تجّار الأزمات.. الإخوان يستغلون دماء الضحايا.. والمصريون «على قلب رجل واحد»
الإخوان يستغلون الحوادث لإثارة الفوضى وهدم الدولة
«التجارة بالدم»، هو العنوان العريض الذى ينطبق على ممارسات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية عقب كل حادث تُراق فيه دماء المصريين، سواء نتيجة إرهاب وتخريب أو إهمال وتقصير، حيث تُطلق كتائب التنظيم الإرهابى على مواقع التواصل الاجتماعى حملات ممنهجة فى كل مرة، لاستغلال الحادث سياسياً وتوظيفه لإحداث حالة فوضى وفتنة وتقسيم وحدة المصريين.
حادث محطة مصر الأليم، الذى وقع أمس، كان حلقة جديدة من حلقات المتاجرة الإخوانية بالدماء، وفى الوقت الذى سارع فيه المصريون لمساعدة المصابين من خلال طوابير التبرع بالدم فى عدد من المستشفيات، وهو المشهد الذى عكس وحدة الشعب المصرى وقت الأزمات، سارع الإخوان بتحريض المصريين على التظاهر، وروّجوا لبعض الصور والفيديوهات والتصريحات المفبركة والمنقوصة لتأجيج الغضب.
ولم تمر ساعات على الحادث، إلا وأطلق الإخوان «هاشتاج» تحريضياً بعنوان «انت مش لوحدك»، روّجت له قنوات الإخوان التى تبث من تركيا، وعدد كبير من الصفحات على «فيس بوك»، و«تويتر»، للدعوة بالخروج فى مظاهرات بميدان التحرير، يستغلها التنظيم للعودة إلى المشهد من جديد، لكن الهاشتاج الإخوانى لقى حالة رفض واسعة على السوشيال ميديا، وأطلق مواطنون «هاشتاج» بديلاً باسم «خاف.. انت طلعت لوحدك»، يؤكدون فيه رفض استغلال الإخوان للحادث.
وقال «محمد عفت»، أحد المتفاعلين مع الهاشتاج البديل: «الإخوان بيحاولوا يستغلوا الدم، وعايزين يركبوا الموجة علشان يعملوا فوضى فى البلد ويرجعوا من جديد»، الأمر نفسه أكد عليه «معتز»، حيث قال: «الفرق كبير جداً بين اللى بيبنى وبيحاول يصلح ويعمر، وبين اللى خانها وخان أهلها وبيتاجر بدمهم وهرب منها وسابها وعايز يخربها»، وسخر البعض من عدم التفاعل مع دعوات الإخوان، فقال «بيشوى وجيه»: «أنا من الصبح فى الشارع وماشوفتش حاجة. إخوان كاذبون. العبوا غيرها».
كتائب التنظيم تجتزئ حديث الرئيس عن تطوير السكة الحديد من سياقه.. و«نوح»: «فقدوا شعبيتهم ويعيشون أزمة ضمير»
لم تتوقف ممارسات الإخوان فى استغلال حادث «محطة مصر» عند إطلاق الهاشتاج التحريضى فحسب، لكنهم أعادوا نشر مقطع فيديو مجتزأ للرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال التعقيب على خطة وزارة النقل فى تطوير مرفق السكك الحديدية فى مؤتمر سابق عقد بمحافظة قنا لإطلاق بعض المشروعات التنموية فى الصعيد، وتحدث «السيسى» عن ضخامة تكلفة إصلاح مرافق الدولة، مشيراً إلى أن كهربة خطوط القطارات فى الصعيد فقط احتاجت 10 مليارات جنيه، وللتدليل على الرقم أضاف: «لو حطيت الـ10 مليار جنيه فى البنك يجيبوا مليار جنيه فائدة»، مؤكداً ضرورة مصارحة المواطنين بأهمية الإصلاح، ودفع فاتورته كاملة، بهدف بناء الدولة، وتساءل باستنكار: «عايزين نبنيها بجد ولا نسيبها كده؟».
وروّج الإخوان جزءاً من كلمة الرئيس، دون إيضاح الكلمة كاملة، ولا الإشارة إلى خطة وزارة النقل التى تم اعتمادها بالفعل، والاتفاق على عدد من القروض مع الصين وروسيا وغيرهما لتطوير المرفق الذى لم يشهد أى أعمال تطوير منذ عقود طويلة ماضية.
وقال المحامى مختار نوح، الباحث فى شئون الجماعات الدينية، إن الإخوان يعانون من «أزمة ضمير» فى الوقت الحالى، مؤكداً أنهم يسيرون فى طريق مسدود من الجانبين، ومحاولاتهم العودة إلى المشهد واستغلال الأحداث وتوظيفها سياسياً ستفشل، لأن الشعب المصرى فقد الثقة فيهم، متابعاً: «الإخوان فى مصيدة أخلاقية وسياسية، ليس عندهم تصرف أخلاقى يخرجون به من أزمتهم الحالية، لأنهم فقدوا شعبيتهم وتأثيرهم على الأرض»، مُشدداً على أن دعواتهم للتظاهر ستلقى فشلاً ذريعاً، ولن يستجيب لها أحد.
وقال الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، خبير الحملات الإعلامية، إن الحملات التى تشنها الإخوان عقب كل حادث ثبت فشلها، وأصبح المصريون لا يصدقونها، لأنهم فقدوا الثقة تماماً فى هذا التنظيم الإرهابى، وأضاف: «فى هذه الأوقات تكون المشاعر غاضبة، وهذا أمر طبيعى، لكنّ المصريين أذكى من أن يقوم طرف غير جدير بالثقة باستغلال مشاعرهم والدماء البريئة لإحداث حالة جديدة من الفوضى يستفيد منها وتخسر مصر كلها»، متابعاً: «هذا لن يحدث لأن الشعب المصرى ذكى وقوى ويعلم صعوبة هذه المرحلة التى نمر بها جميعاً».