«مصطفى» علشان يتعالج فى مستشفى النقل العام.. اتسمم مرتين
داخل غرفة ضيقة، لا يوجد بها شىء مستقر فى مكانه، السرير تعلوه أوانٍ مبعثرة، والقطط تتجاذب أنبوب المحاليل، والنافذة مهدّمة بشكل لافت، كان مصطفى مجاهد قابعاً فى موقعه المعتاد، فوق فراش مهلهل، فى انتظار قدوم موعد الإفطار على أحرّ من الجمر، محاولاً الانشغال عن الجوع بالعبث فى هاتفه المحمول مرة، ومعاودة تلاوة المصحف مرة أخرى.
ما إن فرغ «مصطفى» لتوه من تناول الإفطار القادم إليه بمعرفة مطعم مستشفى هيئة النقل العام، الوجبة التى يتناولها بصفة يومية منذ أن احتُجز للعلاج من التهابات بالظهر والرقبة قبل عام، حتى داهمه الإرهاق، وبدأ وجهه شاحباً، وأغرورقت عيناه، وشعر بآلام حادة فى المعدة، وارتفاع فى درجة الحرارة، أعراض مصحوبة بأنّات مكتومة، أضحت صرخات فى وجه الأطباء والممرضات، الذين اقتحموا عليه مخدعه، محاولين تهدئته «أول ما أكلت الوجبة اللى عبارة عن حتة فراخ وشوية رز وعلبة عصير، المغص قطّع بطنى، لحد ما الدكاترة لحقونى».
تجربة مريرة عاشها «مصطفى» مرتين بين جدران مستشفى هيئة النقل العام، فالمكان الذى قصده على أمل الحصول على فرصة علاج، ضاعف من آلامه وأوجاعه، وبات متوجساً من ألا يخرج منه واقفاً على قدميه «اتسممت قبل كده، لما اتحجزت من 4 شهور، بس وقتها قلت إنى أكيد أخدت برد فى معدتى، وتجاهلت الأمر».
«تعاقدنا مع شركات أغذية تحلل عينات عشوائية من الطعام والتأكد من صلاحية الوجبات ووضعها مغلفة داخل ثلاجات تبريد جيدة التهوية» أسباب ساقها د. عاصم عبدالرحمن مدير مستشفى النقل العام، لتبرئة ذمته من أى حالات تسمم ناتجة عن وجبات التغذية داخل المستشفى المشهود له بالكفاءة، حسب وصفه «وزارة الصحة تمدح فى مجهودنا واهتمامنا بالمرضى»، لافتاً إلى أن حالات التسمم ربما ترجع إلى أسباب بعيدة عن الخدمة العلاجية المقدمة، ربما تكون حالات فردية.