عميد التربية النوعية بجامعة دمنهور: المنفلوطي كان موسوعة أدبية
الدكتور بهلول أحمد سالم
قال الدكتور بهلول أحمد سالم عميد كلية التربية النوعية بجامعة دمنهور، إن الأديب المصري الراحل مصطفى لطفي المنفلوطي، وُلد في منفلوط إحدى مدن أسيوط، وهي المدينة التي أفرزت قامات أدبية وشرعية وفقهية متنوعة، وينحدر من أسرة سيطرت على الثقافة والأدب والفقه في المدينة لأكثر من 200 سنة.
سالم: المنفلوطي تعلم في كتاب لتحفيظ القرآن
وأضاف «سالم» خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج «في المساء مع قصواء»، المذاع على قناة CBC: «في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أفرزت لنا مدن الصعيد قامات إنسانية كبرى مثل العقاد وطه حسن والمنفلوطي»، مشيرًا إلى أن المنفلوطي أحد الكتاب الذين أنجبتهم كتاتيب تحفيظ القرآن والمعايشة للآباء والأجداد.
وواصل: «في هذه الفترة تشكل وعي المنفلوطي مثل طه حسين، وتكاد تكون نسخ متكررة، فقد تعلم في الأزهر ودرس العلوم الفقهية والشرعية، وقبل ذلك حفظ القرآن الكريم، وسافر إلى القاهرة وتتلمذ على يد كبار شيوخ وعلماء الأزهر، فكان من حظ الإمام المنفلوطي أن يتتلمذ على يد الإمام محمد عبده وكان من تلامذته المقربين، وكان شخصية دينية وأدبية وثقافية ووقف على علوم الغرب والثقافة الجديدة في أوروبا وكان أحد أعلام التنوير».
تأثر المنفلوطي بالإمام محمد عبده
وأوضح أن المنفلوطي عاد إلى مدينته من القاهرة، وبقى هناك لمدة عامين تأثرا بوفاة أستاذه الإمام محمد عبده، ومرض مرضًا عارضًا وتوفى في الثامنة والأربعين من عمره، مضيفًا: «في هذه الفترة القصيرة أنتج لنا المنفلوطي إبداعًا أدبيًا شاملًا وموسوعيًا، وسر هذا الإبداع أنه رُبي تربية صحيحة على المخزون الثقافي المصري والعربي، فقرأ الأغاني وحفظ منها متون كثيرة جدًا».
وتابع عميد كلية التربية النوعية بجامعة دمنهور، أن المنفلوطي لم ينحشر في زاوية واحدة على غرار ما فعله بعض المبدعين، بل كتب القصة ونقل قصصًا فرنسية تعريبًا وليس ترجمة، موضحًا: «لم يكن المنفلوطي يعرف الفرنسية، وكان له صديق يعرف اللغة الفرنسية فكان ينقل له النص، لأنه لم يكن أديبًا ويأتي هو ويعيد صياغة هذا النص بحسه الأدبي واللغوي».
المنفلوطي صاحب لسان ساحر
وأوضح، أن المنفلوطي كان صاحب لسان ساحر، فلم يكن يكتب لغة الحديث اليومي أو اللغة التي تميل إلى التقعر أو التغريب في القول، لكنه كان يكتب لغة سلسلة تحافظ على رونق وجمال اللغة العربية، لأنه شكل وعيه ومخزونه اللغوي على نصوص المبدعين الأوائل الكبار، مثل المتنبي وأبي تمام وغيرهم من شعراء العربية الكبار.
وناشد وزارة التربية والتعليم، بتدريس نصوص من كتاب «العبرات» للمنفلوطي، للطلاب بداية من السادسة عشرة، لمواجهة فساد الذوق العام، مشددًا على أن هذا الكتاب يحتوي على نصوص تحمي القيم الإنسانية والروحية وتشكل وجدان الأجيال التي ابتعدت عن سحر اللغة وجمالها.