طفولة محمد عبدالمطلب «كلها مواويل»: هروب وكتب أغاني وليالي عبداللطيف البنا
محمد عبدالمطلب
«بتسأليني بحبك ليه، يا بايعني وأنا شاري، يا حاسدين الناس، ساكن في حي السيدة» أغنيات كثيرة أمتع بها المطرب الكبير الراحل محمد عبدالمطلب جمهوره، «ابن البلد» صاحب الأغنية المصرية الأصيلة، المولود في محافظة البحيرة، شاب عمره 20 عامًا يحضر إلى القاهرة برفقة أحد أشقائه، لكن كيف كانت حياة الشاب الذي أصبح فيما بعد صوت الطرب المصري طوال هذه السنوات، وقبل أن يمتلك شهرة واسعة بفضل براعة صوته.
هروب من «الكُتاب»
عُرف عن «عبدالمطلب» حبه لـ«الغيط» والغناء به وهو صغير، تعلم في «الكُتاب»، وكان يدرس على يد الشيخ محمد السنباطي، لكنه كان يهرب إلى الغيط حيث إخوته المزارعين، وكان يحب الغناء للمطرب عبداللطيف البنا، والذي كان مشهورًا في بلدة عبدالمطلب، وكان يحيي الحفلات العائلية، فكان يغني «حزر فزر هقولك إيه، وحليلة يا حليلة، إرخي الستارة اللي في ريحنا»، وحينها عُرف بين أقرانه بصوته العزب، إلا أنَّ شقيقه الأكبر كان يدرس بكلية التجارة في القاهرة، وأقنع والده أن يأخذه برفقته للدراسة في مصر، فقد كان مؤمنًا بموهبته الغنائية.
«قرش تعريفة»
ذكريات الطفولة والغناء في الريف تركت أثرًا لدى المطرب الكبير، فقد كان يأخذ مصروفًا وقتها لا يتعدى «قرش تعريفة» في الأسبوع، يحكي المطرب الراحل في لقاء له خلال البرنامج الإذاعي القديم «حديث الذكريات» عبر إذاعة «صوت العرب» للإذاعية أمينة صبري، عن ذلك فيقول «اللي كان بياخد قرش تعريفة وقتها كان يعتبر غني، وكنت أشتري كتب بها أغاني بـ2 و3 مليم، وأقرأها ليلًا».
أول حفل
4 أكتوبر 1924، تارريخ لا ينسى في حياة عبدالمطلب، فقد حضر فيه أول مرة إلى القاهرة والتحق بمعهد الموسيقى العربية، حتى يكون هو شقيقه صادقين أمام والدهما، فقد وعداه بإلحاق عبدالمطلب بالدراسة، إلا أنَّه فشل، مرجعًا سبب ذلك إلى «طموح الشباب في الوقت ده، الواحد عاوز يتشهر أوام»، فقد نظم حفلة في مسرح الأزبيكة، بمساعدة من أسماهم «الناس الطيبين» من المحيطين به، لكن الحفلة فشلت، وحينها خرج إلى شارع عماد الدين وعمل داخل إحدى المحلات.
وحينها نصح الناس شقيق عبدالمطلب، بأن يجعله يتعلم على يد الموسيقار داوود حسني، وكان يضربه خلال تعليمه، ونصحه بأذان الفجر، وبالفعل داوم على ذلك لمدة عام كامل، ثم عمل لدى بديعة مصابني، مع فريد الأطرش وإبراهيم حمودة، وكان وقتها أقلهم أجرًا، فكان يلتقى 5 جنيهات شهريًا، ولم ينجح، فذهب إلى محمد عبدالوهاب وحينها كان قد اتجه إلى الأفلام السينمائية، ووعده بأن يضمه إليه ولم يحدث، وكان لذلك أثرًا كبيرًا في نجاح «عبدالمطلب»، فقد تحمل مسؤولية الحياة وأجبر نفسه أن يكون محمد عبدالمطلب، مشوار طويل من الكفاح خاضه حتى بات صوته محفورًا في ذاكرة مستمعيه حتى الآن.