بالصور| ثورة 25 يناير "تخلع" مبارك ونظامه: "حاكموه قبل أن تسامحوه"
"عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية"، مطالب مشروعة لشعب ظل صامتًا سنوات طويلة حتى ظن أنه لن يقول كلمته مرة أخرى، خرج في الميادين من كل صوب في الجمهورية، فتمت مواجهة السلمية بالعنف والرصاص والدم، فزاد سقف المطالب حتى بلغ ذروته، "الشعب يريد إسقاط النظام"، هتاف رجَّ أرجاء الميدان لـ18 يومًا متصلة، بسقوط ذلك النظام تتحقق العدالة الاجتماعية، وتسود الحرية، ويتوفر الخبز، وترتقي الكرامة الإنسانية، لم تقم الثورة لمطالب بل لإسقاط نظام يمثله الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
مشاهد عدة من ميدان التحرير تثبت أن ما لمبارك إلا حل واحد وهو الرضوخ للإرادة الشعبية، والتنحي بل وقبول المحاكمة التي كان مقررًا أن تنتهي اليوم، إلا أن القاضي قرر مد النطق بالحكم.
تنوعت أشكال الرفض والمطالبة بـ"الرحيل"، كانت كل الوسائل مشروعة ومتاحة للتعبير عن رفض نظام زاد في الـ30 عامًا التي قضاها من أوجاع "الغلابة"، وغياب الحياة السياسية الناضجة والتي تكفلها كل قوانين العالم، تواجد بميادين ثورة 25 يناير كل الطبقات، الراقية منها والتي توطنت أسفل خط الفقر، كان للتعبير ألوان بين الجادة ككتابة عبارة "ارحل" أو "يسقط نظام مبارك" و"يا مبارك مش عايزينك دم شبابنا بينا وبينك"، واستخدام اللغة الإنجليزية مثل "Leave and lets us live".
وشكل آخر ساخر، كما اعتاد الشعب المصري أن يعبِّر عن أزمته، حينما رفعوا عبارات مثل "ارحل الولية عايزة تولد والولد مش عايز يشوفك"، أو من يكتب عبارة ارحل على "وعاء طبخ" يرتديه في رأسه.
وأخذت منحى آخر أيضًا غير كتابة الشعارات، من خلال إحضار صورة للرئيس المخلوع وإحراقها وسط الميدان، أو تمزيقها وسط حشود المتظاهرين، حتى صعدت المطالب إلى النداء بالمحاكمة، كما رفع أهل طنطا لافتة "حاكموه قبل أن تسامحوه".
تنوعت التهم التي ألصقها الشعب بمبارك، وظهر ذلك من خلال الصور التعبيرية واللافتات، فصورت مبارك وكأنه "لص" يحاول الهرب بالغنيمة الثمينة التي سرقها، وعبارات مثل "فاضلك زلطة وتطلع برا"، بينما يرتدي هو زي اللصوص المخطط الشهير، كما تم تصوير مبارك في ثورة 25 يناير بأنه عميل ويتبع إسرائيل، وأن له "مواقف نازية"، كلها انطباعات أبرزها الشعب في مظاهراته ليكون موقفه واضحًا وجليًا من رئيس ظل متمسكًا بالكرسي طوال 30 عامًا مكونًا نظامًا مستبدًا.