شارع الحكايات.. سر تسمية حارة «قرقوش» بين الحقيقة والظلم وأجواء رمضان
حارة «قرقوش».. حكاية ظلم وبطولات تعرض لها صاحب اسم الحارة
حارة قرقوش
الشوارع هي خير دليل على تاريخ الشعوب، فالأسماء التي أخذتها شوارع القاهرة لم تكن صدفة، بل تم اختيارها عن قصد فلكل شارع وحارة في مصر حكاية خاصة به تتناقلها الأجيال عبر الأزمنة ليبقى أثرها بداخل كل بيت مصري ومن بين هذه الشوارع حارة «قرقوش».
حارة «قرقوش»
«حكمك حكم قرقوش» مَثل عن الطغيان يتداوله معظم المصريين يومياً في حياتهم بدون علمهم عن من هو قرقوش أو قصته التي تنسب لأهم حارة في منطقة الجمالية، فعلى بعض خطوات من شوارع الجمالية تظهر بوابة صغيرة يدخل من خلالها أهالي المنطقة إلى حارة «قرقوش» الأشبه بالزقاق، ببوابتها المرتفعة عن الشارع، ليجد الزائر نفسه وسط حكاوي وقصص تاريخية.
سبب تسمية الحارة
الأمير بهاء الدين قراقوش، اسم تردد بين المصريين منذ حوالي ألف عام كنايةً عن الظلم في التاريخ العربي، حسب ما ذكره عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار لـ«الوطن»، الذي أكد أن كل تلك الشائعات هي بمثابة تراث مغلوط وسمعة سيئة وصفت قراقوش بالظلم والاستبداد ترجع لكتاب وضعه أحد الموتورين من منافسي قراقوش في عصره.
دور ضخم لعبه «قرقوش» خلال قيادة صلاح الدين الأيوبي لمصر، إذ بني سورا كبيرا يحيط بالجيزة ناحية الصحراء الغربية مستخدما أحجار الأهرامات، ثم شيد سورًا يحيط بالقاهرة، بحجارة الأهرامات الصغيرة والمقطم ليحفر فيه بئرًا.
وشيد بعدها سور جوهر الصقلي مؤسس القاهرة، وسور بدر الدين الجمالي الأمير الفاطمي، وكان السوران يتميزان أنهم بنيا من اللَّبِن وليس من الحجارة، وأضاف «ريحان»، أن إنجازات «قرقوش» توارت في الظل حتى وافته المنية عام 1200، بعد حياة حافلة بالعطاء والإخلاص لمصر، ليطلقوا بعدها اسمه على أحد شوارع الجمالية إلى الآن.
حارة قرقوش بين الماضي والحاضر
زقاقات مرتفعة ومنخفضات وممرات بالكاد تتسع لمرور شخص واحد، وبضائع على اليمين واليسار، وأصوات أغاني رمضان وخيوط زينة معلقة، تلك المظاهر تعيشها «حارة قرقوش» في شهر رمضان المبارك، إذ تقسم الحواري لتخصصات «ملابس، مفروشات، أكسسوارات، ألعاب أطفال وذهب صيني».
«رمضان مختلف في حي الجمالية علشان بيفكرنا بمصر زمان».. هكذا عبر رجب حسين، صاحب الـ60 عاما، عن الأجواء الرمضانية التي يتميز بها الشارع، كما أن الجميع يشارك في تعليق الزينة وأيضا يتبادل أهالي الشارع مختلف أنواع المأكولات بينهم: «المعروف في الشارع أني الناس كلها عندها محبة وألفة وبندي الأكلات لبعض في رمضان».