سياسيون: "النهضة" غير مؤهلة للحكم.. والتونسيون يريدون "سبسى جديد"
حركة النهضة التونسية اعتادت تغيير تحالفاتها السياسية
تعيد محاولات سيطرة «النهضة» على رئاسة البرلمان وربما الرئاسة إلى الأذهان سيناريو الإخوان فى مصر، عندما رفعوا شعار «مشاركة لا مغالبة» فى مرحلة ما، لكن سرعان ما انقلبوا على شعارهم، وسيطروا على البرلمان والرئاسة، وهو ما يعتبره التونسيون «نقمة» حال تكراره فى بلدهم، هذا ما يراه الدكتور سمير راغب، مدير «المؤسسة العربية للدراسات»، الذى قال، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن الإخوان فى تونس أكثر قرباً للحالة المصرية، مقارنة بإخوان الأردن والمغرب، وفكرة المغالبة قائمة لديهم باستمرار، وسيقدمون مرشحاً للرئاسة أو سيدعمون أحد المرشحين الموالين لهم.
مدير"العربية للدراسات": الحركة تسعى إلى تنفيذ سيناريو "المغالبة" لاقتناص الفرصة
وفسر «راغب» موقف «إخوان تونس» بأن احتمالية تكرار رئيس مثل الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى مرة أخرى فى تونس أو قدوم «سبسى جديد» تعنى ضياع فرصة التنظيم فى جنى ثمار الحراك السياسى فى تونس وليس حراك الإخوان، مضيفاً: «قائد مدنى بطريقة السبسى يعنى ذلك 4 سنوات أخرى لمحاربة فكرة اختطاف الدولة من قبل الإخوان، وتضاؤل حظوظ النهضة فى تمكين الجماعة»، وتابع «راغب»: «التمكين بالنسبة للإخوان يتم اليوم أو بعد سنة أو بعد سنوات، تأخيره لا يعنى نهاية الحلم، وفى حالة التخبط الموجود فى القوى المدنية التونسية وعدم الإجماع على مرشح رئاسى، من المؤكد نجاح مرشحهم أو المرشح المدعوم منهم، إضافة إلى قدرتهم على الاستقطاب بين الليبراليين والقوى المدنية وبعض الانتهازيين، أو بعض المتحالفين»، ويرى «راغب» أن ترشح إخوان تونس للرئاسة والبرلمان ستكون نقمة عليهم، قائلاً: «فى كل مكان ستكون المغالبة نقمة، كما كان الحال نقمة على حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا»، وأضاف الخبير الأمنى: «الإخوان لم يتمرسوا على الحكم، ومعظمهم لم ينخرط فى العمل بالجهات السيادية وجاهلون بأمور الدولة وأمور إدارة الدولة وأمن الدولة، فضلاً عن عدم وجود حرية فكر لديهم، فرأيهم يأتى من المرشد».
"بن سعيد": نهجهم قائم على الإقصاء والاعتماد على أهل الثقة.. والشراكة فى فكرهم مجرد "ديكور" وسيخسرون
«هذه هى عادة الإخوان»، هكذا جاء تعليق مهدى بن سعيد، الناشط السياسى التونسى، على إمكانية سيطرة حركة «النهضة» على رئاسة البرلمان والرئاسة، وقال، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن «الإخوان لديهم نهج قائم على الإقصاء، لأن الجماعة بالنسبة لهم هى الوطن وهم أهل الثقة، وبالتالى تسعى حركة النهضة للهيمنة على مؤسسات الدولة التونسية من خلال مشروعهم القائم على التمكين أو ما يسمى بأخونة الدولة كما يقال فى مصر»، وأضاف الناطق السابق باسم حركة «تمرد تونس» أن «حركة النهضة تتشدق بالديمقراطية وتقول إنها حركة ديمقراطية مدنية، فكيف لحركة ديمقراطية تسعى للسيطرة على دولة عبر وسائل ملتوية من بينها تأسيس كيانات موازية داخل مؤسسات الدولة التونسية من خلال التنظيم السرى؟»، وقال «بن سعيد»: «فى السابق أعلنت حركة النهضة أنها تؤمن بالشراكة، من خلال حزب يترأس البرلمان وحزب آخر منه رئيس الدولة وهى أخذت الحكومة فى بعض الوقت، إلا أن الواقع الفعلى أثبت أن هذه الشراكة كانت مجرد مظهر خارجى وديكور ليس أكثر، حيث بقى القرار الفعلى فى يد حركة النهضة، كما أن الرئيس السابق المنصف المرزوقى كان مجرد تابع لحركة النهضة وللتنظيم الدولى لجماعة الإخوان»، وقال الناشط السياسى التونسى: «الذى يريد كل شىء يخسر، فى السابق انتفض الشعب التونسى ضد حركة النهضة وأطاح بحكومتهم، وهو الأمر ذاته الذى حدث مع الإخوان فى مصر عندما أرادوا الهيمنة على الدولة المصرية، فالإخوان فى تونس كأنهم يستنسخون ذلك، ولكن انتفض الشعب المصرى ضدهم وأطاح بحكم المرشد وزلزل كيان هذه الجماعة حتى وصلت تبعاته إلى حزب العدالة والتنمية فى تركيا ونظام حكم أردوغان»، وقال «بن سعيد»: «دعونا ننظر إلى ما يحدث فى تركيا، أردوغان أراد السيطرة على كل مفاصل الدولة التركية وهو الآن خسر إسطنبول وأنقرة فى الانتخابات البلدية، والانشقاقات ضربت حزبه».