"صياد الطيور المهاجرة" يتحدث عن مغامراته: "متعة القنص"
المعبدي: ننتظر الموسم سنويا.. ونصطاد القمري والسمان والأوز
أسامة باسط إبن قبيلة المعابدة خلال صيده الطيور المهاجرة
يهوى الصيد منذ نعومة أظافره، حر يجوب الصحراء كالصقر، ممارسا هوايته، في الصيد، يصطاد ببندقيته، ويعد من هواة الصيد في مطروح.
إنه أحد أبناء قبيلة المعابدة بالسلوم، أسامة باسط المعبدي الذي يخرج متوجها لمناطق الصيد سنويا، باحثا عن فرائسه، وينتظر الموسم من العام للعام، ليذهب مع أصدقائه للصيد عدة أيام يصطادون ويستمتعون بالصيد قنصا وأكلا، في صحراء مطروح وعلى سواحل السلوم، والتقت "الوطن" معه في حوار حول الصيد وطقوسه وأشهر الطيور وكيفية الصيد، وإلى نص الحوار:- -
متى يبدأ موسم صيد الطيور المهاجرة؟
-يبدأ مع نهاية شهر أغسطس وبداية سبتمبر من كل عام ويستمر حتى منتصف نهاية نوفمبر، ويشتهر أكتوبر بـ"الشهر الفواح" عند أهل البادية لما فية الخير للناس وكثرة صيد الطيور التي تناولونها على الموائد، بينما شهر نوفمبر فتكثر فية صيد الصقور والطيور الحرة.
-لماذا يرتبط أهل البادية بالصيد؟
-هواية الصيد من هوايات الملوك ونحن كأهل البادية نرتبط ببعض الطيور المهاجره لسببين الأول حيث أن هناك صيادون يصطادون لعشقهم الصيد أكثر من البحث عن الأكل، وهناك مقوله شهيرة لهم هي "الصياد يمشي على عيونه ويعود على قدميه"، والثاني حيث أن أهل البادية قديما، بحكم ابتعادهم عن المدن والمتاجر والمحلات وإقامتهم في القرى والنجوع، ينتظرون مواسم الصيد لمتابعته على مدار العام من صيد الطيور والأرانب البرية والغزلان كي يحصلون على اللحوم التي لا يستطيعون الحصول عليها من المحلات لبعد المسافات.
- ما هي أنواع الطيور المهاجره التي يجري صيدها؟
- الطيور أنواع عديدة، منها ما يؤكل ومنها ما لا يؤكل كالطيور الجارحة مثل الصقور ولها مواسم، أما طيور الصيد الأخرى التي تؤكل، فهي متنوعة من حيث الأحجام والأنواع، ومنها على سبيل المثال القمري "اليمام المهاجر" وأبوصفير ويتميز بلونه الأصفر الساطع، والجلمة وهي أطول من اليمامة والأمرعة وتشبه دجاجة الماء والسمان، والدقنوش وهو ذو منقار حاد، بالإضافه إلى أنواع كثيرة وهي صغيرة الحجم والتي تقع تحت ما يسمى في الطيور بالشحيم، ومنها على سبيل المثال الدبسية وأم حميم وأم رطيقة، وأبوحميد والذكار وجميع هذه الطيور برية مهاجره نقوم بصيدها في مزارع التين والزيتون في الصحراء بعيدا عن الضوضاء، كما أن هناك طيور نصطادها على البحر، وهي مثل النغاق والأوز والبط الشرشير والودود وهذه الطيور كبيرة الحجم يتراوح وزنها من بين واحد كيلو جرام إلى 10 كيلو جرامات، وهناك نوع مثل الأوز الأبيض والغرنوق وهما من أكبر أحجام الطيور المهاجرة ويصل وزنها إلى 13 كيلو جراما للواحدة.
- ماهى أدوات وطرق صيد الطيور المهاجره؟
- بالنسبة إلى الطيور التي تمر على ساحل البحر المتوسط غرب مصر مثل البط الشرشير والنغاق والأوز فلها طرق وأدوات تستخدم في صيدها، حيث يقوم الصيادون بتجهيز المكان الذي يتم فيه الصيد قبل الموسم ومنها إقامة مكان يختبىء فيه الصياد حتى لا يراه الطيور فتهرب، وهذا المكان عباره عن "خس" يتم إقامتة باستخدام البوص والحجر ويدعم بأقمشة عازلة للشمس، وغير ملفتة للنظر، وتبلغ مساحته 3 أمتار، وهو ما يسمى عند أهل البادية بـ "اللبدية" ومكانه يكون بالقرب من مياه البحر.
-الطيور على أشكالها تقع؟ حدثنا عن هذه الأشكال وكيف يتم الصيد بها؟
- يضع الصيادون أشكالا تشبه الطيور التي يجري صيدها بنفس الأحجام، وتوضع يدويا وتكون بكثرة، بجانب اللبدية، لجذب الطيور والتي تهبط فور رؤيتها في أسلوب يخدع به الصياد الطائر وهذه الطيور يتم صيدها ببنادق الخرطوش، لأنها لا تهبط في الأشجار بجانب كبر حجمها الذى يلزم بندقية لصيدها، أما بالنسبة للطيور التي تحلق فوق المزارع والأشجار فلها طرق صيد مختلفه وأدوات أخرى، حيث نقوم والصيادون بتجهيز الأشجار داخل المزارع قبل الموسم بأيام ونضع الشباك الكبيرة حول الأشجار من عدة جوانب مع ترك جانب واحد فقط ليكون المدخل الوحيد للطائر إلى الشجرة وهذا الشبك من نوع معين ويسمى بـ "الحليق"، ويراعى الصيادون خلال وضع الشباك بأن يكون الجانب الذي يتم تركه ليدخل منه الطيور من الناحيه القبلية، لتتماشى مع طبيعة المكان واتجاه الرياح، كما يجري اختيار الأشجار التي يوضع حولها الشباك لتكون الأشجار كبيرة الحجم وأن تكون على أطراف المزرعة، حيث يقوم الصيادون بمسك الطيور بالأيدي عند دخولها الشباك، والتي لا تستطيع الفرار منها فور دخولها هذه الشباك، كما يوضع في الاعتبار أن يكون لون الشباك مقارب للون الأرض والشجر حتى لا ينتبه إليه الطائر، كما نقوم باستخدام بنادق ضغط الهواء "بنادق الرش" لصيد الطيور على الأشجار والتي تقف عليها الطيور بعيدا عن الشباك.
- هل هناك أدوات صيد ممنوع تداولها أو طيور محظور صيدها؟
-بالنسبة للأدوات السابقة كالشباك وبنادق ضغط الهواء فهي متداولة ونصطاد بها منذ زمن ولا تؤثر على انقراض الطيور أما ما يقوم به بعض الصيادون مؤخرا وهو ما تم استخدامه حديثا مع التطور التكنولوجي، وممكن أن يؤثر على انقراض الطيور وهو استخدام بعض الصيادين الأجهزة الصوتية، والتي تقلد أصوات الطيور لتجذبها إليها فور سماعها، وهي عبارة عن سماعات كبيرة الحجم قوية التردد يتم توصيلها على بطارية كبيرة جافة، وتوضع داخل الأشجار في المزارع ويقوم الصيادون بتشغيلها ليلا، خاصة وأن طبيعة الطيور تهاجر وتتحرك ليلا بشكل مكثف، وعند سماع صوت هذه الأجهزة الملقدة لصوت الطيور تهبط عليها معتقدة أنها طيور مثلها شريكتها في السفر وليست أجهزة موضوعة لخدعتها من أجل الصيد وهذه الأجهزة تؤدي إلى صيد أعداد غفيرة من الطيور المهاجرة، ما يؤثر على انقراض هذه الطيور، وأنواع بعينها في ظل إنتشار هذه الأجهزة المحرمة دوليا وتمنعها وزارة البيئة والجهات المعنية.
- ما هي أفضل الأوقات خلال الموسم لصيد الطيور؟
-يسهل صيد الطيور المهاجرة في أوقات الصباح الباكر وأوقات الظهيرة حيث تشتد حرارة الشمس، ويصعب صيدها، وقت الغروب وما قبله وتهاجر ليلا وتتحرك وتطير فلا يوجد صيد في أوقات الليل، ومن أفضل الأوقات للصيد من شروق الشمس حتى وقت الظهيرة.
- هل هناك دور للمرأة في موسم صيد الطيور؟
-تبدأ دور المرأة البدوية بعد عملية الصيد حيث يقمن بأعمال تنظيف وطهي الطيور بأساليب مختلفة، فتقوم بطهي أنواع متنوعة من الطيور المهاجرة بطرق لا يعرفها ويتقنها إلا أهل البادية فمنها طيور يجري طهيها مع الأرز أو شويها على الفحم وهناك طيور مثل السمان والقمرى وأبوصفير يطهونها في صواني في الفرن مستخدمين البصل الصحراوي والطماطم والبهرات وهي من أشهى طرق طهي الطيور.