في ذكراه.. "يوأنس الخامس" شهد عهده صراع على كرسي البابا وسجن
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا يوأنس الخامس البطريرك الـ72 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الثلاثاء، 4 من شهر بشنس لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أن في هذا اليوم عام 1166 ميلادي، توفي البابا يوأنس الخامس البطريرك الـ72 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وبحسب السنكسار القبطي، فأن هذا البطريرك كان راهبا في دير أبي يحنس باسم "يوحنا"، وتولى الكرسي البابوي في 1147 ميلادي، وكان من قبل أحد المرشحين للبطريركية أيام اختيار سلفه البابا ميخائيل، وكان هناك راهب من دير أبو مقار يسمى يوأنس بن كدران حاول الطعن في اختياره.
ولجأ إلى الخليفة ليصدر أمره ببطلان هذه الرسامة، فأحال الخليفة الأمر إلى مجلس يضم الأساقفة وقاضى القضاة وبعض كبار رجال الدولة، وهذا يدل على العدل العظيم في تناول أمور الأقباط في دولة إسلامية.
وبعد أن التأم هذا المجلس أقرَّ رأى الأساقفة المجتمعين وقرروا أن: "مَنْ حضر من الأساقفة والكهنة ليس لهم بطرك إلا ما طلبوه ورغبوا فيه، ولا يكون المرشح هو الطالب أو الراغب".
واجتمع في الإسكندرية جمع كبير من الأساقفة والأراخنة والأقباط، وأعُيدَ عرض الاسمين في حضور ممثل الخليفة الذي كان يسجل ما يدور في محضر يعرض على الخليفة، وهنا صرخ الجميع باسم يوأنس بن أبو الفتح، فثبت على كرسيه، مظهرًا الحب لغريمه يوأنس بن كدران الذي حضر، لدرجة انه عرض عليه رسامته أسقفًا على سمنود فلم يرضى.
ويذكر السنكسار أن في عصر هذا البطريرك شهدت مصر العديد من التغيرات السياسية وتعرض الأقباط لأنواع من التعسف وهدمت بعض كنائسهم، نظرًا لضعف الدولة الفاطمية في أواخر أيامها، فلم تكن قبضتها قوية على أحوال البلاد، فاضطرب الأمن وكثرت حوادث العنف وقتل الوزراء والخلفاء.
ومن ثم نال الأقباط شيء من هذا، حتى أن البطريرك ذلك قبض عليه ولقى به في السجن لامتناعه عن رسامة مطران للحبشة بدل مطرانها الشيخ الكبير المعروف بأنبا ميخائيل الاطفيحي وهو علي قيد الحياة، وأفرج عنه بعد أسبوعين من اعتقاله لوفاة الوالي، وظل هذا البطريرك على كرسي البابوية لمدة 18 سنة وثمانية أشهر وأربعة أيام.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.