خبراء: حسم "الدستورية التركية" لأزمة القس يعني رضوخ أردوغان لأمريكا
القس الأمريكي أندرو برونسون
طلبٌ جديدٌ قدمه محامي القس الأمريكي، أندرو برونسون، والمعتقل في تركيا منذ ما يقرب من العامين، على خلفية توجيه اتهامات تتعلق بالإرهاب والتدبير للانقلاب على نظام رجب طيب أردوغان والتجسس، فضلًا عن الانضمام لجماعة فتح الله جولن الإسلامية.
المحامي جيم هالافورت، وجّه طلبه هذه المرة نحو المحكمة الدستورية التركية، وتركز حول الاستئناف أمام المحكمة للمطالبة بالإفراج عن القس، كما أعلن اليوم، لوكالة "فرانس برس"، مردفًا أن "الإجراء يمكن أن يستمر بضعة أشهر".
وكانت محكمة تركية ردت في أغسطس طلبا جديدا لرفع الإقامة الجبرية، التي فرضت في 25 يوليو على القس برونسون، الذي كان قبل ذلك موقوفا منذ أكتوبر 2016.
تركيا خضعت للضغوط الأمريكية للإفراج عن القس، حسب الدكتور محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، مؤكدً أن القس الأمريكي المعتقل منذ 22 شهرًا، والمتسبب في عقوبات أمريكية كبيرة أرهقت تركيا، سيغادر محبسه خلال الشهر الحالي.
حامد أضاف لـ"الوطن"، أن الجانبين الأمريكي والتركي اتفقا خلال الفترة الماضية على التهدئة الإعلامية، حيث يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مهاجمة تركيا وفرض عقوبات عليها، مقابل الإفراج عن القس أندرو برونسون، كهدية لترامب قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، نوفمبر المقبل.
لجوء محامي القس الأمريكي للمحكمة الدستورية في تركيا، مجرد إجراء شكلي لتوفير إطار قانوني، يحسن من صورة تركيا وتظهر الأمر وكأنه بأمر القضاء، طبقًا لرؤية خبير الشأن التركي، موضحًا أن كل ما قام به أردوغان الفترة الماضية من تهديدات لأمريكا كان مجرد "تمثيلية" ليبدو وكأنه ند لترامب، وليس خاضعًا له.
كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اتفق مع سابقه من حيث رضوخ الرئيس التركي للضغوطات الأمريكية بالإفراج عن القس الأمريكي المحتجز، إلا أن تركيا تريد حفظ ماء وجهها، بوضع الأمر في إطار قانوني وقضائي.
كرم أكد لـ"الوطن" أن قرار الإفراج عن القس الأمريكي سياسي في الأساس، وتم الاتفاق عليه من الجانبين بالفعل، موضحًا أن قرار المحكمة الدستورية التركية، في 10 أكتوبر الجاري، محسومٌ بقبول طلب محامي القس بالإفراج الكلي أو المشروط عنه، كتغليف للخضوع والرضوخ التركي أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
وأثار اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون، لمدة سنة ونصف السنة ثم وضعه في الإقامة الجبرية تحت المراقبة في تركيا، أزمة دبلوماسية حادة بين تركيا والولايات المتحدة، وصلت إلى فرض عقوبات أمريكية على تركيا كادت تخنق اقتصادها، وانهارت الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في 24 سبتمبر الماضي، عن أمل بلاده في الإفراج عن القس برونسون في القريب العاجل.