الشاب الهارب من الموت: تعرضت للاختطاف عندما كنت في الخامسة.. ورسالتي للشباب "ابتسموا"
ميشيل تشيك
قال ميشيل تشيك، من جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذى ألقى كلمة فى افتتاح منتدى شباب العالم، وأحد المتحدثين فى جلسة التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين، إنه نجح فى الهرب من إحدى الجماعات المسلحة التى اختطفته فى صغره، وإلى نص الحوار:
كيف بدأت المأساة التى عشتها فى طفولتك؟
- المأساة بدأت عندما كنت فى الخامسة من عمرى، فى هذا الوقت المبكر اختطفتنى مجموعة مسلحة بينما كنت ألعب كرة القدم مع أصدقائى، ووضعونا فى الشاحنة، وقادوها فى طرق صعبة ولا أعرفها لساعات، وحينما توقفوا طلبوا منا الخروج والاصطفاف فى صفين، وأخبرنا قائد هذه المجموعة المسلحة حينذاك أننا علينا تحرير بلدنا جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ماذا عن واقعة توريطك فى قتل أحد أصدقائك خلال ذلك الوقت؟
- عناصر هذه الجماعات المسلحة أجبرتنى على قتل أعز أصدقائى فى الخامسة من عمرى، وبعد أسابيع من التدريب المسلح أخذونا إلى قرية لم أكن أعرفها، كانوا يسيطرون عليها وبها بعض إمدادات طبية وغذائية.
بماذا شعرت بعد إجبارك على قتل صديقك؟
- كان ذلك تحت التهديد، وشعرت بأسى وحزن شديدين، كنت أتمنى الموت فى ذلك الوقت، كان أعز أصدقائى بالفعل.
كيف نجحت فى النجاة من هذه الجماعة المسلحة بعد ذلك؟
- تمكنت من الهرب منهم، واختبأت لمدة ثلاثة أيام فى مكان بعيد، دون أن أعرف ما النهاية التى سأذهب إليها، كنت قريباً من الموت، لكنى نجحت فى الهرب والنجاة وأن أكون هنا فى منتدى شباب العالم لأروى هذه القصة.
وماذا عن عائلتك فى ذلك الوقت؟
- عائلتى أيضاً نجحت فى الهرب، وغادرت الكونغو وذهبت إلى أوغندا.
كيف وصلت إلى عائلتك بعد الهرب من الجماعة الإرهابية؟
- ساعدنى رجل فى العودة لأسرتى مرة أخرى، ربما أرسل الله هذا الرجل لى لمساعدتى على الهرب والوصول إلى أسرتى، هذا الرجل من موطنى وأنا مدين له بالشكر.
هل فكرتم فى الاستمرار فى الكونغو بدلاً من الهرب.. أم أن الهروب كان الطريق الوحيد أمامكم فى هذا الوقت؟
- كان أمامنا خيار الهروب أو الموت، أنا كنت مختطفاً وعائلتى كانت مهددة، وعندما صرنا لاجئين بسبب الحرب الأهلية فى الكونغو، فكرت أنا وأسرتى بين الهروب أو الاستمرار، لكن الاستمرار كان يعنى الموت، وهاجرنا إلى أوغندا لـ5 أعوام.
ميشيل تشيك الكونغولى: شجاعة أمى وصبرها ساعدانا على النجاة
تحدثت عن والديك أمام الحضور فى منتدى الشباب.. كيف أثرا فيك؟
- الحقيقة أنا تأثرت بأمى وأبى كثيراً، وهما صاحبا فضل علىّ، وتعلمت منهما أشياء كثيرة، أبرزها أننى لا أستسلم أبداً مهما كانت الظروف، كانت أمى تسير ساعات فى أخطر الطرق بالنسبة لها كسيدة للحصول فقط على رقم كوننا لاجئين، ولم أكن أقف أمامكم اليوم دون شجاعتها، كانت امرأة شجاعة وقوية وعملت بإخلاص وصبر وتحمل من أجمل حمايتنا.
وماذا بالنسبة لوالدك؟
- والدى أيضاً كان شجاعاً، وتعلمت منه كثيراً، مات على يد الجماعات المسلحة الإرهابية، علمنى والدى أهمية الأخذ بالأسباب، وألا أخاف وأدافع عن حقى وحقوق غيرى أيضاً، كان ناشطاً فى مجال حقوق الإنسان، وكل مهمة قام بها كانت تحت التهديد، وهو لم يأب لذلك ولم يخف، لكنه للأسف فى نهاية الأمر قتل بسبب عمله.
ما الرسالة التى توجهها للشباب؟
- أقول لهم ابتسموا دائماً، وأصعب المعارك هى تلك التى لم يرَها أحد، لا أريد أن تشعروا بالشفقة علىّ، لكن دعونا نعمل جميعاً من أجل إنهاء استغلال الأطفال واستخدامهم كجنود فى الحروب وعناصر مسلحة للجماعات.