«الوطن» ترصد مفاوضات إحباط سيناريوهات طلاب الإخوان لـ«حرق» المدينة الجامعية بالأزهر
عاشت جامعة الأزهر ومدينتها الجامعية أمس وأمس الأول 24 ساعة فاصلة، كان القلق والاستعداد لأسوأ الاحتمالات هو سيد الموقف خلالها، فالجميع كان يتأهب لتهديدات طلاب الإخوان بأن الجامعة ومدينتها ستشهدان الكثير من «المفاجآت» فى اليوم الأخير من الامتحانات.
وعزّز القلق ورود معلومات لقوات الأمن من مصادر مختلفة مفادها أن «حريقاً هائلاً» سيقع فى عدة مبانٍ بالمدينة، وتعددت السيناريوهات التى وردت فيها المعلومات بين تحطيم طلاب «الجماعة» أنابيب الغاز وإضرامهم النيران فى المدينة، وبين إحراقها بقنابل المولوتوف، بعدما قطعوا طريق مصطفى النحاس أو افتعال اشتباكات عنيفة مع الأهالى عند أبواب المدينة، وهو أكثر ما يستفز قوات الأمن ويجبرها على اقتحام المدينة لإعادة الطلاب وضمان عدم خروجهم للاشتباك مع أهالى المنطقة.
وقال مصدر أمنى لـ«الوطن»: «نحن على استعداد للتعامل مع كل السيناريوهات المحتملة، فقطعنا الغاز عن المدينة صباح أمس الأول لإفساد المخطط الأول، وقررنا التعامل بهدوء مع أى اشتباكات وعدم اقتحام المدينة إلا فى أسوأ الظروف لإحباط المخطط الثانى». وكانت إدارة المدينة قد علقت لافتات ليلة الأربعاء الماضى على حوائط المدينة وأبوابها، حملت قرار مجلس إدارة الجامعة القاضى بإخلاء المدينة قبل الخامسة من مساء الخميس لبدء أعمال الصيانة، وبعد تعليق القرار دخل الجميع فى حالة من الترقّب والتحسّب لما سيحدث.
وعلى جانب آخر، استمرت التدابير الأمنية، واحتشد الكثير من القيادات والقوات بالمبنى الإدارى للجامعة، فظهرت قوات العمليات الخاصة والمباحث العامة وخبراء المفرقعات وغيرهم، فبدا المبنى الإدارى يوم الخميس كخلية نحل، لكثرة عدد القيادات به والقوات حوله، وتحوّلت غرف الأمن بالمبنى إلى غرف اجتماعات مغلقة بين القيادات للتنسيق، وزادت وتيرة الاستعدادات الأمنية بعد وورود معلومات مؤكدة عن تجمع طلاب الإخوان فى بعض الغرف بالمدينة وشروعهم فى إعداد عدد كبير من قنابل المولوتوف، رافضين إخلاء المدينة، فدخلت القيادات الأمنية فى مفاوضات مكوكية مع زعماء الطلاب لتسليم المدينة لإدارة الجامعة دون الدخول فى مواجهات مع طلبة الإخوان، تمهيداً لبدء أعمال الصيانة. وفى الثانية من ظهر الخميس تلقى العميد سمير أبوعجيلة مدير أمن المدينة الجامعية، اتصالاً من الطالب إسلام زكريا أحد قيادات طلاب الجماعة، أخبره فيه بأن «المدينة ستُخلى دون نقطة دم واحدة، وأنها ستُسلم فارغة لأفراد الأمن الإدارى فى الرابعة عصراً، فتم تعديل الخُطط لتتماشى مع الوضع الجديد، والدفع بعدد كبير من أفراد الأمن الإدارى إلى المدينة وعلى بواباتها لمتابعة الموقف عن كثب. فإذا ما لاحظوا نكثاً لتعهدات طلبة التنظيم ولم يحدث الإخلاء أو حدث تباطؤ متعمد فيه ستتحرك القوات بعد الرابعة فى اتجاه المدينة وتتمركز على مقربة منها. وعند الساعة الخامسة كان من المقرر أن يقتحم الأمن الإدارى المبانى ليخرج الطلاب، على أن تقترب قوات الأمن من بوابة المدينة لدعمهم إذا ما اقتضى الأمر، على أن توجه قوات الأمن نداءات إلى الطلاب عبر ميكروفونات المدرعات تطالبهم بالانصياع لأوامر الإخلاء أو اضطرار القوات للاقتحام، تنفيذاً لقرار مجلس الجامعة المعلق فى كل مكان بالمدينة. وبالفعل تم الدفع بعدد كبير من أفراد الأمن على البوابات وداخل المدينة لمتابعة الموقف، والذى كانت كل مؤشراته إيجابية. وفى الرابعة والنصف اتصل الطالب «زكريا» بالعميد «أبوعجيلة» لإعلامه بإخلاء جميع طلاب الإخوان من المدينة وأن من بها بعد ذلك ليسوا طلاب الجماعة أو أنصارها. ولكن فى الرابعة كان 7 مبانٍ من أصل 8 هو عدد مبانى المدينة قد أخليت، وشُوهد طلاب الإخوان المعروفون لدى أفراد الأمن الإدارى يخرجون وسط الحشود، فشكر «أبوعجيلة» الطالب «إسلام» على جهوده وتمنى عليه، حسب قوله، أن يكون التعامل بأسلوب «راقٍ ومتحضر». وبدوره، أكد «زكريا» كما ينقل لنا «أبوعجيلة» عنه، أن الطلاب التزموا بتعهدهم ويتمنون -من جانبهم- على الجامعة: «النظر بعين الرأفة إليهم فى مجالس التأديب، وفى قرارات الفصل من المدينة»، وتعهد «أبوعجيلة» له بنقل رغبته إلى قيادات الجامعة فوراً. وبعد نجاح عملية الإخلاء شرع أفراد الأمن الإدارى فى تمشيط مبانى المدينة الجامعية للطالبات، وعثروا فى المبنى «أ» منها على 3 قنابل مولوتوف وشعارات وصور لـ«رابعة» وأعلام سورية وملصقات تأييد للثورة السورية، ولم ينتهِ الأمن الإدارى لمدينة الطلاب من أعمال التمشيط للمبانى بالكامل حتى كتابة هذه السطور.