«شدّ الرحال» إلى مقام «شيخ العرب».. سيد يا بدوى
مئات من المريدين خلال زيارة مقام السيد البدوى فى طنطا
«الله الله يا بدوى جاب الأسرى».. هكذا كرَّم المصريون شيخ العرب السيد البدوى فى المأثور الشعبى لقرون طويلة، على «كرامات» إنقاذ أسراهم من أيدى الحملة الصليبية، وهى كرامات ظلت محفوظة فى نفوس المصريين، فلم تنقطع أقدامهم عن زيارة صاحب مقام ثالث أقطاب الولاية الصوفية الأربعة، صاحب النسب الشريف، القادم من مدينة فاس المغربية ليحيا ويموت على أرض مصر.
بالرايات الحمر والعمائم الخضر.. مريدو «القطب الصوفى» يحتفلون بمولده
فى منتصف أكتوبر من كل عام، يشد عشرات الآلاف من المريدين الرحال إلى مدينة طنطا، طلباً للمدد من السيد البدوى، رافعين رايات طريقته الصوفية البدوية «حمراء اللون» لينالوا البركة، بينما يتمايلون فى حلقات الذكر، ويتذكرون بركاته وبطولاته أمام «الصليبيين».. ففى حضرته يترك المريد همومه، ليحتفل بمولد القطب الصوفى.
بركة «السيد البدوى» طلبها الرئيس الراحل أنور السادات، فى 5 أكتوبر 1973، عندما زار المسجد الأحمدى ليؤدى صلاة الفجر، ثم جاء العبور والنصر بعدها بساعات قليلة، ليزيد إيمان المريدين بأن «مدد شيخ العرب»، الذى طلبه السادات، ناله جميع المصريين فى لحظة العبور، وهو اعتقاد ترسخ أكثر فى النفوس، خاصة أن الرئيس الراحل اختار البدوى لأداء صلاة الجنازة على شقيقه الشهيد عاطف السادات فى 9 أكتوبر، قبل نقل الجثمان ليدفن فى مقابر الأسرة بالمنوفية.
مع بدء أسبوع الاحتفالات بمولد البدوى فى كل عام، يتوافد نجوم الفن والمسئولون على مسجد شيخ العرب، لينالوا البركة، وكان آخرهم وزير القوى العاملة، محمد سعفان، الذى استغل فرصة وجوده فى محافظة الغربية، السبت الماضى، لينال البركة، ما فعلته أيضاً الفنانة حنان شوقى، التى قدمت إلى طنطا خصيصاً لحضور المولد، الاثنين الماضى. وتشهد مدينة طنطا فى نفس الموعد سنوياً، استعدادات مكثفة لاستقبال مريدى السيد البدوى، الذين يقدر عددهم بمليونى زائر، ما يجعل المولد واحداً من أكبر موالد المصريين، ويجعله أحد أكبر مصادر الدخل الموسمية لمئات الأسر، التى تنتظر المولد «من السنة للسنة»، حتى تكسب مصدراً من العمل فى بيع الحلوى والحمص، خاصة فى منطقتى المسجد الأحمدى والسارى.
قبل ساعات من الليلة الكبيرة لمولد السيد البدوى، تحولت شوارع مدينة طنطا إلى مخيم كبير للزوار والمريدين القادمين من كل أنحاء مصر، شمالاً وجنوباً، وسط إجراءات أمنية مكثفة، بمشاركة 5 آلاف ضابط وفرد شرطة، ضمن خطة مُحكمة لمديرية أمن الغربية، تحت إشراف اللواء طارق حسونة، مدير الأمن، تضمنت تركيب 135 كاميرا مراقبة لتأمين المولد.
وعلى مسافة كيلومترين من حرم الاحتفالات بالمولد، نصبت الشرطة حواجز أمنية، فى إطار خطة التأمين، حسب تصريحات لمدير الأمن، أشار فيها إلى وضع تمركزات ونقاط تفتيش للزوار فى جميع مداخل طنطا، مضيفاً أن المديرية سعت لنقل السرادقات والخيام الخاصة بالطرق الصوفية إلى منطقة السارى، على أن تنصب السرادقات والخيام التابعة للقطاعات الحكومية فى ميدان مسجد البدوى.
ولتخفيف الزحام عن المنطقة الأحمدية، أغلقت الأجهزة الأمنية المنطقة أمام حركة السيارات، فيما تم التنسيق مع مديريتى الصحة والطب البيطرى، وباقى المديريات الخدمية، والمجلس القومى للمرأة، لضمان خروج الاحتفالات بالمولد فى «أبهى صورة»، وبما يناسب القيمة الروحية لصاحب المقام فى نفوس أتباعه ومريديه.
آخرون تجمعوا حول المقام للدعاء والحصول على البركة
فرق شعبية تشارك فى الاحتفال بذكرى مولده