مقامات مضبوطة من غير تعليم.. "عم ممدوح" فنان بالفطرة يعزف بلا نوتة
ممدوح شعبان: والدي دفعة محمد عبدالوهاب وعزفت وراء كارم محمود
عم ممدوح عازف سكندرى
فنان بالفطرة، لم يمسك نوتة موسيقية، تعلم بالملاحظة والإحساس، ولد على ألحان، وكانت لعبة العزف على "البيانو"، منذ نشأته، عينه كانت ترى الآلات الموسيقية، لم يسعى لتعلم الموسيقى، بسبب لعبه عليها بالفطرة، وممارستها سريعا، عندما كان عمره 12 عاما، عم ممدوح شعبان، عازف الأكرديون والأورج، أحد فناني الإسكندرية، العضو العامل بنقابة المهن الموسيقية.
ممدوح شعبان، 62 عاما، والده كان ملحن بإذاعة الإسكندرية، جعله فنان بالفطرة، لم يدرس أى تعليم، تفرغ للعزف على الأكرديون، واشتغل سريعا في الحفلات، دخل ستديو الإذاعة، عندما كان عمره 12 سنة، لإضافة صولا أكرديون على لحن للفنانة "بدرية السيد"، لأغنية عن "بحري" من ألحان والده، الملحن السكندري السيد شبعان.
يقول "شعبان"، "أنا نشأت في بيت فيه آلات موسيقية، شئ أساسي وعادي، والدي ملحن فى إذاعة إسكندرية، كان دفعة الفنان محمد عبدالوهاب في معهد الموسيقي العربية بالقاهرة، وأنا كنت الولد الوحيد عنده، كان دبلوم عود، وبيعزف بيانو فى البيت".
وأضاف: "منذ نشأتي من صغري، الفن جوايا، لما كنت بشوف والدي، بيعزف عود ويلحن، إحساسي كله بيعيش معاه، كان عندي شغف وحلم للموسيقى، ابتديت أمسك آلة، علشان أعزف عليها، كان عندي 12 سنة، واحترفت في آلة الأكرديون".
وأوضح "شعبان"، "ابتديت في إسكندرية، وسجلت مع والدي ألحان فى ستوديو إذاعة الإسكندرية في السبيعينات والثامنينات، كانت هناك فرق موسيقية مشهورة فى المدينة الساحلية، كفرقة شريف أبيض، وفرقة عبدالمنعم فرج، وفرق الإذاعة، كان والدي ياخدني، أضيف صولا أكرديون في اللحن".
ويشير إلى أن آلة الأكرديون كانت زمان لون إسكندراني، "اشتغلت شغل خارجي فى الأفراح والفنادق الـ5 نجوم، مع فنانين كبار وقتها، كان في فرقة اسمها (بهية وياسين)، اشتغلت مع الفنان كارم محمود، الشهير بأغنية "عنابي"، اشتغلت على بحر إسكندرية لسنين طويلة أيام الثامنينات ولعبت على (أورج) بعدها في الفنادق والأفراح والحفلات".
"اتعلمت سماعي، أشوف الموسيقين وهما بيلعبوا بالأصبع، وبعدين أقعد على الآلة الموسيقية، لحد ما أعزف اللحن، لا أعرف اقرأ من نوتة ولا اتعلمت السلم الموسيقي، تعلمت لوحدي المقامات كلها، أنا عضو عامل فى المهن الموسيقية من الثامنينيات"، هكذا يقول عم ممدوح، الذى يظل يلعب داخل محله الصغير القديم، الذي ورثه عن والده، لبيع الآلات الموسيقية، وهو المحل الوحيد المتبقي لتأجير الآلات الموسيقية.
ويقول: "أنا لو كنت اتثقفت واتعلمت فى معهد الموسيقى العربية أكثر، كان زماني من الفنانين الكبار، كل اللى كانوا معايا، دلوقتي فنانين كبار في القاهرة، كنت بشتغل مع الطبال سعيد ارتيست، وقتها لا يوجد لدي طموح أدرس موسيقى، كنت بعزف وبس، وأجري أعزف في الحفلات، الأفراح والحفلات سحبتني من المذاكرة، لا درست موسيقى ولا أي حاجة غيرها، فضلت 45 سنة، بعزف على البيانو والأكرديون".
ويتابع: عزفت وراء الفنان الشعبي أحمد عدوية، "كنت في الخيمة الرمضانية بالفنادق طوال شهر رمضان كل سنة، وحبيت المزيكا، ولعبتها مكنش في دماغي الدراسة".
وأكمل: "روحت اشتغلت في شارع الهرم 12 سنة، كان يومنا يبدأ الساعه 12 بعد منتصف الليل، لحد 8 الصبح، بنعمل فقرات غنائية مع الفرقة الأساسية للملهى الليلي، كنت ساعتها بعزف على الأورج، كان بالنسبالي هو ده كورس التعليم، وبتعلم إزاى اتحمل المسؤولية، وأكون فى فرقة موسيقية".
وأضاف: "والدي نصحني علشان تنجح فى الموسيقى، لازم تتعلم الالتزام والمسوؤلية، وتحب الآلة الموسيقية، اللى بتلعبها وتحس اللحن"، مؤكدًا أن الفن قديما كان راقيا، حفلات زمان الفنادق الكبيرة، كان فيها ملهى ليلي الآن لا، قائلاً: "الراقصة كانت برنسيسة، إسكندرية كان فيها أشهر راقصات، منهم الراقصة سامية حمادة، مش بتشتغل إلا فى فنادق الـ5 نجوم، الوضع دلوقتي اتغير كثيرًا".
وعن بيت الفن، أكد أنه ورثه من والده، عندما كبر أبيه، اتجه إلى بيع الآلات الموسيقية، وأصبح الوجهة الأولى للفنانين، لشراء وتأجير الآلات الموسيقية من الملحن السيد شعبان، كان أول ما باع الطبلة والبيانو، وكان واحدا من أهم المؤجرين للآلات الموسيقية للفنانين على مستوى الجمهورية بالكامل، وصلنا للغردقة وبورسعيد والقاهره، فاشتهر والدي بتجارة الآلات الموسيقية والتأجير.