جمعيات خيرية تصور مستحقى التبرعات.. اضحك الصورة تطلع مهينة
مندوبة جمعية خيرية أثناء تسليم مساعدات لسيدة فقيرة
انتقادات لاذعة وجّهها رواد السوشيال ميديا إلى بعض الجمعيات الخيرية، لقيامها بتصوير مستحقى التبرّعات أثناء تسليمهم المساعدات الخاصة بشهر رمضان، ونشر الصور على صفحاتها على «الفيس بوك»، وانهالت تعليقاتهم المندّدة بهذا التصرّف الذى اعتبروه انتهاكاً لكرامة البسطاء الذين وافقوا طوعاً على التصوير من أجل الفوز بـ«شنطة أو وجبة إفطار أو ملابس العيد».
ورغم توجيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعدم تصوير مستحقى الزكاة والمساعدات صوناً لكرامتهم، ووقف مسئولين فى الدقهلية على خلفية واقعة تصوير أيتام أثناء حفل إفطار جماعى، فإن جمعية خيرية شهيرة، نشرت على صفحتها على «فيس بوك»، صوراً لقائدى السيارات النقل على الطرق السريعة، أثناء تسليمهم وجبات إفطار، وجمعية أخرى نشرت صوراً لسيدات أثناء تسليمهن شنط وكراتين رمضان، وظهر بعضهن فى الصور وهن يبتسمن خجلاً، والبعض الآخر يحاولن إخفاء وجوههن.
مسئول إعلامى: لا نصورهم إلا بعد الحصول على موافقتهم الشخصية
«نحن لا نصور أى مستحقين للتبرعات إلا بعد موافقتهم الشخصية»، كلمات معتز محمد، المسئول الإعلامى عن إحدى الجمعيات، مؤكداً أن تصوير ونشر الصور على «الفيس بوك»، لا يتم إلا بعد استئذان الحالات، مبرراً تلك الخطوة بأنها توثيق للتبرّعات، التى يتم جمعها، ولتأكيد أنها ذهبت إلى مستحقيها، وعن صور إفطار المسافرين، أكد «معتز» أنهم ليسوا مستحقين، بل سائقون مسافرون، وتم توزيع وجبة خفيفة عليهم، لا يتعدّى سعرها 15 جنيهاً، وهى عبارة عن علبة عصير وقطعة خبز و«شيبسى».
«متاجرة بآلام الناس»، هكذا وصفها الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، موضحاً: «معظم الجمعيات الخيرية تسعى إلى نشر صور لما تقوم به من أعمال خيرية، حتى تؤكد للمتبرعين أن أموالهم توجهت إلى من يستحقها، وكذلك الأمر بالنسبة للجهات القانونية التى يخضعون لرقابتها، سواء كانت وزارات أو أجهزة تنفيذية، لكن للأسف الأمر تخطى تلك الأهداف إلى فضح هؤلاء الفقراء، والإساءة لهم ولذويهم، وعدم مراعاة الجانب الاجتماعى فيما تقوم به من مساعدات خيرية».