"صياد قلوب شاطر" يدفع "أم" لخلع زوجها ويضرب ابنتها حتى الموت
المحكمة تعاقب "فريسة الشاب الوسيم" بالسجن عامين بتهمة الإهمال
صورة ارشيفية
بابتسامة مرسومة على الفم وعين تنهمر بالدموع وقفت "مها" أمام محكمة جنح حلوان تروي كيف ماتت ابنتها (4 أعوام)، بعد أن "اصطادها" جارها، الذي وصفته بـ"صياد قلوب شاطر"، وخلعت زوجها من أجله.
الشعور بالملل والفتور، بعد عامين ونصف من الزواج، دفع "مها" للبحث عن ما ظنت أنه "السعادة" عندما قابلت "جارها الوسيم" في الشارع الذي تقطن فيه، وتلى هذه النظرات محادثات عبر الشباك والبلكون، وتطورت العلاقة إلى لقاءات قادتها إلى خلع زوجها، وتمسكت بابنتها "حنين" كحاضنة، وبعد مرور أشهر العدة تزوجت من "حبيبها"، ولم تمض 4 أشهر بعد حفل عرس صغير، حتى قادها الزواج من "الشاب الوسيم" إلى قتل طفلتها "حنين"، واتهامها بالإهمال، ومن ثم حبستها محكمة جنح حلوان لمدة عامين مع الشغل، في الحكم الذي صدر صباح اليوم بمحكمة الجنح برئاسة المستشار وائل الشوربجي، فيما يحاكم "صياد القلوب" (زوج الأم) أمام محكمة الجنايات بتهمة ضرب أفضي إلى موت للطفلة.
وروت الزوجة تفاصيل حكايتها أمام محكمة جنح حلوان قائلة: "البداية كانت عندما شعرت بفتور العلاقة مع زوجي بعد أن أنجبنا المرحومة حنين بعد عام ونصف من الزواج ، فقدت علاقتنا الزوجية وهجها وحلَّ الاعتياد مكان الحب والاشتياق، ومع مرور عامين ونصف على حفل زفافنا تراكم بيننا جبال من الجليد والعوائق لم يحاول زوجي أن يذيبها أو يفتح طريقا، أما ابنتي لم تشعر بآلامي ومحنتي".
"شاب وسيم" يظهر في وقفة العيد يشعرها بأنوثتها
وتستطرد "مها" قصتها أمام المحكمة: "في يوم وقفة عرفة عام 2018 شاهدت شاب وسيم أمام منزلي بالشارع الذي أقطن فيه، كان رجلا لافتا بكل ماتعني الكلمة، استطاع بعينيه أن يحتويني ويجذبني إليه، فظلت نظراته إلي حتى دخولي منزلي، فدخلت شقتي وأسرعت إلى شباك غرفة نومي، وتابعت وقوفه فصعد إلى منزله بالعقار المقابل وتبادلنا النظرات واتفقنا على الحديث، استطاع الشاب الوسيم أن يلمح الملل الساكن في قلبي".
وعن حياتها بعد ظهور "الشاب الوسيم" قالت الزوجة لرئيس المحكمة: "بدأت حياتي تتغير، شعرت بأنوثتي، من خلال كلماته المعسولة، التي كفَّ زوجي منذ زمن بعيد عن اسماعها إياها، كنت أحادثه يوميا ولمرات عديدة تستغرق معظم الوقت الذي يقضيه زوجي في عمله، ومع كل يوم يمر يزداد تعلقي به حتى أصبح وجوده جزءا من ذاتي لم أشعر بأني على قيد الحياة إلا من خلال مكالماته الهاتفية".
"روميو وجوليت" تدفع الأم لخلع زوجها من أجل عشيقها
وقفت الأم المتهمة بالإهمال ما تسبب في وفاة ابنتها، أمام المحكمة، وهي تبتسم وتبكي في الوقت نفسه، وتصف عشيقها الذي تزوجته بعد أن خلعت زوجها الأول: "كان صياد قلوب شاطر، طلب مني الزواج، وقلت له: كيف وأنا زوجة وأم"
وتابعت: "تحدثنا عن الحب والتضحية من أجله، وعن السعادة التي تنتظرنا أنا وابنتي، وضربنا أمثالا عن أفلام أجنبية وعربية (نهر الحب) و(رومويو وجوليت)، كُنت كالمسحورة بحديثه، ووقفت أمام زوجي وطلبت منه الطلاق، كان هذا الطلب صدمة كبيرة بالنسبة لرجل عاش حياته ظنا أنه بنى عائلة مستقرة، وواجهته بمشاعري، ثم تدخل حبيبي الوسيم في القصة واتصل به هاتفيا وهدده وطالبه بأن يطلقني، وكنت أصر، وهو رفض وحاول أكثر من مرة ، فتوجهت إلى محكمة الأسرة وأقمت دعوي خلع، وبعد مرور 3 أشهر تمكنت من خلع زوجي وأخذت انبتي معي".
"سعادة جهنم".. الشاب الوسيم يتحول لـ"رجل مهزوز" مدمن لاصطياد النساء
وتستطرد الزوجة المتهمة حديثها عن السعادة التي كانت تنتظرها قائلة: "بمجرد انتهاء عدتي تزوجت حبيبي الشاب الوسيم، وعشت معه أسابيع قليلة في سعادة، وكانت ابنتي تعيش معي ثم ظهر لي الوجه الآخر، حيث تبين لي أن وراء الشاب الوسيم شخص قبيح يختفي، رجل مريض مهزوز لايستطيع الشعور بذاته إلا من خلال الحصول على إمرأة من منزل رجل آخر، فهو يدمن اصطياد النساء المتزوجات حتى يقنعهن بهجر أزواجهن ويضحين بأبنائهن للارتباط به قبل أن يرميهن لأخرى، وهكذا كانت حياته، لاحظت أنه يلاحق النساء المتزوجات، وتلك المكالمات الخافتة التي يجريها طوال وجوده بالمنزل، والساعات الطويلة التي يقضيها بموقع فيسبوك، ينتظر أن تقع إحداهن في شراكه ليطلب منها أن تهجر زوجها، وبدء يعامل ابنتي بكراهية وسب وشتم وضرب وهي لم تكمل عامها الرابع، فارتضيت بأمري".
وتابعت: "كانت نار الغيرة التي تشتعل بداخلي تزيدني تعلقا به حتى وصلت إلى درجة مرضية، حتى أني كنت أشاهده يضرب ويعذب ابنتي ولم أحاول أن أدافع عنها وصار كل وقتي وتفكيري ملكا له وحده، لأقطع عليه أي طريق قد يوصله لغيري".
نار الغيرة والإهمال تقتل طفلة 4 أعوام
عن اليوم الذي قُتلت فيه ابنته بعد اعترافها بإهمالها بسبب غيرتها على عريسها الجديد قالت "مها": "لم أتصور أن أكون مشتركه في الاتهام بقتل ابنتي حنين، كنت في المنزل يوم الجريمة أنا وابنتي، وعاد زوجي الجديد من عمله فكانت ابنتي تلعب، مما أثار غضبه ففوجئت به يمسك بها ويضربها، ثم حملها وخبط رأسها في الحائط، فسقطت جثة هامدة"، وتدافع الأم عن زوجها الجديد قائلة "لم يقصد قتل ابنتي فهو كان يؤدبها بسبب شقاوتها". وعاقبتها المحكمة بالسجن لمدة عاميا حضوريا بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة ابنتها، بينما يواجه "عريسها الجدديد" تهمة ضرب أفضى إلى موت أمام محكمة الجنايات.