"سنكسار اليوم".. قصة البابا ديمتريوس صاحب "حساب الأبقطي"
البابا ديمتريوس
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم، بثلاثة أحداث، بحسب "السنكسار الكنسي"، وهي: "استشهاد القديس متى الانجيلي البشير، والتذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل، ووفاة البابا ديمتريوس الكرام الـ12 واضع حساب الأبقطي".
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الأثنين، 12 من شهر بابه لعام 1735 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم استشهد متى الإنجيلي، أحد الاثنى عشر رسولا وكان اسمه لاوي، وبشر بالمسيحية في فلسطين وصور وصيدا، والحبشة، والهند، وكتب بداية البشارة المنسوبة إليه باللغة العبرانية إلا أنه لم يتمها، وقيل أنه استشهد رجمًا بالحجارة على يد فسطس الوالي ودفن جسده في قرطاجنة قيسارية بواسطة قوم مؤمنين.
وبحسب السنكسار، توفي البابا ديمتريوس الكرام البطريرك رقم 12 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واضع حساب الابقطي، عام 224 ميلادية، وهو كان فلاحا أميا، لا يعرف القراءة والكتابة، وكان متزوجا، وأقام مع زوجته سبعا وأربعين سنة، إلى أن اختير بطريركا، ولم يعرف أحدهما الآخر معرفة الأزواج، بل لبثا طوال هذه المدة وهما في بكوريتهما وطهارتهما، ولم يكن أحد من الشعب يعرف ما هما عليه -بحسب ما ورد في سنكسار الكنيسة-.
ويشير السنكسار إلى أن البابا ديمتريوس هو من وضع حساب الأبقطى الذي به تستخرج مواقيت الأصوام على قواعد ثابتة، وقد كان المسيحيون قبل ذلك يصومون الأربعين المقدسة بعد عيد الغطاس مباشرة، اقتداء بالسيد المسيح الذي صام بعد عماده، ثم يصومون أسبوع الآلام منفصلا ليكون الفصح المسيحي في الأحد الذي يلي فصح الإسرائيليين، وكان أيضا من المسيحيين من يحتفل بالفصح المسيحي مع اليهود، ولذلك اهتم البابا ديمتريوس بوضع قواعد ثابتة للأصوام والأعياد المسيحية، وضم الأربعين المقدسة إلى أسبوع الآلام، وتوفي عن عمر يناهز 105 سنين.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.