السادات.. كبير العائلة: زوجتان وست بنات وولد.. وشد وجذب بين الجميع
الرئيس السادات يتوسط أفراد أسرته
غلبت شدة الطابع العسكرى على عاطفة أبوته أحياناً ما جعل الشد والجذب سمة أساسية فى علاقة الرئيس الراحل أنور السادات بأبنائه، تكبرهم رقية، أولى بناته من زيجته الأولى بالسيدة إقبال ماضى، التى اختارها شريكة لحياته وتقدم لخطبتها من والدها عمدة ميت أبوالكوم بالمنوفية، موطن الشباب حينها، وتزوجها عام 1940. ودام زواجهما 9 سنوات أنجب منها أيضاً راوية وأصغر بناتهما كاميليا التى وضعتها والدتها بعد انفصالهما، حين كان السادات متزوجاً من جيهان السادات.
اصطدمت البنات الثلاث بزيجات فاشلة لم تدم طويلاً، أولى الزيجات التى وضع الطلاق نهايتها كانت زيجة راوية، حيث كان زوجها شديد البخل وسيئ المعاملة كما سبق أن صرحت والدتها، أما كاميليا فتزوجت وسنها 12 عاماً وعانت من إهانات زوجها من ضرب وقسوة معاملة إلى أن أدت بها إلى انهيار عصبى وهو ما حول موقف الأسرة إلى تأييد الطلاق بعدما كانوا ضد القرار، وكان آخر طلاق بين بنات إقبال للابنة الكبرى، رقية، حيث انتهت زيجتها بسبب خلاف مع زوجها على ملكية الشقة، حصل الزوج فى النهاية على الشقة وحصلت هى على الطلاق، وهو ما تكرر فى قرار طلاق راوية من زوجها الثانى، وكذك كاميليا، بسبب استغلال الزوجين اسم الرئيس الراحل، وتورطهما فى ألاعيب وقضايا مالية وتجارية، فيما بقيت رقية الابنة الأقرب لوالدها رغم عصف الأحوال السياسية والاجتماعية بالأسرة.
على العكس جرت المقادير مع أبناء الزوجة الثانية، جيهان السادات، حيث أنجب منها الرئيس الراحل ثلاث بنات أيضاً هن لبنى ونهى وجيهان، وولده الوحيد جمال، والذى سماه تيمناً بصديقه الرئيس جمال عبدالناصر، حيث ولد فى الذكرى الثانية لتولى عبدالناصر الحكم فى 14 نوفمبر 1956، عقب العدوان الثلاثى، وقد أوصى السادات عليه صديقه عثمان أحمد عثمان، رجل الأعمال، ووزير الإسكان الأسبق، فعمل مع نجله محمود عثمان، وهو زوج أخته جيهان وبدأت نسبته فى الشركات بسيطة ثم أخذت فى النمو، وهو ما دفع زوج أخته الأخرى للعمل معهما.
جمال السادات قال فى أحد لقاءاته التليفزيونية عن علاقته بوالده ونصائحه الدائمة له وأهمها البعد عن السياسة: «قال لى أوصيك بالبعد عن السياسة، واللى ما تكسبوش صديق حاول ما يبقاش عدو، وكنت حريص جداً على تصرفاتى وخايف أسىء ليه بأى تصرف غير لائق»، وعن علاقة السادات بأبنائه قال: «كان دايماً يدى وقت لأولاده وبيته وكان بينام متأخر وكنت بستمد منه القوة والحب». ساند السادات ابنه الوحيد فى اختيار أول زوجة له رغم معارضة الأم لينتصر حبه الأول ويتزوج من دينا عرفان، ولكن سرعان ما انفصلا بعدما أصبح لديه ابنتان، ليلتقى برانيا شعلان، ابنة أستاذ الطب النفسى الشهير محمد شعلان ويتزوجا، ولكن الانفصال تلك المرة كان أسرع من سابقه، وفى الزيجة الثالثة من شيرين فؤاد، ابنة الطبيب الشهير، رُزق جمال ابنه الوحيد «أنور».
وفى محاولة أخرى لحفظ أسماء العائلة حرصت نهى التى تزوجت من حسن سيد مرعى، نجل رئيس مجلس الشعب الأسبق، وأنجبت منه أربعة، على أن تسمى ابنها «جيهان»، لتصبح بذلك جيهان الثالثة فى عائلة السادات، أما لبنى، وهى كبرى بنات جيهان السادات فقد تزوجت من نجل عبدالغفار باشا وزير التعليم الأسبق بحكومة مصطفى النحاس باشا، فى حين تزوجت جيهان أصغر بنات السادات من محمود عثمان.
بطريقة أو بأخرى، استطاعت جيهان السادات من جهة، والسادات من جهة أخرى، تأمين مستقبل أولادهما الأربعة وضمنا لهم مستوى مادياً واجتماعياً رفيعاً سواء بزيجات البنات أو بتأمين مجال عمل الابن، ما أدخل أبناءه من السيدة إقبال فى مشادات معهم تخص ما تركه الوالد من ميراث فى صورة معاش شهرى، ليصبح الشد والجذب سمة العلاقات بين أبناء السادات أنفسهم.