«اشتراهم من قوت يومه».. قصة «شرقاوي» جمع 500 قطعة من التحف والأنتيكات
أحمد: بعاملهم زي الأطفال وبكلمهم وباشتريهم حتى لو كنت هنام من غير عشا
على مدى عدة سنوات حرص الشاعر والكاتب أحمد عبدالسلام المليجي، 72 عاما، المقيم بمدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، على جمع عدد من التحف والانتيكات بإجمالي 500 قطعة، واحتفظ بها داخل منزله رافضا بيعهم بأي ثمن، معتبرا أن ما فعله هو وسيلة للحفاظ على الأشياء النادرة التي تكتسب قيمة تاريخية بمرور السنوات.
الرجل السبعيني خصص غرفة داخل منزله للاحتفاظ بالتحف والأنتيكات بعضها معلق على الجدران والآخر داخل دواليب بجدران خشبية وأبواب زجاجية، بالإضافة لقطع أخرى زينت جدران الصالة بمدخل المنزل وغرفة أخرى لاستقبال الضيوف.
وقال «المليجي» لـ «الوطن»، إنه بدأ العمل في صناعة السجاد منذ كان عمره 16 عاما، وذلك في عام 1964 في منطقة خان الخليلي بالقاهرة، مشيرا إلى أنه منذ هذا التوقيت جذب انتباهه حرص الأجانب على شراء التحف والأنتيكات، خاصة إذا كانت قطع نادرة وأصلية ما دفعه لاقتناء الأنتيكات والتحف النادرة.
على تربيزة صغيرة بمدخل المنزل يضع الرجل الذي شغفه الهواية بالأنتيكات اثنتين من عدد التليفونات القديمة، وأوضح قائلا: «التليفون تم اختراعه خلال فترة الثلاثينات وزنه 5 كيلو ويحمل الختم الملكي والآخر يعود للعصر اليوناني» ويكمل: «كنت شغوفا بجمع الأنتيكات وما يهمني هو توفير نفقات واحتياجات أسرتي وعند توفر أي مبلغ مالي لدي كنت أقوم بشراء ما أريد من الأنتيكات حتى لو هنام أنا من غير عشا». ومضى قائلا: «كنت أغار على تراث بلدي.. وبتعامل مع الأنتيكات كأنها أطفال صغيرة وأحرص على الاعتناء بها وتنظيفها وترتيبها.. وبتيجي عليا أيام أشعر أن التحف بتكلمني وبكلمها».
وأكمل «وصيتي لأبنائي أن يحتفظوا بهذه الأنتيكات والتحف وألا يفرطوا فيها». وأضاف الرجل الذي ارتسمت الابتسامة على شفتيه وهو يتجول داخل الغرفة المخصصة للتحف موضحا مقتنيات الغرفة قائلا: «يوجد أول راديو تم اختراعه وآخر تم تصنيعه في أواخر الأربعينات، وأطباق نادرة وحلي عربية من الفضة والبلاتين بأحجار نادرة»، وتابع: «يوجد معادن روسية وسجاد قديم وقطع أحجار يقال عليها نيزك وشمعدان فرنساوي وراديو أمريكي قديم وكونسلتو فرنساوي وأباريق ولمبة قبل اختراع الكهرباء وحنفية مياة وسنافور مياه».
وأشار إلى اقتنائه صورا نادرة منها صورة تصور رحلة حياة الإنسان منذ الميلاد وحتى الوفاة بخلاف أصداف وأطباق شغل عربي قديم وموازين.
وقالت الحاجة فادية أحمد علي محجوب زوجة الحاج أحمد عبدالسلام، إنهما تزوجا منذ عام 1973، حيث تعرفا أثناء حفل زفاف بالشارع المقيمة فيه بإحدى القرى التابعة لمركز ديرب نجم وبعدها تقدم لخطبيتها، «أقمنا في القاهرة 5 سنوات ثم سافرنا سوريا وأقمنا فيها 3 سنوات ثم عدنا إلى القاهرة وأقمنا بها لمدة 9 سنوات ثم عدنا إلى الإقامة في ديرب نجم حيث اشترينا قطعة أرض وقمنا ببناء منزل عليها». مشيرة إلى أن لديهم 4 أبناء، «عبير ومحمد وحمادة وأسماء»، لافتة إلى أنهم أنهوا تعليمهم الجامعي وتزوجوا ولديهم أبناء.
«المرأة هي عامود البيت»، عبارة تمسكت بها السيدة البالغة من العمر 70 عاما، منذ كانت شابة ودخلت منزل زوجها، فالعبارة لم تفارق أذنيها منذ سمعتها من والدتها.
وتضيف السيدة التي ارتسمت ملامح الرضا على وجهها، «لم أحاول منع زوجي من ممارسة هوايته المفضلة الخاصة بشراء التحف والأنتيكات على الرغم أنه كان في بعض الأوقات لا يتوفر لدينا المال الكافي ولكنني كنت أحرص على تدبير احتياجات المنزل أول بأول حتى لا يشعر أبناؤنا بوجود نقص في أي شئ».
وأشارت إلى أنها تحملت مسؤولية تربية أبنائها أثناء سفر زوجها في العراق والسعودية 8 سنوات، ومضت قائلة «ربيناهم على الحلوة والمرة وربنا بارك فيهم»، واختتمت حديثها قائلة: «زوجي رجل فاضل وأكرمني بالمعاملة الحسنة طول حياته وكان واجبي أعمل على راحته ولا أعارضه في شيء يجد فيه راحته».