الحياة تبدأ بعد المعاش: زوج يستكمل دراسته.. وزوجته تكتب القرآن
«حسن» وزوجته وحفيداهما
بعد أن تجاوز عمراهما الـ60 عاماً، وهدأ صخب الحياة وتحررا من أعباء المسئوليات، أطلق زوجان بقرية «التلين»، التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، العنان لطموحات وأهداف سعيا لتحقيقها، ولطالما كانت حلمهما منذ سنوات طويلة، حيث استطاع حسن مهدى هدهد، 81 سنة، موظف بالتربية والتعليم على المعاش، استكمال دراسته الجامعية، وحصل على ليسانس الآداب، ويستعد حالياً لمناقشة رسالة الماجستير، وتمكنت زوجته زينب عبدالغنى محمد، 73 سنة، من كتابة 30 نسخة من القرآن كاملاً بخط يدها.
«حصلت على دبلوم معهد المعلمين عام 1958، وتدرجت فى عدة وظائف بالتربية والتعليم، آخرها مدير إدارة منيا القمح التعليمية، وبعد خروجى على المعاش، قررت استكمال دراستى الجامعية»، يتحدث «حسن» عن مشواره التعليمى والمهنى الذى استكمله بحصوله على الليسانس بنظام التعليم المفتوح، تخصص لغة عربية ودراسات إسلامية من جامعة دمياط، ويعكف الآن على الانتهاء من رسالة الماجستير بجامعة المنصورة، ثم الدكتوراه.
أما زوجته «زينب»، فقالت: «كنت أحلم دائماً بحفظ القرآن الكريم كاملاً، والتقرب إلى الله، ولكن حياتى كانت مزدحمة دائماً بالأشغال والأعمال التى لا تنتهى، أما الآن لا أجد شيئاً يمنعنى من ذلك»، مشيرة إلى أنها بدأت فى تنفيذ حلمها بعد أن أنهى أبناؤها السبعة تعليمهم وتوظفوا وتزوجوا، وأصبح لكل منهم أسرته. وأشارت إلى أنها اتفقت مع إحدى السيدات على مساعدتها فى حفظ القرآن، ونظراً لمعاناتها من النسيان بسبب تقدمها فى العمر، بدأت بكتابة آيات القرآن، حتى وجدت لديها شغفاً بكتابة المصحف كاملاً، وبالفعل استطاعت كتابة 30 نسخة بأحجام مختلفة، رغم أنها لم تكمل تعليمها بعد الصف السادس الابتدائى، ويتسابق أبناؤها وأحفادها على اقتناء كل نسخة من المصحف تنتهى من كتابتها.