بريد الوطن.. أسيرة حبك بلا سفينة فى نهاية المطاف
بريد الوطن
أكتب الآن وأعلم جيداً بأنك لن ترى كلماتى أبداً، فقد رحلت عنى وفقدتك للأبد ولا أمل لى فى رجوعك بعد اليوم. ختام كل عام كنت أدعو الله أن يجمعنى بك وألا تغيب عنى، والآن أدعو عليك بأن ينتقم منك، فحقاً سبحان مقلب القلوب، حين رسخ حبك فى قلبى وحين رسخ كرهك فى قلبى، يا من أقسم ألا يفارقنى وفارقتنى، أقسمت ألا تبكينى وكنت أنت أكثر الأسباب فى بكائى وقهرى، كنت أغفو حتى لا يحكى معى أحد ولكن قلبى لم يغف أبداً، أقسمت ألا تدير ظهرك لى وترحل وكنت أول التاركين الخاذلين، لم أر شخصاً يوماً ما بمثل ضعفك وخيانتك وجحودك وأصبحت فى عينىّ مذموماً مكروهاً، حين رحلت سألت نفسى كيف لى أن أنساك وأتناسى ذكراك؟ كيف أخرجك من جسمى وحبك يجرى فى دمى كالسم؟! فكل يوم لا بل كل ساعة وثانية كنت أنزف قطرات، كنت أموت كالمدمن فى حالته وهو يتعالج ويُشفى، لماذا كُتب علىّ فقد كل أحبتى؟ لماذا أنا يا الله وكأن الفرح والسعادة لن تكتب لى فى يوم، ولأين سأرسو بسفينتى فى نهاية المطاف؟ أحقاً سيكون لى مرسى وبيت، أم سأغرق فى بحر همومى وأحزانى؟ توقفت كلماتى بعدك وكأنها أقسمت بألا تكون لناظر غيرك، أتعجب لقلبى هذا كيف يكتب لك؟ والله حقاً قد يكون وهماً عشت فيه تخيلت شخصاً أحببته وأحبنى وهذا الشخص ليس له وجود فى الحياة.
آية عبدالفتاح محمود سليمان
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com