حكاية «قتيل الصدفة» الذي أوصل عصابة «الشامي والمنوفي» لـ«حبل عشماوي»
إعدام "ارشيفية"
داخل قفص محكمة جنايات الجيزة بمجمع محاكم الجنوب، وقف 5 متهمين ينتظرون الأحكام التي ستصدر بحقهم بعد القبض عليهم فى جريمة إزهاق روح وسرقة بالإكراه، المتهمون هم "سيد المنوفي" و"هاني الشامي" و"علاء علي" و"صبري عقل" و"أحمد حسن"، المحكمة برئاسة المستشار فتحي البيومي وعضوية المستشارين وفيق مكاوي وعلي حسن، وسكرتارية رفاعي فهمي، اعتلت المنصة وأصدرت حكمًا رادعًا بمعاقبتهم بالإعدام شنقًا حتى الموت عما أُسند إليهم من اتهامات بالقتل العمد والسرقة بالإكراه وحيازة الأسلحة النارية، لتكتب نهاية يستحقونها وجزاء وفاقًا لما ارتكبوه.
وكشفت التحريات أنه مساء يوم 30 نوفمبر 2013، على طريق مقطوع في مركز منشأة القناطر شمال محافظة الجيزة، والذي لا تسلكه السيارات كثيرًا وهو ما حدا بالمتهمين اختياره وتفضيله على غيره من الطرق لاصطياد ضحاياهم والاستيلاء على سياراتهم مهددين إياهم بأسلحة نارية يحملونها.
وقف المتهمون على جانب الطريق بعدما وزّعوا الأدوار فيما بينهم يستقلون سيارة استولوا عليها من قبل، هذا يحمل سلاحًا ناريا ينتظر إشارة من آخر يراقب الطريق لحين مشاهدة سيارة قادمة من أي اتجاه.
ومن ناحية أخرى، كان الموظف "علام مختار" قد أنهى عمله في أحد المؤسسات الحكومية، واستقل سيارته قاصدا منزله بالمركز، تسبقه على الطريق ذاته سيارة يستقلها "عبد المنعم. غ"، والتي بدأت في تهدئة سرعتها.
أثناء سير السيارة الأخيرة ومع اقترابها من كمين المتهمين، فوجئ قائدها بخروجهم شاهرين أسلحة نارية بعدما تلقوا إشارة من شريكهم مراقب الطريق، وهددوا المجني عليه "عبد المنعم" بالأسلحة النارية ومعه مرافقين له، فامتثل لأمرهم، وترجّل من السيارة فتمكنوا من الاستيلاء عليها.
بالتزامن مع ذلك جاءت سيارة المجني عليه "علام"، فوجئ بها المتهمون، وبدلًا من التروي ومعرفة هوية مستقل السيارة، أطلق أحد المتهمين صوبه طلقة نارية، فلقى مصرعه في الحال "قتيل صدفة"، ظنًا منهم أنه قصد المرور لإنقاذ "عبد المنعم" ومرافقيه، فسال دمه حتى طال "مصحفًا" موضوع في "تابلوه السيارة".
أصبح لدى المتهمين سياراتان مستولى عليهما، استقلوهما ولاذوا بالفرار.. وانتقلت الشرطة إلى هناك، كما انتقلت النيابة العامة إلى مكان الحادث، وأثبتت المعاينة وجود فتحتي دخول وخروج لطلق ناري في جثة المجني عليه "علام" وأن إطلاق النار كان على مسافة تجاوز مدى الإطلاق القريب، وعزى تقرير الطب الشرعي الوفاة للإصابة بطلق ناري وما أحدثته من تهتك بالأوعية الدموية الرئيسية وما أعقبه من نزيف دموي وهبوط الدورتين التنفسية والدموية، وأمرت النيابة المباحث الجنائية بالجيزة من القبض على المتهمين.
توالت اتصالات التشكيل العصابي بـ"عبد المنعم" لمساومته على إعادة السيارة له بعد دفع مبلغ مالي، وبدأ في مسايرتهم بالتنسيق مع الشرطة حتى تمكنت الشرطة من القبض على المتهم "الشامي" مستقلا السيارة، وأرشد عن باقي المتهمين.
ملاحظات النيابة العامة في القضية التي حملت رقم 19603 لسنة 2013 جنايات، أفادت أن المتهمين "الشامي والمنوفي وعلاء، اعترفوا تفصيليا بارتكاب الحادث في تحقيقات النيابة وأمام قاضي المعارضات، كما أفادت بضبط سيارة المجنى عليه "عبد المنعم"، وبضبط فارغ طلقة آلية بمكان الحادث، وبتعرف أحد مرافقي "عبد المنعم" على المتهمين.
وأظهر تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بتهشم زجاج سيارة المجني عليه "علام" الأمامي، وتناثر دماء المجني عليه داخل السيارة وامتدادها على المصحف الشريف الموضوع بتابلوه السيارة، وبجواز حدوث التهشم بسبب مرور جسم صلب سريع الحركة كمقذوف ناري، فضلًا عن تطابق آثار الدماء مع البصمة الوراثية للمجني عليه.