الوجه الآخر لفريد شوقي: كتب 28 فيلماً سينمائياً.. وألَّف المسلسلات
أشرف غريب: فريد شوقى يعتبر أذكى فنان فى تاريخ السينما العربية
لقطة من «البخيل وأنا»
على الرغم من براعته ونجاحه فى تقديم العديد من الأدوار السينمائية والتليفزيونية التى حققت نجاحاً كبيراً ليلقب بـ«وحش الشاشة» و«ملك الترسو»، إلا أن فريد شوقى كان له العديد من التجارب مع الكتابة سواء للسينما أو الدراما التليفزيونية والتى حققت نجاحاً كبيراً.
«الأسطى حسن»، أول فيلم كتب قصته الفنان فريد شوقى عام 1952، وكتب السيناريو والحوار للفيلم السيد بدير، وأخرجه صلاح أبوسيف، وتناول الفيلم قصة عامل بورشة خراطة يدعى حسن، ناقم على ظروفه المادية، حتى يتعرف على إحدى سيدات المجتمع الراقى التى تعجب به وتدعوه للعمل فى فيلتها ومن هنا يتورط معها «حسن» فى علاقة محرمة ويهجر منزله لتستمر الأحداث.
وفى عام 1953 كان التعاون الثانى بين فريد شوقى والسيد بدير فكتبا سوياً فيلم «المرأة كل شىء» من إخراج حلمى رفلة، الذى شارك فى كتابة حوار الفيلم، وسرد الفيلم قصة أسرة تتكون من أب يعمل كعازف لآلة القانون، وابنه يعمل طبالاً وابنته راقصة، وجميعهم يعملون فى صالة واحدة، لكن الابنة هى التى تصرف على المنزل، وحينها يتعرف الابن على أحد الشباب من أسرة ثرية الذى يعجب بأخته.
ومنذ تلك الفترة أثبت الفنان فريد شوقى موهبته فى الكتابة، واستلهم أغلب قصص أفلامه من الواقع، وكان من أبرز الأفلام التى كتبها وحققت نجاحاً كبيراً فيلم «رصيف نمرة 5» عام 1956 الذى كتب له القصة والسيناريو والحوار فريد شوقى بالتعاون مع نيازى مصطفى والسيد بدير، وفيلم «الفتوة» عام 1957 والذى شارك فى كتابته مع فريد شوقى الكاتب العالمى نجيب محفوظ والسيد بدير، وكان آخر الأفلام السينمائية التى كتبها فريد شوقى «شاويش نص الليل» عام 1991 بالتعاون مع حسين عمارة وشريف المنياوى، وتناول الفيلم قضية المخدرات وتأثيرها على الشباب فى ذلك الوقت، ما يؤكد أن فريد شوقى دوماً ما كان يهتم بقضايا المجتمع وتقديمها فى أعماله الفنية.
كتب فريد شوقى للسينما ما يقارب الـ28 فيلماً سينمائياً تعاون من خلالها مع كبار المخرجين والفنانين، وعلى مستوى الدراما التليفزيونية اهتم أيضاً بكتابة عدد من المسلسلات بدأها منذ عام 1981 بمسلسل «عم حمزة» من إخراج أحمد توفيق، وبعد 7 سنوات عام 1988 كتب مسلسل «صابر يا عم صابر» بالتعاون مع المخرج حسين المنياوى والكاتب بهجت قمر ومحمد خليل الزهار، وتناول المسلسل قصة «عم صابر» الذى يعمل سائقاً خاصاً لأحد الوزراء، ويقاسى بشكل يومى من الارتفاع الجنونى للأسعار، ومطالب زوجته وأبنائه المستمرة التى لا تنتهى، حتى يصل لسن المعاش، وهنا يجد نفسه فى أزمة فيبدأ فى البحث عن عمل آخر يستطيع من خلاله التغلب على مشاكله.
ومن أبرز المسلسلات التى كتبها وقام ببطولتها الفنان فريد شوقى مسلسل «البخيل وأنا» فى عام 1991، الذى حقق نجاحاً كبيراً، والذى تدور أحداثه حول اثنين أخوة أحدهما بخيل يدعى «عطوة» يكنز المال وتعيش أسرته فى فقر ومعاناة نتيجة بخله الشديد، شارك فى كتابة المسلسل المخرج حسين عمارة ومحمد خليل الزهار، وكان آخر المسلسلات التليفزيونية التى كتبها فريد شوقى مسلسل «روبابيكيا» والذى عرض عام 2000 وجسد بطولته كل من فؤاد المهندس وشويكار ومن إخراج حسين عمارة.
وقال الناقد الفنى أشرف غريب، لـ«الوطن»، إن فريد شوقى يعتبر مؤلفاً مميزاً استطاع أن يقدم أعمالاً جيدة وشخصيات من الواقع وإن خبرته فى العمل المسرحى والسينمائى أعطته القدرة على الابتكار فى مجال التأليف وبالتالى يعتبر من أفضل الممثلين الذين كتبوا سواء للسينما أو الدراما التليفزيونية.
وأوضح الناقد أشرف غريب أن قدرة فريد شوقى على الكتابة والتأليف هى ما جعلته بطلاً حتى النهاية، موضحاً أن فريد شوقى استطاع أن يكتب لنفسه أعمالاً تبرز قدراته التمثيلية بشكل حقيقى وكبير، ما جعله أذكى ممثل وفنان فى تاريخ السينما العربية بشكل عام.