المؤسسات الدينية: من يتخلف عن انتخابات النواب آثم شرعا لأنها واجب وطني
صورة أرشيفية
تبداً فعاليات الانتخابات البرلمانية غداً والتي تمثل أهمية كبيرة في اكتمال أركان الدولة المصرية، وشددت المؤسسات الدينية على أهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية، لأن من يتخلف عنها يكون آثمًا لأنها شهادة ولا يجوز كتمها لأنها تمثل نوعًا من أنواع الواجب الوطني الذي ينبغي أن يؤديه كل فرد يعيش في هذا الوطن، خاصة وأن مجلس النواب يمثل جموع الشعب المصري ويعبر عن آماله ومتطلباته وذلك على حد وصفهم.
المفتي: المشاركة في انتخابات مجلس النواب واجب وطني
ودعا الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، المواطنين إلى المشاركة الإيجابية في الاستحقاقات الوطنية وانتخابات مجلس النواب التي انطلقت يوم الأربعاء 21 أكتوبر الحالي بالخارج، وتستمر لمدة 3 أيام، بينما تبدأ انتخابات المرحلة الأولى بالداخل في 24 و25 أكتوبر الحالي.
وأكد مفتي الجمهورية في بيانه، أنّ واجب المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية، ومنها انتخابات مجلس النواب، نابعٌ مِن حُبِّنا لبلادِنا وانْتِمَائِنا لِهذا الوطنِ، الَّذي لم يسمح في وقتٍ مِنَ الأوقاتِ لِإرادةِ الشَّرِّ أَنْ تُوقِفَ مسيرتَه ولا أن تمليَ عليه شروطها، حتَّى في أحلك الأوقات وأقسى الظروف.
الإفتاء: من يمتنع عن أداء صوته الانتخابي يكون آثمًا شرعًا
وردت دار الإفتاء على سؤال أحد المتابعين عبر موقعها الرسمي والذي تضمن: "هل من لا يذهب للإدلاء بصوته يكون آثمًا؛ لأنه كتم الشهادة باعتبار أن التصويت في الانتخابات هو بمثابة شهادة لا يجوز كتمانها".
ورد الدكتور نصر فريد واصل، قائلا: "إنه حث الإسلامُ المسلمين في كل زمان ومكان على التحلي بالصدق والأمانة والتخلي عن الكذب والخيانة، وطلب من المسلم أن يكون صادقًا ويتحرَّى الصدق ويبتعد عن الكذب والغش، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا) متفق عليه".
وأضاف: "أمر الإسلام المسلم بأداء الأمانة التي تحملها بكل أنواعها وأشكالها فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، وأوجب عليه أن يكون أمينًا وصادقًا في أداء الأمانة مع ربه أولًا، ومع نفسه ثانيًا، ومع الآخرين ثالثًا، فبهما -أي بالصدق والأمانة- ترقى الأمم وتتقدم الشعوب، وهما أساس النجاح في كل عمل على مستوى الفرد والجماعة".
وتابع: إنه ليس من شك في أن الشورى في الإسلام هي الديمقراطية الحقَّة وهي التي يجب أن يتربى عليها أبناء المجتمع؛ ليكونوا أمناء صادقين دائمًا في أقوالهم وأفعالهم، ويحترموا عن إيمان صادق سلطات بلادهم التشريعية والقضائية والتنفيذية التي جاءت بالشورى الصحيحة بينهم، والشورى لازمة وواجبة بين أفراد الأمة لاختيار عناصر سلطتهم التشريعية؛ لأن هذا الاختيار من الأمانات الدينية والشرعية التي أمر الله بأدائها لأهلها وأصحابها في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أَدِّ الأَمَانَةَ لِمَن ائتَمَنَك ولا تَخُن مَن خَانَكَ) أخرجه أبو داوود والترمذي، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ [الأنفال: 58].
وأوضح: "يجب على من توافرت فيه الصلاحية لأداء هذه الأمانة في الشورى والديمقراطية حسب المصطلحات العصرية والعربية للإدلاء بصوته الانتخابي ألا يتأخر عن القيام بهذا الواجب بصدق وأمانة ونزاهة وموضوعية حتى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يكون ذلك بعيدًا عن العصبية المدمرة والمجاملات والغش والتدليس والابتزاز والعنف والإكراه والتزوير، وأن يكون رائد الجميع أن مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، ومنع أداء الصوت كتمان للشهادة التي أمرنا الله بأدائها، وسلبية يمقتها الإسلام وينهى عنها؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً؛ تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا" رواه الترمذي.
وأكد أنه بناءً على ذلك وفي واقعة الأمور المسؤول عنها والمستفتى فيها من الناحية الشرعية: فإن من يمتنع عن أداء صوته الانتخابي يكون آثمًا شرعًا؛ لأنه بذلك يكون قد منع حقًّا واجبًا عليه لمجتمعه الذي يطالبه بأداء الشهادة لمن قدم نفسه للخدمة العامة بترشيح نفسه للمجلس النيابي التشريعي؛ وذلك لبيان مدى صلاحيته لهذه المهمة القومية والوطنية من خلال هذه الشهادة.
وشدد على من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأية وسيلة من الوسائل المادية أو المعنوية سواء كان مسؤولًا أم مواطنًا عاديًّا يكون مشاركًا مشاركة إيجابية ومساعدًا لصاحب الشهادة في ارتكاب جريمة خيانة الأمانة والتزوير في الشهادة؛ والشريك كالأصيل تمامًا من حيث الفعل والأثر في الإسلام.
مجمع البحوث الإسلامية: "على كل مواطن مصري غيور على وطنه وعلى مستقبل أبنائه أن يتخلى عن السلبية والمشاركة في الانتخابات".
وكانت قد أكدت مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن المشاركة الإيجابية في الانتخابات تمثل واجبًا وطنيًا وشرعيًا، لما يمثله هذا الاستحقاق من أهمية كبيرة في اكتمال المؤسسات التشريعية.
وقال الدكتور نظير عيّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن المشاركة الفعّالة في هذه الانتخابات والحرص على دعوة الآخرين للمشاركة تمثل نوعًا من أنواع الواجب الوطني الذي ينبغي أن يؤديه كل فرد يعيش في هذا الوطن، خاصة وأن هذه المؤسسات كمجلس الشيوخ والنواب يمثلان جموع الشعب المصري ويعبران عن آماله ومتطلباته، وبالتالي فإن التخاذل عن المشاركة في اختيار الممثلين لهذين المجلسين يعد تقصيرًا في الواجب الوطني.
وحثّ عيّاد، كل مواطن مصري غيور على وطنه وعلى مستقبل أبنائه أن يتخلى عن السلبية وأن يكون له دور إيجابي مهم في الإسهام في بناء مؤسسات الدولة، خاصة وأن ذلك يصب في الصالح العام الذي يتمثل في الوصول بمصرنا الحبيية إلى تحقيق رؤيتها التنموية.
قال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ، إن المشاركة الإيجابية فى الاستحقاقات الوطنية ومنها انتخابات مجلس النواب التى ستجرى من أدوات قوة الدولة، مشيرا إلى أن قوة الدولة تكمن فى اكتمال وقوة مؤسساتها الوطنية، كما أن اختيار الأقدر على خدمة الوطن سواء على مستوى القوائم أم على مستوى المقاعد الفردية أمانة، وعلى كل شخص أن يختار بتجرد ما يمليه عليه ضميره ويغلب على ظنه أنه الأقدر على خدمة الوطن، وأن المشاركة الإيجابية واجب وطني.