مركز ألماني يعالج ضحايا الحروب والتعذيب عبر "الإنترنت"
نشر موقع التليفزيون الألماني "دويتشة فيلا" تقريرًا حول محاولة يقوم بها المعالج النفسي زياد موسى، انطلاقًا من مركز معالجة ضحايا التعذيب بالعاصمة الألمانية "برلين"، لمساعدة ضحايا الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
المركز يقدم المساعدة عن طريق الإنترنت لضحايا الصدمات النفسية، وأوضح التقرير أن عدد الأشخاص الذين يستفيدون من خدمة المركز حوالي 80 شخصًا في الشهر الواحد، حيث تتم العملية عبر تبادل الرسائل الإلكترونية مع المعنيين بالأمر في سوريا وغزة والعراق، وفي عدد من مراكز اللجوء في الأردن وتركيا.
بسبب الحرب على غزة فإن "موسى" وزملاءه في مركز علاج ضحايا التعذيب يتوقعون ارتفاع عدد الراغبين في الاستفادة من خدمات المركز عبر الإنترنت بسبب تبعات الحرب القائمة هناك.
ويشرح زياد موسى سبب الإقبال على العلاج النفسي عبر الإنترنت في المركز المتواجد في العاصمة برلين، والذي يمول من طرف الحكومة الألمانية وإحدى المؤسسات الكنسية، حيث قال: "للعلاج النفسي عبر الكتابة في الإنترنت نفس فعالية العلاج المباشر مع أخصائي نفسي، وأحيانًا يكون العلاج عبر الإنترنت أنجح من العلاج عبر جلسات مباشرة".
ويرجع السبب في ذلك إلى تردد الناس في الإفصاح عن مشاكلهم النفسية مباشرة للأشخاص خصوصًا إذا تعلق الأمر بالاغتصاب أو التعذيب، ولتجاوز ذلك، يضمن الموقع الإليكتروني لمركز معالجة ضحايا التعذيب سرية البيانات وعدم كشف هويات الأشخاص المستفيدين من العلاج.
وتابع التقرير:" من بين الحالات التي علقت في ذهن المعالج النفسي زياد موسى حالة طفل سوري يبلغ من العمر سبعة أعوام، يعاني من متلازمة داون، حيث التقى زياد موسى بالطفل في لبنان الذي لجأت إليه أمه رفقة خمسة أطفال آخرين قادمين من حمص، ووصلت حالة الاضطراب النفسي لدى هذا الطفل السوري إلى درجة فقدان القدرة على الكلام، بسبب ما عاشه وما رآه من تبعات الحرب ومشاهد التعذيب".