فخرى الفقى: سيناريو الهروب الجماعى لصناديق التحوّط.. ضربة البداية
فخرى الفقى
قال فخرى الفقى، خبير الاقتصاد الدولى، إن دخول العالم فى أزمة مالية جديدة بعد مرور عقد على أزمة الرهون العقارية الأمريكية، التى عانى العالم منها ولا يزال، أمر محتمل، لكن لا تتعدى نسبة حدوثه 30%.
وأرجع تلك التوقعات إلى أن السبب الأكبر الذى قد يؤدى بالاقتصاد الدولى إلى أزمة مالية جديدة ستكون «صناديق التحوط» اللاعب الرئيسى فيها، فى حالة خروجها من الأسواق الناشئة التى تستثمر فيها ما سيتسبب فى أزمة كبيرة فى تلك الاقتصادات وبالتالى سيؤثر على الاقتصادات المرتبطة بها وسيحدث تتابع أو انتقال للعدوى من الأسواق الناشئة لأغلب الاقتصادات العالمية بما فيها الدول ذات الاقتصاد القوى، وأشار إلى أن هناك 30 سوقاً ناشئة فى العالم تضخ فيها صناديق التحوط مئات المليارات كاستثمارات فى أسواق الأوراق المالية كسندات وأسهم، لكن تلك الصناديق تعتبر استثماراتها من أكثر الصناديق حساسية لأى تقلبات، بحيث إنها تسحبها فور حدوث أى أزمة، وهو ما يحدث حالياً فى سيريلانكا بعد دخول اقتصادها فى أزمة مالية دفعت صناديق التحوط لسحب مليارات الدولارات مرة واحدة ما سبب تفاقماً للوضع أكثر مما كان عليه، ولن تقف تبعاته عند الاقتصاد السيريلانكى فقط بل سيطال كل الدول التى ترتبط بها بعلاقات اقتصادية.
المستشار السابق لصندوق النقد الدولى: تورط «ترامب» فى حرب اقتصادية مع الصين ربما يقود العالم لأزمة مالية
وعن إمكانية تضرر مصر من سيناريو الهروب الجماعى لصناديق التحوط من الأسواق الناشئة باعتبارها إحدى تلك الأسواق، قال الفقى إن مصر تتعرض بالفعل لهذه الهزة بخروج 6 مليارات دولار خلال الشهور القليلة الماضية، إلا أن تحسن تدفقات السياحة وموارد قناة السويس، فضلاً عن الطفرة فى تحصيل الضرائب، قلل من الآثار السلبية لهذه الأزمة بدليل عدم تعرض الجنيه لأى اهتزازات تذكر مؤخراً رغم خروج تلك الأموال، وأشار إلى أن العالم قد يدخل على أزمة مالية مرتقبة إذا ما استمر الرئيس الأمريكى ترامب فى سياساته الحمائية والتورط مع الصين فى حرب اقتصادية قد تضر باقتصاد الطرفين، ووفقاً لارتباط الاقتصادين الصينى والأمريكى فسوف يدخل العالم بأسره فى أزمة اقتصادية «متعمدة» ولن تتوقف آثارها إلا بعد مرور عقود من الزمن، لأنها ستكون أزمة لن يتوقف طرفاها إلا لو قضى أحدهما على الآخر، ولكن لا أعتقد أن المؤسسات الأمريكية ستسمح بحدوث هذا.
وأكد أن العالم مقدم على أزمة فعلية للأسواق الناشئة وبدأت بفنزويلا والأرجنتين، والآن دخلت سيريلانكا ضمن القائمة وهو ما يزيد المخاوف بشأن اتجاه المستثمرين الأجانب للهروب من الاستثمار فى الدول النامية متجهين إلى أمريكا وأوروبا واليابان، ووقتها قد تكون تلك هى بداية أزمة مالية عالمية قريبة، وأشار إلى أن التوقعات الإيجابية من صندوق النقد وغيره من المؤسسات التى تزيد من تصنيف الاقتصاد المصرى تزيد من جاذبية مصر لاستقبال استثمارات جديدة فى مجالات عديدة، خصوصاً فى قطاعات البترول والصناعة والبنية التحتية، لافتاً إلى أن التقارير الدولية تشير إلى وجود فرص واعدة فى الأسواق الناشئة، ومصر إحدى هذه الدول، وقال إن صندوق النقد ومديره فى تحذيراته من عودة الأزمة المالية العالمية تعتبر إجراء احترازياً يقوم فيه الصندوق بزيادة الوعى حول إجراءات التحوط من عودة الكوارث المالية، ما يقتضى فى بعض الأحوال استخدام الماضى كفزاعة لتحفيز الدول على العمل معاً للوقوف ضمن أى أزمة مالية قد تبزغ مستقبلاً، لكن الوضع الحالى آمن نسبياً وليس من مصلحة أحد عودته، فى ظل تشابك المصالح بين الدول بسبب العولمة، التى جعلت من العالم أكثر ارتباطاً وتأثراً لأى حدث، وهو ما تسبب فى دخول العالم أجمع فى أزمة مالية إثر تعثر الاقتصاد الأمريكى قبل عقد من الزمن.