القيادى الإخوانى المنشق: الإخوان تاجروا بالدين والثورة كانت طوفاناً اقتلع مشروعهم المشبوه
الدكتور ثروت الخرباوى
قال الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، إن ثورة 30 يونيو كانت طوفاناً اقتلع مشروع أخونة الدولة المشبوه، مشيراً إلى أن تنظيم الإخوان تاجر بالله والإسلام والشباب، وسعى لإنشاء جهاز أمنى تحت مسمى «جهاز أمن الثورة» بديلاً للأمن الوطنى وكان يشبه «الحرس الثورى الإيرانى».
وأضاف فى حواره لـ«الوطن»، أن القوى السياسية وافقت على أن تكون «أحذية» لـ«الإخوان» فى عهد مبارك مقابل الحصول على مقاعد فى البرلمان والنقابات، واعتبر أن حضور طارق الزمر احتفالية المنصة كان رسالة من الإخوان للفصائل المسلحة ومرتبطة بمشروع هدم الدولة لإعادة البناء على نسق إخوانى
.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى ثورة ٣٠ يونيو بعد مرور 6 سنوات؟
- 30 يونيو ثورة فريدة فى نسيجها، قام بها الشعب ليستعيد مصر من مخالب أمريكا «الشيطان الأعظم»، وكان الإخوان مخلباً من مخالب هذا الشيطان، وكانت خطورتهم تكمن فى أنهم ارتدوا فى عصور سابقة رداء الملائكة فى الوقت الذى كانوا يمارسون فيه دور الشيطان، ووقفوا فى حكمهم ضد الجميع، وكان هدفهم هو الحكم مهما كان الثمن ولو ضحوا بالإسلام.
ماذا تقصد بذلك؟
- بدأوا أولاً باستهداف القضاء، ثم استهداف المثقفين والفنانين والأدباء، ثم سعوا إلى مصادرة الإعلام، فاستهدفوا مدينة الإنتاج الإعلامى وحاصروها، وسيطروا على ماسبيرو، ولا تزال فلولهم تعبث فى الإعلام المصرى إلى الآن، وجعلت الجماعة ميليشياتها جهازاً أمنياً خاصاً بهم، وفى رحلة حكم «مرسى» أراد أن يغير خريطة وزارة الداخلية وسعى للوصول إلى أخطر الملفات الأمنية لدى الوزارة، وحاول نفس الشىء فى المخابرات العامة ولكنه فشل، وقاموا بفصل عدد كبير من المتميزين من رجال الأمن الوطنى ليقضوا على القاعدة المعلوماتية الموجودة لدى الأمن عنهم، وكانت الترتيبات تسير فى اتجاه أنهم إذا نجحوا فى هذا فسينشئون جهازاً أمنياً يطلقون عليه «جهاز أمن الثورة»، وستكون له سلطات كبيرة تجعله بديلاً للأمن الوطنى، ووضعوا تقسيمات هذا الجهاز على نمط جهاز «الحرس الثورى الإيرانى»، لكن ثورة يونيو العظيمة، كانت مثل الطوفان فاقتلعت حكم الإخوان واقتلعت أملهم فى أن يعودوا مرة أخرى لحكم البلاد، وأنهت مدهم وأخونتهم لمؤسسات الدولة، وإخضاعها لأهل الثقة، حتى إن كانوا بلا كفاءة، لذلك هرب قادتهم فوراً إلى قطر وتركيا.
ثروت الخرباوى: أدبياتهم لا تعترف بالقومية.. والوطن عندهم "شقة مفروشة"
من واقع العام الذى حكم فيه الإخوان مصر.. كيف يرون الهوية والوطن؟
- هذا سؤال مفصلى فى هذه الأيام لنعرف كيف يفكر الإخوان بالنسبة لمصر، فالوطن بالنسبة لهم مجرد سكن فقط، من الممكن لأحدهم أن يتركه بكل بساطة ليسكن فى مكان آخر، لذلك نستطيع القول إن الوطن بالنسبة لهم شقة مفروشة ليس إلا، ولك أن تتساءل لماذا يتمنون هزيمة منتخب مصر فى المباريات الأفريقية الأخيرة؟ فالبعض كان يظن أن الأمر يتعلق بالغل الذى ملأ قلوبهم بعد أن ثار عليهم الشعب، ولكن الموضوع فى الحقيقة أكبر من ذلك، فجميع كتابات قياداتهم تؤكد أن الوطن الجغرافى ليس وطناً ولكنه مجرد حفنة من التراب، ومرشدهم الأول حسن البنا يقول فى رسالة من رسائله «الإخوان المسلمون لا يؤمنون بالقومية، ولا بأشباهها، كالوطن، والعرق الواحد والأصل الواحد، ولا يقولون مصرية وعربية وسورية»، من هذا الكلام الساقط تعرف أن الوطن عند الإخوان مجرد مرحلة أولية يبدأ من القطر المصرى الذى هو مجرد سلم ليس إلا، وهذا السلم يقود لدولة إخوانية تضم بين جوانحها كل الأوطان التى سيسيطرون عليها، فإذا تعارضت مصلحة الوطن الأصغر «مصر» مع المصلحة المرجوة وهى «وطن الإخوان» فإن الإخوان فى هذه الحالة يضحون بالوطن الأصغر من أجل تحقيق حلم الوطن الأكبر.
كيف ترى سعى التنظيم لأخونة الدولة ومؤسساتها وتحالفاته مع السلفيين؟
- لم تستطع معظم النخب السياسية والثقافية قراءة المشهد الإخوانى بشكل صحيح، وبدأت القراءة الخاطئة أثناء حكم مبارك، حيث اعتقد قادة الرأى فى مصر أن الإخوان فصيل وطنى لا مانع من التحالف معه، والحقيقة أن الإخوان كانوا ضد أى تحالفات مع أى قوة سياسية ليبرالية أو اشتراكية أو ناصرية، الإخوان كانوا يعتبرون القوى السياسية مجرد أحذية فى أقدامهم تساعدهم على استكمال مسيرتهم، وللأسف هذه التحالفات كانت ترغب فى الحصول على مقاعد فى البرلمان أو النقابات المهنية أو غيرها، فوافقوا على أن يكونوا أحذية للإخوان، وذهبوا إلى مقر الإخوان وخلعوا أحذيتهم ليصلوا الظهر وراء المرشد، وعندما وصل الإخوان للحكم تخلصوا منهم لأنهم كانوا يريدون هدم الوطن.
القوى السياسية وافقت على أن تكون "أحذية" للجماعة فى عهد مبارك مقابل الحصول على مقاعد فى البرلمان والنقابات
هل دعوة طارق الزمر إلى المنصة فى احتفالات أكتوبر كانت مقصودة؟
- طارق الزمر له رمزية عندهم، وهى رمزية مرتبطة بمشروع هدم الدولة لإعادة البناء على نسق إخوانى، ورمزيته تتمثل فى أنه أحد المشاركين فى اغتيال السادات، وعملية الاغتيال كانت جزءاً من هدم الدولة بالقضاء على رأسها، كما أن دعوة الزمر لها سبب آخر هو عبارة عن رسالة إلى كل الفصائل التى حملت السلاح وأطلقت على نفسها «جماعات جهادية»، فالإخوان أنكروا طوال عمرهم صلتهم بهذه الكيانات، وادعوا أنهم جماعة وسطية لا تؤمن بحمل السلاح، وعندما ظنوا أنهم وصلوا إلى التمكين أرادوا إخبار كل الجماعات الإرهابية بأنكم كلكم إخوان، وكان هذا اعترافاً كاملاً بإخوانية هؤلاء الإرهابيين.
إلى أى مدى ساهمت ثورة 30 يونيو فى استعادة الهوية والمواطنة وأعلت مبدأ الكفاءة بدلاً من أهل الثقة؟
- لا يصح إلا الصحيح، وثورة 30 يونيو ثورة صحيحة، قام بها الشعب كله، ضد عصابة إجرامية كانت تريد تغييب فكرة الوطن، والآن مصر تسير على الطريق الصحيح، قامت بأشياء عظيمة وينقصها أشياء أخرى، أثق أننا سنقوم بها، وبعد الثورات عموماً تقع بعض الأخطاء إلى أن يستقيم الحال، ولا تنس أننا ما زلنا نواجه تحديات ضخمة، ونواجه حروباً خطيرة، ومع ذلك فهذه الثورة أعادت لنا الثقة فى أنفسنا كشعب، وقدرتنا على مواجهة التحديات.