معزولون بمسكن طالبات الأزهر بدمياط: المكان لا يليق.. وبيوتنا أفضل
المساكن
"المكان غير نظيف، ولا يمكن تحمله، مفيش عندنا مشكلة في العزل، لكن المشكلة في المكان".. بتلك الكلمات، أعربت الحالات المخالطة للمصابين بفيروس كورونا المستجد، والمحتجزين حاليًا بمسكن طالبات كلية طب الأزهر بمدينة دمياط الجديدة، عن انتقادهم، مطالبين بنقلهم لمكان أفضل أو احتجازهم داخل منازلهم.
بدأت" أسماء.ف"، 32 عامًا، حديثها قائلة، "زوجي وحماتى مصابين بفيروس كورونا، ومحتجزين بعزل بلطيم، وأُخذت عينات مني وأفراد أسرتي كمخالطين للحالتين للتحليل، حيث أخذوا منى كزوجة ابنها وزوجها وابنتها وزوجي، وتم نقلي أنا وحمايا وبناتي الاثنين المريضتين بحساسية الصدر والأنف لعزل مدينة دمياط الجديدة، بمسكن طالبات طب الأزهر بمبارك السبعين".
وأضافت "أسماء"، أن الشقة المعزولة فيها هي وبنتيها ووالد زوجها لا تصلح للحياة الآدمية، "حيث تم غلق باب العمارة علينا، لدرجة وقوفي في الشارع منذ الساعة 4 عصرًا إلى العاشرة مساءً، بعدما شاهدنا منظرها من الخارج، ورفضنا البقاء فيه، ووعدنا المسؤولون بنقلنا لمكان آخر، لكن فوجئنا بأن كل مساكن الطالبات سيئة، وطلبنا منهم استبدالها، ووعدونا بتوفير مكان أفضل، لكن ذلك لم يتحقق".
وتتابع: لما طالبت بالبقاء في شقتي رفض المسؤولون، وقالوا "مينفعش"، وأردفت، "المنظر غير آدمي، نحن موافقون على الانتقال لعزل مناسب".
أما طه الشيوخي 40 عامًا، وأحد المخالطين لحالة إيجابية مصابة بفيروس كورونا، فيقول "فوجئنا بإصابة والدتي، 67 عامًا بالفيروس بعدما عانت من ألم في الصدر، لتتوجه للمستشفى وتظهر إيجابية المسحة، ويتم عزلها في مستشفى بلطيم".
وأضاف: فوجئنا باتصال من مديرية الصحة بإبلاغي بانتقالى أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة، بينهم طفلة عمرها 5 سنوات، ووالدي البالغ 73 عامًا لنقيم في تلك المساكن غير الآدمية لفترة 14 يومًا في العزل.
ويلتقط "سعيد أ"، 39 عامًا، طرف الحديث، قائلًا، إن والده البالغ من العمر 75 عامًا كان يعاني من الربو، وفجأة أصيب بنزلة شعبية، حيث ظهرت عليه الأعراض متمثلة في ضيق في التنفس، وارتفاع في درجة الحرارة، فتوجه لمستشفى الصدر للفحص، وهناك تبين إصابته بفيروس كورونا، فنُقل لمستشفى العزل ببلطيم منذ يوم الجمعة الماضية.
وأشار إلى قيام مديرية الصحة بفحص أفراد الأسرة المخالطة، ونُقلوا جميعًا لمسكن طلبة الأزهر بمدينة دمياط الجديدة، والذى يفتقر لمتطلبات الحياة الأساسية، متابعًا "كنا قاعدين في بيتنا، وملتزمين بالتعليمات، لا نخرج طوال فترة الحجر"، متسائلًا: "ما الفائدة من نقلنا إلى هذا المكان؟".
من جهته، قال الدكتور محمود طلحة وكيل وزارة الصحة في محافظة دمياط لـ"الوطن"، إن قرار نقل الحالات لمكان محدد ليس قرار وزارة الصحة، وإنما قرار جهات الأمن، مضيفًا "دورنا يقتصر على متابعة الحالة الصحية فقط في أي مكان".