"القطار بريء".. "الحاوي" وأصدقائه وراء مقتل شاب في الإسكندرية
محطة مصر
كعادته، كان يمر أحد العاملين بهيئة السكة الحديد لتأمين عمله على قضبان القطار، بدائرة قسم شرطة المنتزه، حتى عثر على جثة شاب ملقاه على القضبان، فأخطر العامل رؤساءه أن قطارا دهس شابا، وتعرفوا على هوية الشاب وأنه عامل فى جمع القمامة، وباستدعاء شقيقه لم يتهم أحدا، وأقر أن القطار دهسه أثناء مروره من أعلى القضبان.
بعد نقل الجثة إلى المستشفى، فجّر الطبيب الشرعي مفاجئة، وهي أن القطار بريء من جريمة دهس الشاب، وأن الضحية مصاب بطعنة في منتصف الرقبة، ليتم تشكيل فريق بحث على الفور ووضع خطة أمنية لضبط الجناة وكشف الملابسات.
رصدت التحريات وجود علاقة بين المجني عليه وهوية القتلة، وأن طبيعة انتمائهم الطبقي وتحصيلهم العلمي من نفس دائرة المجني عليه، فالجناة من أرباب السوابق بخاصة أن القتيل سبق اتهامه فى 26 قضية.
ودلت تحريات المباحث أن أسرتين يعملان في التسول وجمع القمامة وراء الجريمة، يقودها الزعيم الملقب بـ"الحاوي"، ويبلغ من العمر 42 عاما، لم يكن نابغة بكل معنى الكلمة فى مرحلة الدراسة، ولكنه أجتهد فى تنفيذ الجرائم، حيث ارتكب 18 جريمة منذ إن ترك المرحلة التعليمية وهو فى سن الثامنة من عمره، والجريمة التاسعة عشر هي قتل صديقه "جامع القمامة" وإلقاء جثته أمام القطار بمساعدة زوجته وآخرين من أفراد عائلته.
واعترف المتهم فى محضر الشرطة، أنه تخلص من الضحية بقصد الانتقام بعدما شرع فى قتله، وقال إنه استعان بصديقه وزوجته فى التخلص من القتيل، وأشار المتهم إلى أن مشاجرة نشبت بينهم بسبب خلافات سابقة تطورت إلى معركة بالأيدي داخل شقة مستأجرة انتهت بقتل الضحية، وأضاف المتهم أنه استعان بصديقه وزوجتهما للتخلص من القتيل، ونفذنا خطة إلقاء الجثة على قضبان السكة الحديد للهروب من العقاب، وتم ضبطنا بعد الجريمة بـ48 ساعة.
كانت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية كشفت تفاصيل مقتل عامل والعثور على جثته أعلى قضبان السكك الحديدية بالمنتزة.
حيث تبين أن مأمور قسم شرطة ثان المنتزة بمديرية أمن الإسكندرية، تلقى بلاغا بوفاة (عامل "مسجل شقي خطر" - سبق اتهامه فى 26 قضية متنوعة - مُقيم منطقة السيوف دائرة قسم ثان الرمل)، نتيجة اصطدام القطار به أثناء عبوره السكة الحديدية ما بين محطتي (المعمورة الشاطئ - المنتزه) بدائرة القسم، من مكان غير مخصص للمشاه، وبسؤال شقيقه أيد ذلك.
تم تشكيل فريق بحث جنائى بمشاركة قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية، عقب ورود معلومات بوجود شبهة جنائية فى وفاة المذكور، أسفرت جهوده عن أن وراء ارتكاب الواقعة 5 أشخاص، هم: مسجل شقى خطر - سبق اتهامه فى 18 قضية متنوعة - مُقيم بدائرة قسم شرطة ثانٍ الرمل، "زوجته" مُقيمة بذات العنوان، وآخر مُقيم بدائرة قسم شرطة ثانٍ شبرا الخيمة بالقليوبية، "زوجته" مُقيمة بالجيزة، وآخر مُقيم بدائرة قسم شرطة ثانٍ الرمل).. جميعهم عمال جمع قمامة.
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم وضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة، نظرا لوجود خلاف بينهم وبين المجنى عليه، وبتاريخ الواقعة وحال تواجدهم صحبته بشقة كائنة بدائرة قسم شرطة ثالث المنتزه، حدثت بينهم مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة تعدى على إثرها المتوفى على أحد المتهمين بالضرب بسلاح أبيض كان بحوزته، فقام المتهم باستخلاصه منه وتعدى عليه محدثاً إصابته بجرح طعنى بمنتصف الرقبة بمساعدة باقى المتهمين، وقاموا بلف الجثة بقطعة قماش، ووضعها بداخل كيس بلاستيكى يستخدم فى جمع القمامة، وإلقائها على قضبان السكة الحديد بمحل العثور، للإيهام بحدوث وفاته نتيجة حادث قطار، وأضافوا بتخلصهم من الأداة المستخدمة، وقطعة القماش والكيس البلاستيك بإشعال النيران بها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.