رئيس هيئة السد : آمن تماماً ضد الفيضانات المرتفعة والزلازل القوية
المهندس حسين جلال، رئيس هيئة «السد العالى وخزان أسوان»
قال المهندس حسين جلال، رئيس هيئة «السد العالى وخزان أسوان»، بوزارة الموارد المائية والرى، إن الهيئة تجرى أعمال صيانة دورية للسد، وتضع خططاً سنوية لتطوير وتحديث السد وخزان أسوان وبحيرة ناصر والمناطق المحيطة بها، مشيراً إلى أن الهيئة تقيس جودة المياه بشكل يومى للتأكد من مطابقتها للاشتراطات الصحية المصرية والعالمية، وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن السد آمن تماماً ضد الفيضانات المرتفعة والزلازل القوية، التى يقيسها معهد البحوث الفلكية ومركز بحوث الزلازل بمنطقة الصحارى بجواره فى أسوان، على مدار الـ24 ساعة، وقال إن الوزارة تجرى تطويراً كاملاً حالياً لمنطقة رمل السد، تشمل منطقة الرمل، والمنطقة الخضراء، والمناظر الطبيعية، مع تهيئة المنطقة للسياحة، وتنفيذ معرض مفتوح للمعدات، التى استخدمت فى إنشاء السد، ومن بينها السيارة التى كان يستقلها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خلال تفقده لأعمال البناء.. وإلى نص الحوار.
بداية ما ترتيب السد العالى بين السدود المائية فى العالم؟
- السد العالى مصنف ضمن أكبر عشرة مشروعات مائية، ومحطات توليد طاقة كهربائية عن طريق المياه فى العالم، وعملية بنائه تُدرس باعتباره أعظم سد ترابى فى العالم، والطاقة التى تولد منه كسد ترابى كبيرة جداً، بالنسبة لبقية السدود الترابية.
حسين جلال: صيانة دورية وقياس يومى لجودة المياه والتأكد من مطابقتها للاشتراطات الصحية المصرية والعالمية
وما فوائده الاجتماعية والاقتصادية؟
- للسد تأثيرات إيجابية على مختلف الأصعدة فى مصر، فقد أضاف إلى الرقعة الزراعية 2 مليون فدان، منذ الانتهاء منه فى فترة السبعينات، ولا يزال عطاؤه فى مجال الزراعة مستمراً حتى الآن، من خلال التوسع فى المشروعات الزراعية لتنمية الرقعة الصحراوية المتبقية فى مصر، سواء فى توشكى أو جنوب الوادى، كما أن السد ساهم فى تغيير نظام الرى، الذى استمر ما يقرب من 7 آلاف سنة، ليصبح دائماً، بعد أن كان يتم بالحياض فى آخر مراحله، وساهم السد فى تنمية جنوب الوادى المعروفة بمنطقة توشكى، كما ساهم فى تنمية الثروة السمكية من خلال بحيرة ناصر، التى يبلغ طولها 500 كيلومتر وعرضها 13 كيلومتراً، فضلا عن تنمية السياحة فى طريق المعابد من أسوان إلى أبوسمبل.
وماذا عن مكاسب توليد الطاقة؟
- أهل الصعيد استفادوا منه كثيراً، فمع بدء عمل المحطات الكهربائية، عرف الصعيد المصابيح لأول مرة، وتتكون محطات السد العالى من 12 توربينة، كل واحدة منها تنتج ما يقرب من 175 ميجا وات، وبإجمالى 2100 ميجا وات، وبالرغم من انخفاض قدرة هذه المحطات بالمقارنة بالمحطات البخارية أو الغازية، إلا أنها أنظف وأرخص، وتسديد تكلفتها يبدأ عقب البناء مباشرة، حيث إنها تصبح ملكاً خالصاً للدولة المصرية طوال العمر، ولا تحتاج غير بعض الأشياء البسيطة كالصيانة، بالإضافة إلى أنها تحقق التوازن للشبكة القومية للكهرباء، وتدخل الخدمة بشكل سريع، إذا توقفت، وذلك على عكس المحطات أخرى.
وكيف تتم الصيانة الدورية للسد؟
- لدينا برنامج دورى لصيانة السد العالى، والدور الأساسى لهيئة «السد العالى وخزان أسوان»، هو الإشراف على تنفيذ وصيانة السد، وكل المنشآت التابعة له، بالإضافة لصيانة خزان أسوان وتشغيله، وتضع الهيئة خططاً سنوية لصيانة السد وتوسيع وتعميق القنوات، كما نتولى مسئولية الحفاظ على جودة المياه الخارجة منه، وتحليلها والتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية المصرية والعالمية، لذلك تم إنشاء «اللجنة التنسيقية العليا لإدارة الأنشطة ببحيرة ناصر»، لأن البحيرة تحتوى على كثير من الأنشطة، منها الزراعية، التى لا بد من وضع معايير لها، خاصة من حيث المسافة التى تبعد الزراعات عن مجرى البحيرة، حتى لا تتأثر مياهها بالمبيدات والأسمدة، بالإضافة إلى منع الصرف فى البحيرة أو الاقتراب من بعض المناطق المحظورة فيها، وذلك لأن تعرضها لأى تلوث سينتقل إلى جميع أنحاء الدولة.
هل تعتزمون إجراء أى إصلاحات أو تحديثات فى السد قريباً؟
- نعم، نستعد لإجراء تطوير كامل لمنطقة رمل السد خلال الشهر الحالى، وتشمل عملية التطوير منطقة الرمل، والمنطقة الخضراء، والمناظر الطبيعية، مع تهيئة المنطقة للسياحة، وتنفيذ معرض مفتوح للمعدات، التى استخدمت فى إنشاء السد، ومن بينها السيارة الخاصة بصدقى سليمان، وزير السد العالى وقت البناء، التى كان يستقلها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خلال تفقده لأعمال البناء، وسيفتتح وزير الموارد المائية والرى، الدكتور محمد عبدالعاطى، هذا المعرض، خلال زيارته للسد الشهر الحالى.
افتتاح معرض يضم معدات بناء المشروع وسيارة عبدالناصر الشهر الحالى.. وتهيئة المنطقة المحيطة للسياحة
وماذا عن تطوير السعة التخزينية للسد والمحطات الكهربائية؟
- مسئولو وزارة الكهرباء يحاولون دائماً تطوير ورفع كفاءة التوربينات، بهدف زيادة أقصى قدرة لمحطة السد العالى، وهى 2100 ميجاوات، حيث تم رفع هذه النسبة فتعدت الـ2200ميجاوات، كما تمت إضافة وحدة أخرى فأصبح السد مكوناً من 13 وحدة بدلاً من 12 عن طريق تحسين كفاءة التشغيل والصيانة، كما تتم الآن الصيانة لتعلية السد الترابى فى مفيض توشكى، بحيث لا يتم فقد أى نقطة مياه كما كان يحدث فى السابق عند موسم الفياض، الذى كان يتم فيه صرف المياه إلى مفيض توشكى، وذلك كان يسبب هدر المياه، وفى عام 2011 تم صرف المياه إلى مفيض توشكى بسبب فيضان النهر للتخلص من المياه الزائدة، وبعد ذلك لم يتم إهدار، بسبب رفع كفاءة القياس لمناسيب المياه وتعلية السدود، كما أن الوزارات تعمل على تخفيض استهلاك المياه كما حدث فى تخفيض مساحة الأرز لتقليل إهدار المياه واستهلاكها، ذلك بالإضافة إلى التنسيق بين وزارتى الرى والزراعة لضبط الإحكام على المياه وعدم هدرها.
كيف يتم التغلب على الهزات التى تحدث للسد؟
- من الطبيعى أن تحدث هزات أرضية فى الأماكن، التى بها مسطحات مائية كبيرة، ولذلك تم إنشاء معهد البحوث الفلكية ومركز بحوث الزلازل، بمنطقة الصحارى المجاورة لجسم السد، حيث يوجد تعاون كبير بين هيئة السد العالى، وهذه الجهات، التى تتابع هذه الهزات وتقوم بقياسها ورصدها، على مدار الـ24 ساعة، وعقب ذلك ترسل هذه المعلومات إلى المرصد بحلوان، والهزات التى تسجل يومياً لا تتعدى الـ0.1 ريختر أو 0.2 وهذه هزات طبيعية.