلاقات مع دول الرابطة إلى آفاق جديدة وتعزيز التعاون معها فى مختلف المجالات والاستفادة من تجارب تلك الدول التنموية الرائدة.
وأعرب السيسى عن ترحيبه بتكثيف التعاون والتنسيق مع فيتنام، خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى فى عام 2019، بما يحقق مصالح البلدين والقارتين الأفريقية والآسيوية.
اتفاقية تآخٍ بين الأقصر ومدينة «لين بين».. ومذكرات للتعاون فى مجالات التمويل والبورصة ودعم الاستثمار والبترول والغاز
من جانبه، أعرب الرئيس الفيتنامى تران داى كوانج عن شكره على الاستقبال الحار والودى الذى لاقاه وحرمه ووفد بلاده من الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة والشعب المصرى، فى زيارته التى يقوم بها لمصر بمناسبة الذكرى 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وفيتنام.
وقال الرئيس الفيتنامى فى كلمته عقب انتهاء المباحثات المصرية - الفيتنامية بقصر الاتحادية، إنه أجرى مع الرئيس السيسى مباحثات ناجحة وتبادلا الآراء إزاء العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات و«اتفقنا على سبل تعزيز العلاقات فى مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والتربية والتعليم والدفاع والأمن والاقتصاد».
وأضاف أنه اتفق مع الرئيس السيسى على مواصلة تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار للشعبين والاستقرار والسلام للعالم و«اتفقنا على مواصلة تبادل زيارات الوفود وتعزيز التعاون الدفاعى والأمنى والتنسيق فى المحافل الدولية والأمم المتحدة ومنظمة الفرانكفونية وتجمع دول عدم الانحياز وفى إطار التعاون بين الجنوب والجنوب لتحقيق التنمية المستدامة للبلدين».
وتابع: «اتفقنا على تصميمنا على زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى مليار دولار أمريكى ونرحب بالاجتماعات بين الجهات المختصة لتفعيل نتائج زيارة السيسى لفيتنام واجتماعات اللجنة المشتركة والاتفاق على تبادل المعلومات عن البيئة وفرص الاستثمار فى كلا الدولتين وتخصيص آليات تفضيلية لرجال الأعمال والاستثمار فى مجالات النفط والاتصالات والزراعة»، مشيراً إلى أنه بحث تعزيز التعاون فى قطاعات التعليم والثقافة والسياحة وعقد أنشطة فنية احتفالاً بالذكرى 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».
ورحب الرئيس الفيتنامى بالتوقيع على اتفاقيات الترويج للتجارة ودعم الزراعة والتعاون فى مجال النفط وغيرها من مذكرات التفاهم التى تم توقيعها بما يسهم فى تعزيز العلاقات بين البلدين.
وشهدت الزيارة أمس لقاء قرينة السيسى وزوجة الرئيس الفيتنامى عقب استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى لهما بقصر الاتحادية صباح اليوم.
الرئيس الفيتنامى: اتفقنا على زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى مليار دولار.. وبيان مشترك: تكثيف الزيارات المتبادلة على كل المستويات
وصدر بيان مشترك، أكد اتفاق الرئيسين على تكثيف الزيارات المتبادلة على كل المستويات، الحكومية والبرلمانية والشعبية والتجارية، كما أكد الجانبان أهمية الاستمرار الفعال لآليات التعاون الثنائى القائمة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الحكومية المشتركة، والمشاورات السياسية، وتدعيم أواصر التفاهم الاستراتيجى بين الدولتين. واتفقا على العمل معاً من أجل عقد الدورة السادسة للجنة الوزارية المشتركة فى القاهرة فى عام 2019. وأعرب الجانبان عن رضاهما بنتائج الاجتماع الأول للجنة الفرعية للتعاون التجارى والصناعى بين القاهرة وفيتنام التى عُقدت فى القاهرة خلال الفترة بين 22 و23 أبريل 2018.
وأبدى الجانبان ارتياحهما للتعاون بين البلدين فى إطار المحافل الدولية، فى إطار الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز والاتحاد الأفريقى ورابطة دول الآسيان، ولا سيما الدعم المتبادل للترشيحات للمنظمات الدولية فى إطار الأمم المتحدة. وفى هذا الصدد، تقدر مصر ترشيح فيتنام لعضوية غير دائمة فى مجلس الأمن للأمم المتحدة.
وعبر الجانب المصرى عن تقديره لمساندة فيتنام انضمام مصر لمعاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا (TAC)، وعبر الجانبان عن اعتزامهما تعزيز التعاون فى المجالات ذات الصلة وبذل الجهود المشتركة من أجل تحقيق التقدم والرخاء فى آسيا بما فى ذلك الآسيان. كما تلتزم مصر بكونها رئيساً للاتحاد الأفريقى فى دورته لعام 2019 بدعم فيتنام لتعزيز التعاون مع أفريقيا والعمل كجسر يربط بين فيتنام والاتحاد الأفريقى.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون الدولى لمكافحة الإرهاب، الذى بات يمثل عدواً مشتركاً لكافة الشعوب المحبة للسلام. وأعرب الجانبان عن تأييدهما للسعى نحو التوصل لحل سياسى للأزمة فى الشرق الأوسط، بما يضمن وحدة وسلامة أراضى وسيادة دول المنطقة. كما أكد الجانبان دعمهما للحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى وضرورة توصل مفاوضات السلام إلى تسوية عادلة وشاملة ونهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وحدود ما قبل عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وأعاد الطرفان تأكيد رغبتهما وتصميمهما على الحفاظ على نظام بحرى قائم على أسس القواعد التى تعكسها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).
وأقام السيسى وقرينته حفل استقبال رسمى ومأدبة غداء وذلك تكريماً للرئيس تران داى كوانغ والسيدة قرينته. كما عقد الرئيسان محادثات ثنائية لبحث آفاق التعاون الثنائى بين البلدين، وتم تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والتجارية خلال الزيارة للاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.