محال مغلقة وشوارع هادئة.. مصر الجديدة في أول جمعة للحظر الكلي
"أحمد" يخرج من أجل طعام أبنائه.. و"ميار": مشهد حزين
مصر الجديدة
بعد أن كانت شوارعها تتكدس بالشباب والسيارات الفارهة، وأصوات عالية بين المطاعم المنتشرة فيها، والزحام بمحلاتها التجارية ومساجدها الممتلئة بالمصلين بيوم الجمعة، اختفت كل تلك المظاهر، وكان الهدوء والسكون هما سيدا الموقف في منطقة مصر الجديدة، التي ألتزم سكانها بقرار مجلس الوزراء بحظر حركة المواطنين.
يوم الثلاثاء الماضي، أصدرت الحكومة حزمة من القرارات الجديدة لمواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، منها حظر حركة المواطنين من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، وغلق المحال من الخامسة، والغلق الكلي للمحال التجارية والحرفية وبيع السلع والخدمات والمولات على مدار يومي الجمعة والسبت، كما أعلنت وزارة الأوقاف أيضا منع الصلاة الجماعية في المساجد، ومنها صلاة الجمعة، ليكون ذلك القرار الأول من نوعه بالبلاد في التاريخ المعاصر.
بعد ذلك القرار، أصبحت الشوارع على غير عاداتها المصرية من زحام ينبض بالحياة، لتغلق جميع المحال المنتشرة في أرجاء حي مصر الجديدة، المشهورة بها، بما فيها الأكشاك الصغيرة، فقط الصيدليات التي ظلت أبوابها مفتوحة، وتخلو الشوارع من المارة بشكل شبه كامل، ليقطع المشهد الساكن عربات المواصلات العامة الفارغة أثناء حركتها، وأصوات الأئمة الحزينة بالمساجد لتعلن ميعاد الصلاة وهم يرددون "ألا صلوا في بيوتكم، ألا صلوا في رحالكم".
لم يتحرك في الشوارع سوى عدد قليل للغاية من المواطنين لا يتجاوزون أصابع اليد، منهم أحمد وائل، 56 عاما، الذي خرج فقط من أجل إحضار الخبز لأبنائه قائلا لـ"الوطن": "المشهد حزين.. كل ما أمشي وافتكر قد إيه الشارع ده كان بيبقى زحمة أتأثر كده وكدت أبكي بس كده أحسن".
بينما ظهرت ميار أيمن وشقيتها، اللاتي تجولن في منطقة الكوربة، من أجل رؤية الشوارع الخالية في سابقة هي الأولى من عمرها التي تشاهدها فيها، حيث قالت: "مكنتش بعرف أركن العربية هنا خالص، قولت تبقى فرصة أنزل أشوف المنطقة وهي فاضية، بس زعلت أكتر، كأن البلد حزينة"، متمنية أن تنتهي تلك المحنة سريعا "علشان نرجع تاني نملى الشارع بالحياة".