«ورش السيناريو» تسيطر على الدراما.. والمؤلف الواحد يتراجع
مسلسل الواد سيد الشحات
السيناريو هو العمود الفقرى للعمل الدرامى، والمؤلف هو الأب الشرعى للنص، كما يؤمن مجموعة كبيرة من العاملين فى صناعة الدراما، وفى السنوات الأخيرة كانت «ورش السيناريو» من الظواهر الجديدة على الساحة الدرامية، وبمرور السنوات تعاظم وجودها حتى أصبحت ملمحاً رئيسياً فى مواسم الدراما الرمضانية، بعد أن أثبتت نفسها فى مواجهة النقد.
ما يقرب من ثلاثة مسلسلات الموسم الرمضانى 2019، تعتمد على ورش الكتابة، ويعتبر السيناريست أمين جمال هو القاسم المشترك بين 3 مسلسلات فى الموسم الحالى، الأول «لآخر نفس» للمخرج حسام على، والذى يتعاون فى كتابته مع طارق الكاشف، ومسلسل «فكرة بمليون جنيه» للمخرج وائل إحسان، والذى يتعاون فى كتابته مع إبراهيم محسن ومحمد فتحى وشريف يسرى، والتجربة الثالثة «الزوجة الـ18» للمخرج مصطفى فكرى، وتجمع «أمين» بمحمود أبوالسعد، خالد أبوبكر ووليد أبوالمجد.
"جمال": تمنح النصوص قوة.. و"صقر": تساعد فى العصف الذهنى.. و"هاشم" تحتاج إلى جهد مكثف وفكر أكبر
بينما يتولى 4 كتاب رسم ملامح شخصيات مسلسل «الواد سيد الشحات» للمخرج أحمد الجندى، والذى يعتبر البطولة المطلقة الأولى لأحمد فهمى فى الدراما، وهم: مصطفى صقر، محمد عز الدين، كريم يوسف وإبراهيم خطاب، ومقابل الكوميديا يتولى الفريق نفسه، ما عدا إبراهيم خطاب الذى يحل محله أشرف نصر، رسم أحداث الغموض والتشويق فى مسلسل «قابيل» للمخرج كريم الشناوى.
وللعام الثانى على التوالى تتعاون إيمى سمير غانم مع ورشة تضم محمد محمدى، وأحمد محيى، فى كتابة مسلسلها «سوبر ميرو» للمخرج وليد الحلفاوى، بينما يتولى أيمن وتار وشريف نجيب كتابة أحداث مسلسل «بدل الحدوتة 3» للمخرج خالد الحلفاوى، والذى تظهر فيه «دنيا» بثلاث شخصيات مختلفة، كل منها فى 10 حلقات منفصلة، وللمرة الأولى تعتمد مى عز الدين على ورش السيناريو لكتابة مسلسلها «البرنسيسة بيسة» للمخرج أكريم فريد، والتى تضم كلاً من مصطفى عمر وفاروق هاشم.
«فريق واحد وروح واحدة»، قالها السيناريست أمين جمال، معلقاً على «ورش السيناريو»، مشيراً إلى أن ذلك هو العامل الأساسى فى نجاح الورش «نحن نجلس نعمل معاً وبالتالى يخرج النص به روح الجماعة، كل شخص فى الورشة قادر أن يقدم مسلسلاً منفرداً، وبالتالى كيف تكون النتيجة عندما نجتمع معاً؟ وهو ما يمنح النصوص قوة، لذلك أقول إن فريقنا هو الذى يكتب (لآخر نفس)، و(فكرة بمليون جنيه)، و(الزوجة الـ18)، وبالفعل اعتذرنا عن أعمال أخرى بسبب ضيق الوقت، حيث حرصنا على تسليم الثلاثين حلقة من المسلسلات الثلاثة قبل بدء الموسم الرمضانى بما يقرب من شهرين». وتابع «جمال» لـ«الوطن»: «أقوى مسلسلات فى العالم مثل (Games Of Thrones) أو (Prison Break)، يقوم بكتابة حلقاتها مجموعة كبيرة من النقاد، ويخرج عنها تجارب ناجحة على مستوى العالم، قد لا تكون الورش ناجحة فى حالة أن يكون هناك اختلاف كلى فى الرؤى بين الكتاب، ولكن عندما يكون هناك تفاهم نصل إلى وجهة نظر متقاربة ونكتب معاً ونكون فى حالة تجويد طوال الوقت ما يخرج النص بشكل أفضل، والدليل على ذلك أن أنجح المسلسلات الفترة الماضية هى نتاج ورش سيناريو (سجن النسا) و(جراند أوتيل)».
وأشار السيناريست فاروق هاشم إلى أن مى عز الدين اعتمدت هذا العام على ورشة لكتابة مسلسلها «البرنسيسة بيسة»، بسبب حالة الزخم داخل المسلسل، بخاصة أنها تؤدى شخصيتين، «بدأت فى كتابة الأحداث بالتعاون مع مصطفى عمر، وهذا النوع من الأعمال يحتاج إلى فكر أكبر وجهد مكثف للخروج بهذا الشكل، وجلست «مى» معنا قبل بداية التصوير للعمل على التفاصيل الخاصة بالشخصيتين، وتعمدنا أثناء الكتابة أن تكون كل شخصية منفصلة عن الأخرى».
وقال السيناريست مصطفى صقر إن محمد عز الدين هو شريكه الدائم فى الكتابة، موضحاً: «أنا وعز نعمل معاً فى معظم الأحيان، وكريم يوسف أصبح يعمل معنا فى مشاريع عديدة مؤخراً، وفى (قابيل) يعمل معنا أشرف نصر للمرة الأولى، وفى النهاية طبيعة المشروع هى التى تحدد العاملين به، الورش تكون فعالة ومفيدة فى كتابة الأعمال الكوميدية، فكل واحد من الكتاب لديه خلفية مختلفة وهو ما يؤدى إلى خلق مساحة واسعة فى الكتابة بين إفيهات أو أفكار مبتكرة». وتابع «صقر» لـ«الوطن»: «لا يقتصر نجاح الورش على الأعمال الكوميدية فقط، بل تحقق ذلك فى المسلسلات الدرامية الجادة، فكرة وجود أكثر من عقل يعمل يصب فى مصلحة العمل، أكثر من أن يكون كاتباً يسير فى طريق واحد، ولكن فى الورش يكون هناك دائماً مراجعات وعصف ذهنى للأفكار، وطرح وجهات نظر عديدة نصل إلى واحدة فى النهاية بشكل من أشكال الإجماع».