في عيد ميلاد "عمدة الفن".. تألق ونجومية وآخر 7 سنوات "غياب اضطراري"
صلاح السعدني في مشهد من أحد أعماله الدرامية
7 سنوات اختفى خلالها الفنان الكبير صلاح السعدني عن الأضواء، وغاب غيابا تاما عن الظهور في المناسبات والمهرجانات الفنية، منذ عرض مسلسل "القاصرات" عام 2013 وهو آخر أعماله.
77 عامًا هو عمر الفنان صلاح السعدني، أو "العمدة" كما يلقب من قِبل أهل الفن وجمهوره ومحبيه، استنادًا إلى دوره الرائع في سلسلة دراما "ليالي الحلمية" وتجسيده شخصية العمدة سليمان غانم، ولزمته الخالدة "أوم إيه بقى".
يحتفل عمدة الفن صلاح السعدني بعيد ميلاده الذي يوافق مثل هذا اليوم 23 أكتوبر من عام 1943، وهو الشقيق الأصغر للكاتب الساخر محمود السعدني، الذي تعلّم من خلاله أهمية الثقافة والأدب في تكوين الفنان، من خلال الجلسات واللقاءات التي كان يحضرها بصحبة شقيقه "الأدباتي"، والتعرف على كبار أهل الفن والأدب والثقافة، وكلها أمور ساهمت في تكوين "العمدة" الذي رغم دراسته بكلية الزراعة، التي كانت حقلًا جمع على أرضه أشهر نجوم الفن، أبرزهم عادل إمام، نور الشريف، سمير غانم، سعيد صالح، في اتجاهه نحو الفن وتغيير مساره إلى عالم التشخيص والتمثيل.
في ستينات القرن الماضي، بدأ صلاح السعدني عمله الفني بأعمال "الرحيل، لوكاندة الفردوس، الضحية، الساقية"، وبدأ يسير بخطوات هادئة نوعًا ما، حتى قدم نفسه للجمهور بشكل مختلف من خلال مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" قبل نهاية السبعينات، أمام عبدالمنعم مدبولي، كذلك مسلسل "صيام صيام" أمام محمود المليجي ويحيى الفخراني.
في الدراما، كان للفنان صلاح السعدني بصمات عديدة يتذكرها الجمهور، منها مسلسلات "أرابيسك، حلم الجنوبي، الناس في كفر عسكر، النوة، الباطنية، الأخوة الأعداء، الأصدقاء، رجل في زمن العولمة، سفر الأحلام، الزوجة أول من يعلم".
وفي السينما، شارك صلاح السعدني في عدد من الأفلام الهامة منها "الأرض، أغنية على الممر" واللذان تم اختيارهما ضمن أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية، فضلًا عن أفلام مثل "ملف في الأداب، مهمة صعبة جدًا، الرصاصة لا تزال في جيبي، صراع الأحفاد، زمن حاتم زهران، فوزية البرجوازية، قضية عم أحمد، الحلال يكسب، فتوة الناس الغلابة، جبروت امرأة، الغول".
صلاح السعدني، نجم الدراما المتفرد دائمًا في أدواره، الذي قرر أن يأخذ استراحة مبدع من طراز مختلف، وفي الوقت الذي كان يستجم فيه ويتعافى من مشكلات صحية ألمّت به، بدأ أصدقاء العمر يرحلون تباعًا؛ الأمر الذي أدخله في دوامة من الحزن على رفقاء مشوار دربه، أبرزهم نور الشريف، ومحمد وفيق، ومحمود الجندي، وفاروق الفيشاوي، وقبلهم الكاتبان أسامة أنورعكاشة ومحمد صفاء عامر، والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، ومحمود عبدالعزيز الذي أخفت أسرته عنه خبر وفاته لنحو أسبوعين وعندما علم دخل في حالة اكتئاب شديدة.
وفي الرياضة يعتبر أو كما يلقبه الجماهير "عمدة" الأهلاوية، وهو المعروف بعشقه الشديد للكيان الأحمر، وكان دائم التردد على حضور مباريات الفريق وتدريباته، وهذا ما توارثه عنه نجله الفنان أحمد السعدني.
بصحبة أسرته وأحفاده، قرر صلاح السعدني أن يعيش في سلام مع عائلته الصغيرة، رافضًا الظهور في أي مناسبات مهما كانت "أفراح أو أحزان"، لا يرد على هاتفه المحمول، وهناك من يتولى هذه المهمة بالنيابة عنه، ويكتفي بالتواصل مع أصدقاء العمر ممن ما زالوا على قيد الحياة أبرزهم الزعيم عادل إمام.
صلاح السعدني، الذي شارك في أكثر من 200 عمل فني ما بين سينما ومسرح ودراما وإذاعة، بالرغم من ابتعاده عن الكاميرات إلا أن أعماله التي يلتف جمهوره ومحبوه أمام الشاشة الصغيرة لمتابعتها تجعل "عمدة الفن" دائمًا في بؤرة الأضواء التي طالما لاحقته مهما اختفى.