شقيقة الشهيد "مصطفى": "قال لزمايله إحنا جايين سينا عشان الشهادة"
الشهيد مصطفى عثمان
عقارب الساعة تُشير إلى الحادية عشرة مساء الثلاثاء 25 يونيو الماضى، هناك فى شمال سيناء وتحديداً بأحد مرتكزات قوات الشرطة جنوب غرب العريش بكمين الصفا، حيث كان الملازم أول مصطفى محمد عثمان موجوداً لقيادة قوة أمنية ويباشر مهام عمله فى التأمين، وفجأة داهم أحد العناصر التكفيرية الارتكاز ومعه عناصر إرهابية أخرى، إلا أن الشهيد كان لهم بالمرصاد وتصدى لهم وقتل عنصرين تكفيريين، وتمكن الانتحارى من تفجير حزامه الناسف ليلقى مصرعه، واستشهد أخى متأثراً بجراحه.. قبل هذا اليوم بـ4 أيام، كان موعد احتفال مصطفى بعيد ميلاده الـ26، وتحديداً يوم 21 يونيو، ليغادر الدنيا فى نفس شهر ميلاده.
مى عثمان، الشقيقة الكبرى للشهيد، تحدثت عنه منذ بداية حلمه بالالتحاق بكلية الشرطة، وقالت: «أخويا الشهيد الضاحك بإذن الله من مواليد 1993، والحقيقة ضحكته دى مش عشان الصور هو دايماً وشه كان بيضحك كده، وكان راجل بمعنى الكلمة من صغره وشديد التعلق بوالده عشان كده كان حلم حياته إنه يدخل شرطة، وبابا رفض أى توسط له لقبوله فى الكلية خوفاً من أى أذى يلحق به فيشعر بالذنب، ومن أول سنة للشهيد فى كلية الشرطة كان بيقول اللى يدخل شرطة يعمل حسابه إنه مشروع شهيد».
وأضافت: «مصطفى تخرج سنة 2015، واشتغل فى العمليات الخاصة بالأمن المركزى فى قطاع سلامة عبدالرؤوف بالقاهرة، وكان من أحب الأماكن اللى اشتغل فيها لقلبه رغم صعوبة المأموريات، وحكا لى فى مرة إنه فى مداهمة اتفاجئ هو وزمايله أن الأشخاص المطلوبين معاهم أطفال أيتام كدروع بشرية، وعرفوا أنهم يتعاملون معاهم وأُصيب فيها زميله، بعدها اتنقل للأمن المركزى فى أسيوط، وكانت طبيعة المهام المسندة إليه صعبة، وكان بيشتغل تقريباً 16 ساعة فى اليوم، واتجوز عام 2017، ورُزق بطفل سمَّاه محمد، وكانت روحه فيه، وكان بيسافر سينا كل 3 أو 4 شهور يقعد شهر ويرجع التانى، وبيقول لزمايله إحنا جايين هنا عشان ننال الشهادة، وأفتكر مرة بعد زواجه بفترة صغيرة كان عليه الدور فى سفرية لسيناء، وبابا قال له إنه ممكن يتدخل ويأخر السفرية شوية، ومصطفى زعل جداً وقال له سِبنى أطلع السفرية بتاعتى فى ميعادها».
تصدّق بمكافأة مأمورية الوادى الجديد وقال: "عشان ربنا كتب لى عمر جديد النهارده"
وأضافت: «آخر سنة لمصطفى فى الأمن المركزى فى أسيوط تخصص فى مكافحة الإرهاب، وكانت تعاملاته كلها مع عناصر تكفيرية فى الجبال فى أسيوط وقنا والوادى الجديد، وفى مرة كان عنده مأمورية فى الوادى الجديد فى الجبل وواجهوا عناصر إرهابية، لكن الحمد لله اتعاملوا معاهم، ولما رجع إدَّى لبابا 1000 جنيه وقال له دى مكافأة أخدتها وطلَّعها صدقة عشان ربنا كتب لى عمر جديد النهارده».
وقالت: «أكتر حاجة كانت محببة الناس فيه سعيه لقضاء حوائج الناس دون تردد، أنا مش هنسى سائق تاكسى كان عنده مشكلة والتاكسى بتاعه عليه أقساط، ومصطفى كان مصاب فى رِجله، والراجل اتصل بيه، وفى ثوانى كان عنده دفع له المخالفة ورجع له رخصته تانى.. وفى آخر رمضان السنة دى كان له حوار مع ماما بيقول لها يا سلام يا ماما لو تبقى أم الشهيد، وماما عنّفته وقالت له حرام عليك يا مصطفى بعد ما كبرنا وتعبنا بدل ما ترعانا، رد عليها وقال لها: ربنا بينزل البلاء ومعاه الصبر».
الحمد لله إنه أخد بتاره قبل الاستشهاد
وعن يوم استشهاده، قالت «مى»: «كان معيناً للخدمة فى كمين الفواخرية بالعريش، وكان أحد الضباط من دفعة 2017 سيتوجه إلى كمين الصفا، ولعلم مصطفى بخطورة الكمين الأخير طلب استبدال الخدمة والتوجه إلى كمين الصفا حيث استشهد هناك، وقبل استشهاد مصطفى بيوم كانت وفاة خالتى فى محافظة الدقهلية، وكانت حالتنا النفسية سيئة جداً، واليوم ده أنا نمت بدرى، ومصطفى اتصل عليّا ورد عليه ابنى الصغير، وأنا صحيت من النوم على خبر استشهاده، وسمعت التسجيل الخاص بالمكالمة، لقيته كل اللى طلبه من ابنى إنه يسلم عليا وعلى أخوه وعلى باباه.. صوته فى المكالمة كأنه كان بيودعنا فعلاً.. الحمد لله على كل حال، هو فى مكان أحسن دلوقتى.. والحمد لله إنه أخد بتاره قبل استشهاده».