لماذا انخفض الدولار؟.. خبراء يوضحون الأسباب الحقيقية وراء التراجع
أسعار الدولار - أرشيفية
شهدت أسعار الدولار انخفاضًا ملحوظًا منذ أمس؛ استمر لليوم الثاني على التوالي، وسجل الدولار تراجعًا أمام الجنيه المصري، فاقدا 7 قروش جديدة بمنتصف التعاملات، وفقًا لأسعار البنك الأهلي، وذلك بعد تراجعه أمس الأول بنحو 21 قرشًا، لأول مرة منذ 9 شهور.
وأرجع عدد من المحللين وبنوك الاستثمار التراجع إلى زيادة التدفقات الدولارية على البنوك العاملة في مصر خلال الأسبوعين الماضيين؛ نتيجة زيادة الاستثمارات الآجنبية في أذون الخزانة، إضافة إلى تحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد المصري.
وقالت رضوى السويفي رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار "فاروس"، إنَّ تراجع الدولار أمام الجنيه اليوم يرجع بشكل رئيسي إلى زيادة التدفقات الدولارية للبنوك من أول الشهر الجاري، ونتيجة استثمارات الأجانب في أذون الخزانة خلال شهر يناير والتي ارتفعت بشكل ملحوظ خاصة في الأسبوع الماضي.
وأشارت "السويفي"، في حديثها لـ"الوطن"، إلى استمرار تحركات سعر صرف جنيه مقابل الدولار ارتفاعًا وانخفاضًا وفقًا لظروف العرض والطلب، متابعة "من الصعوبة التوقع تحديدًا باتجاه التغيرات في سعر الدولار مقابل الجنيه، لأن هناك أسباب قد تؤثر سلبًا وقد تؤثر إيجابًا، ولا سيما أنَّ البنك المركزي محرر سعر صرف؛ وعليه فهناك حركة أكبر لسع الصرف وفقا للعرض والطلب".
وأضافت رئيس قسم البحوث: "توقعنا أن يكون متوسط السعر 18.50 جنيه مقابل الدولار خلال السنة، في حال استمرار زيادة تدفقات استثمارات الأجانب في أذون الخزانة دون حدوث محددات أخري فقد يستمر انخفاض الدولار"، لافتة إلى احتمالية هدوء الطلب على الاستيراد تزامنًا مع موسم الإجازات في الصين.
من ناحيته، قال محمد محيي الدين، نائب رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر، إنَّ الانخفاض في سعر الدولار مقابل الجنيه سبب زيادة الاستثمار في أذون الخزانة "أدوات العائد الثابت"؛ ما أحدث تغيرًا إيجابيًا مؤقتا؛ لأنه حتى الآن مرتبط بالاستثمارات في أذون الخزانة وليس في استثمارات مباشرة سواء في الصناعة أو صناديق الاستثمار المباشر.
وأضاف نائب رئيس الجمعية لـ"الوطن": "أطمح الفترة المقبلة إلى استمرار انخفاض أسعار الدولار؛ وذلك إذا كانت الزيادة في الاستثمارات ناتجة عن استثمارات أجنبية حقيقية في الصناعة أو صناديق الاستثمار".
فيما أرجع محمد متولي، نائب الرئيس التنفيذي لـ"إتش سي للأوراق المالية والاستثمار"، انخفاض الدولار مقابل الجنية المصري إلى زيادة تدفقات الأجنبية في اذون الخزانة للبنوك وهو الأمر الذي نتج عنه زيادة في التدفقات الدولارية في البنوك.
وأوضح "متولي"، لـ"الوطن"، أنَّ كل المؤشرات الاقتصادية الكلية الكلية تؤكد استمرار انخفاض الدولار مقابل الجنيه، مبينًا أن هناك نحو 40% زيادة في عائدات السياحة، إضافة إلى تحسن الحساب الجاري واتجاه ميزان المدفوعات لتحقيق الفائض.